يُصلِحُ ما تَرى إلَّا الغَشمُ ۱ ، إنَّ هذَا الَّذي أنتَ عَلَيهِ فيما بَينَكَ وبَينَ عَدُوِّكَ رَأيُ المُستَضعَفينَ .
فَقالَ : أن أكونَ مِنَ المُستَضعَفينَ في طاعَةِ اللَّهِ ، أحَبُّ إلَيَّ مِن أن أكونَ مِنَ الأَعَزّينَ في مَعصِيَةِ اللَّهِ . ثُمَّ نَزَلَ. ۲
۲۸۷.تاريخ الطبري عن عمّار الدُّهني عن أبي جعفر [ الباقر ] عليه السلام : قامَ رَجُلٌ مِمَّن يَهوى يَزيدَ بنَ مُعاوِيَةَ إلَى النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ ، فَقالَ لَهُ : إنَّكَ ضَعيفٌ أو مُتَضَعِّفٌ ، قَد فَسدَ البِلادُ !
فَقالَ لَهُ النُّعمانُ : أن أكونَ ضَعيفاً وأنا في طاعَةِ اللَّهِ ، أحَبُّ إلَيَّ مِن أن أكونَ قَوِيّاً في مَعصِيَةِ اللَّهِ ، وما كُنتُ لِأَهتِكَ سِتراً سَتَرَهُ اللَّهُ . فَكَتَبَ بِقَولِ النُّعمانِ إلى يَزيدَ. ۳
۲۸۸.الفتوح : بَلَغَ ذلِكَ النُّعمانَ بنَ بَشيرٍ ؛ قُدومُ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ الكوفَةَ ، وَاجتِماعُ الشّيعَةِ عَلَيهِ ، وَالنُّعمانُ يَومَئِذٍ أميرُ الكوفَةِ ، فَخَرَجَ مِن قَصرِ الإِمارَةِ مُغضَباً ، حَتّى دَخَلَ المَسجِدَ الأَعظَمَ ، فَنادى فِي النّاسِ فَاجتَمَعوا إلَيهِ ، فَصَعِدَ المِنبَرَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
أمّا بَعدُ يا أهلَ الكوفَةِ ، فَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُم ، ولا تُسارِعوا إلَى الفِتنَةِ وَالفُرقَةِ ؛ فَإِنَّ فيها سَفكَ الدِّماءِ ، وذَهابَ الرِّجالِ وَالأَموالِ ، وَاعلَموا أنّي لَستُ اُقاتِلُ إلّا مَن قاتَلَني ، ولا أثِبُ إلّا عَلى مَن وَثَبَ عَلَيَّ ، غَيرَ أنَّكُم قَد أبدَيتُم صَفحَتَكُم ، ونَقَضتُم بَيعَتَكُم ، وخالَفتُم إمامَكُم ، فَإِن رَأَيتُم أنَّكُم رَجَعتُم عَن ذلِكَ ، وإلّا فَوَاللَّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، لَأَضرِبَنَّكُم بِسَيفي ما ثَبَتَ قائِمُهُ في يَدي ، ولَو لَم يَكُن لي مِنكُم ناصِرٌ ، مَعَ أنّي أرجو أنَّ مَن يَعرِفُ
1.الغَشْمُ : الظُّلم (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۴۳۷ «غشم») .
2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۵ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۳۵ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۴۱ وفيه «عبد اللَّه بن مسلم بن ربيعة الحضرمي» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۳۶ وراجع : أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۴ و الأخبار الطوال : ص ۲۳۱ و تاريخ ابن خلدون : ج ۳ ص ۲۸ .
3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۴۸ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۲۳ ، بزيادة «يقال له عبيد اللَّه بن مسلم بن شعبة الحضرمي» بعد «معاوية» ، الإصابة : ج ۲ ص ۶۹ ؛ الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۹۰ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۵ عن الإمام زين العابدين عليه السلام وراجع : تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۱ و ص ۲۴۴ .