379
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

بِمَنزِلِهِ ذلِكَ مِن بَطنِ الحُربُثِ. ۱
فَسارَ الرَّسولُ حَتّى‏ وافى‏ مَكَّةَ ، وأوصَلَ الكِتابَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَقَرَأَهُ وكَتَبَ في جَوابِهِ :
أمّا بَعدُ ، فَقَد ظَنَنتُ أنَّ الجُبنَ قَد قَصَّرَ بِكَ عَمّا وَجَّهتُكَ بِهِ ، فَامضِ لِما أمَرتُكَ ، فَإِنّي غَيرُ مُعفيكَ ، وَالسَّلامُ. ۲

۲۶۶.البداية والنهاية : لَمّا سارَ مُسلِمٌ مِن مَكَّةَ ، اِجتازَ بِالمَدينَةِ فَأَخَذَ مِنها دَليلَينِ ، فَسارا بِهِ عَلى‏ بَراري مَهجورَةِ المَسالِكِ ، فَكانَ أحَدُ الدَّليلَينِ مِنهُما أوَّلَ هالِكٍ ، وذلِكَ مِن شِدَّةِ العَطَشِ ، وقَد أضَلُّوا الطَّريقَ ، فَهَلَكَ الدَّليلُ الواحِدُ بِمَكانٍ يُقالُ لَهُ المَضيقُ مِن بَطنِ خُبَيتٍ ، فَتَطَيَّرَ بِهِ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ ، فَتَلَبَّثَ مُسلِمٌ عَلى‏ ما هُنالِكَ ، وماتَ الدَّليلُ الآخَرُ ، فَكَتَبَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام يَستَشيرُهُ في أمرِهِ ، فَكَتَبَ إلَيهِ يَعزِمُ عَلَيهِ أن يَدخُلَ العِراقَ ، وأن يَجتَمِعَ بِأَهلِ الكوفَةِ ، لِيَستَعلِمَ أمرَهُم ويَستَخبِرَ خَبَرَهُم. ۳

1.كذا في المصدر . والحُربُث : نَباتٌ سَهِليّ (تاج العروس : ج ۳ ص ۱۹۷ «حربث») . ومرّ في بعض النقول السابقة : «بطن الخُبَيت» ، والظاهر أنّه الصواب .

2.الأخبار الطوال : ص ۲۳۰ .

3.البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۲ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
378

وأنَّهُ جَزِعَ ، فَكَتَبَ إلَيهِ :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ إلى‏ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ : أمّا بَعدُ ، فَإِنّي خَشيتُ ألّا يَكونَ حَمَلَكَ عَلَى الكِتابِ إلَيَّ ، وَالاِستِعفاءِ مِن وَجهِكَ هذَا الَّذي أنتَ فيهِ ، إلَّا الجُبنُ وَالفَشَلُ ، فَامضِ لِما اُمِرتَ بِهِ ، وَالسَّلامُ عَلَيكَ ورَحمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُهُ .
فَلَمّا وَرَدَ الكِتابُ عَلى‏ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، كَأَنَّهُ وَجَدَ ۱ مِن ذلِكَ في نَفسِهِ ، ثُمَّ قالَ : وَاللَّهِ لَقَد نَسَبَني أبو عَبدِ اللَّهِ الحُسَينُ عليه السلام إلَى الجُبنِ وَالفَشَلِ ! وهذا شَي‏ءٌ لَم أعرِفهُ مِن نَفسي أبَداً .
ثُمَّ سارَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ مِن مَوضِعِهِ ذلِكَ يُريدُ الكوفَةَ ، فَإِذا بِرَجُلٍ يَرمِي الصَّيدَ ، فَنَظَرَ إلَيهِ مُسلِمٌ ، فَرَآهُ وقَد رَمى‏ ظَبياً فَصَرَعَهُ ، فَقالَ مُسلِمٌ : نَقتُلُ أعداءَنا إن شاءَ اللَّهُ تَعالى‏. ۲

۲۶۵.الأخبار الطوال : خَرَجَ مُسلِمٌ عَلى‏ طريقِ المَدينَةِ لِيُلِمَّ ۳ بِأَهلِهِ ، ثُمَّ استَأجَرَ دَليلَينِ مِن قَيسٍ وسارَ ، فَضَلّا ذاتَ لَيلَةٍ ، فَأَصبَحا وقَد تاها ، وَاشتَدَّ عَلَيهِمَا العَطَشُ وَالحَرُّ ، فَانقَطَعا فَلَم يَستَطيعَا المَشيَ ، فَقالا لِمُسلِمٍ : عَلَيكَ بِهذَا السَّمتِ فَالزَمهُ ، لَعَلَّكَ أن تَنجُوَ .
فَتَرَكَهُما مُسلِمٌ ومَن مَعَهُ مِن خَدَمِهِ بِحُشاشَةِ الأَنفُسِ ، حَتّى‏ أفضَوا إلى‏ طريقٍ فَلَزِموهُ ، حَتّى‏ وَرَدُوا الماءَ ، فَأَقامَ مُسلِمٌ بِذلِكَ الماءِ . وكَتَبَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام مَعَ رَسولٍ استَأجَرَهُ مِن أهلِ ذلِكَ الماءِ ، يُخبِرُهُ خَبَرَهُ وخَبَرَ الدَّليلَينِ وما مِنَ ۴
الجَهدِ ، ويُعلِمُهُ أنَّهُ قَد تَطَيَّرَ مِنَ الوَجهِ الَّذي تَوَجَّهَ لَهُ ، ويَسأَلُهُ أن يُعفِيَهُ ويُوَجِّهَ غَيرَهُ ، ويُخبِرَهُ أنَّهُ مُقيمٌ

1.وَجَدَ الرجلُ : حَزِنَ (لسان العرب : ج ۳ ص ۴۴۶ «وجد») .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۳۲ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۹۶ نحوه وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۰ .

3.الإلمام : النزول . وقد ألمّ به : أي نزل به (الصحاح : ج ۵ ص ۲۰۳۲ «لمم») . واللِّمام : اللّقاء اليسير . لمّ الشي‏ء يلمَّه : جمعه وأصلحه (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۵۵۰ «لمم») .

4.الظاهر أنّ في العبارة سقطاً ، ولعلّ الصواب : «وما لَقِيَهُ من الجهد» .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16960
صفحه از 850
پرینت  ارسال به