الحَقِّ ، الحابِسُ نَفسَهُ في ذاتِ اللَّهِ . وأمَرَ مُسلِماً بِالتَّوَجُّهِ بِالكِتابِ إلَى الكوفَةِ. ۱
۲۵۲.مقاتل الطالبيّين عن أبي إسحاق : لَمّا بَلَغَ أهلَ الكوفَةِ نُزولُ الحُسَينِ عليه السلام مَكَّةَ وأنَّهُ لَم يُبايِع لِيَزيدَ ، وَفَدَ إلَيهِ وَفدٌ مِنهُم ، عَلَيهِم أبو عَبدِ اللَّهِ الجَدَلِيُّ ، وكَتَبَ إلَيهِ شَبَثُ بنُ رِبعِيٍّ وسُلَيمانُ بنُ صُرَدٍ وَالمُسَيَّبُ بنُ نَجَبَةَ ووُجوهُ أهلِ الكوفَةِ يَدعونَهُ إلى بَيعَتِهِ وخَلعِ يَزيدَ ، فَقالَ لَهُم : أبعَثُ مَعَكُم أخي وَابنَ عَمّي ، فَإِذا أخَذَ لي بَيعَتي وأتاني عَنهُم بِمِثلِ ما كَتَبوا بِهِ إلَيَّ قَدِمتُ عَلَيهِم .
ودَعا مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ ، فَقالَ : اِشخَص إلَى الكوفَةِ ، فَإِن رَأَيتَ مِنهُمُ اجتِماعاً عَلى ما كَتَبوا ورَأَيتَهُ أمراً تَرَى الخُروجَ مَعَهُ فَاكتُب إلَيَّ بِرَأيِكَ . فَقَدِمَ مُسلِمٌ الكوفَةَ وأتَتهُ الشّيعَةُ ، فَأَخَذَ بَيعَتَهُم لِلحُسَينِ عليه السلام. ۲
۳ / ۵
طَلَبُ الإِمامِ عليه السلام النُّصرَةَ منَ أهل البَصرَةِ
۳ / ۵ - ۱
كِتابُهُ إلى وُجوهِ أهلِ البَصرَة
۲۵۳.تاريخ الطبري عن أبي عثمان النهدي : كَتَبَ حُسَينٌ عليه السلام مَعَ مَولىً لَهُم يُقالُ لَهُ سُلَيمانُ ، وكَتَبَ بِنُسخَةٍ إلى رُؤوسِ الأَخماسِ ۳ بِالبَصرَةِ وإلَى الأَشرافِ ، فَكَتَبَ إلى مالِكِ بنِ مِسمَعٍ البَكرِيِّ ، وإلَى الأَحنَفِ بنِ قَيسٍ ۴ ، وإلَى المُنذِرِ بنِ الجارودِ ۵ ، وإلى مَسعودِ بنِ عَمرٍو ،
1.مثير الأحزان : ص ۲۶ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۳۷ .
2.مقاتل الطالبيّين : ص ۹۹ .
3.أخماس البصرة خمسة ، فالخُمس الأوّل : العالِيَة ، والثاني : بَكرُ بنُ وائلٍ ، والثالث : تَميمٌ ، والرابع : عبدُالقيس ، والخامس : الأزد (تاج العروس : ج۸ ص۲۶۷ «خمس») .
4.الأحنف بن قيس بن معاوية التميمي السعدي ، أبو بحر البصري ، اسمه ضحّاك وقيل : صخر . أسلم في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله ولم يره . حمد بالحلم والسيادة ، وكان من اُمراء جيش عمر في فتح خراسان ، ومن اُمراء جيش عثمان في فتح مرو . اعتزل أمير المومنين عليّاً عليه السلام في حرب الجمل ، وتبعه أربعة آلاف من قبيلته تاركين عائشة . كان من قادة جيش الإمام عليه السلام في صفّين . وكانت له منزلة حسنة عند معاوية ، لكنّه لم يتنازل عن مدح أمير المومنين عليه السلام والثناء عليه . كاتَبَه الإمام الحسين عليه السلام قبل ثورته فلم يجبه . كان صديقاً لمصعب بن الزبير ؛ ومن هنا رافقه في مسيره إلى الكوفة . توفّي سنة (۶۷ ه) (راجع : سير أعلام النبلاء : ج ۴ ص ۸۶ - ۹۶ والإصابة : ج ۱ ص ۳۳۱ واُسد الغابة : ج ۱ ص ۱۷۸ و ج ۳ ص ۱۳ والاستيعاب : ج ۱ ص ۲۳۰ وعيون الأخبار لابن قتيبة : ج ۱ ص ۲۱۱ ورجال الكشّي : ج ۱ ص ۳۰۴ - ۳۰۷ وتنقيح المقال : ج ۱ ص ۱۰۳ وقاموس الرجال : ج ۱ ص ۶۹۱) .
5.المنذر بن الجارود بن المعلّى العبدي ، ولد في عهد النبي صلى اللَّه عليه وآله ، كان من أصحاب عليّ عليه السلام ، ومن اُمراء الجيش في الجمل ، واستعمله عليّ عليه السلام على اصطخر فخان في بعض ما ولّاه من أعماله فأخذ المال ، فكتب الإمام كتاباً في ذمّه مذكوراً في نهج البلاغة . ولمّا كتب الحسين عليه السلام إلى جماعة من أشراف البصرة يدعوهم الى نصرته وفيهم المنذر بن الجارود ، فكلّهم كتم كتابه عليه السلام إلّا هو ، فأخبر به عبيداللَّه بن زياد - وكان متزوّجاً ابنته - فقتل سليمان رسول الإمام عليه السلام . ولّاه عبيد اللَّه بن زياد في إمرة يزيد بن معاوية الهند ، فمات في آخر سنة ۶۱ أو في أوّل ۶۲ ه بها (راجع : الطبقات الكبرى: ج ۵ ص ۵۶۱ و ج۷ ص ۸۷ وتاريخ دمشق : ج ۶۰ ص ۲۸۱ - ۲۸۵ والإصابة : ج ۶ ص ۲۰۹ وتاريخ اليعقوبي: ج ۲ ص ۲۰۳ ونهج البلاغة: الكتاب ۷۱ وقاموس الرجال : ج ۱۰ ص ۲۴۲) .