355
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

يَنتَظِرونَكَ ، ولا رَأيَ لَهُم في غَيرِكَ ، فَالعَجَلَ العَجَلَ ، وَالسَّلامُ عَلَيكَ .
وكَتَبَ شَبَثُ بنُ رِبعِيٍّ ، وحَجّارُ بنُ أبجَرَ ، ويَزيدُ بنُ الحارِثِ بنِ يَزيدَ بنِ رُوَيمٍ ، وعَزرَةُ بنُ قَيسٍ ، وعَمرُو بنُ الحَجّاجِ الزُّبَيدِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَيرٍ التَّميمِيُّ :
أمّا بَعدُ ، فَقَدِ اخضَرَّ الجَنابُ ۱ وأينَعَتِ الثِّمارُ وطَمَّتِ ۲ الجِمامُ ۳ ، فَإِذا شِئتَ فَاقدَم عَلى‏ جُندٍ لَكَ مُجَنَّدٍ ، ۴ وَالسَّلامُ عَلَيكَ .
وتَلاقَتِ الرُّسُلُ كُلُّها عِندَهُ ، فَقَرَأَ الكُتُبَ وسَأَلَ الرُّسُلَ عَن أمرِ النّاسِ . ۵

۲۳۷.الفتوح : اِجتَمَعَتِ الشّيعَةُ في دارِ سُلَيمانَ بنِ صُرَدٍ الخُزاعِيِّ ، فَلَمّا تَكامَلوا في مَنزِلِهِ قامَ فيهِم خَطيباً ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ وصَلّى‏ عَلَى النّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله وعَلى‏ أهلِ بَيتِهِ ، ثُمَّ ذَكَرَ أميرَ المُؤمِنينَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ ، فَتَرَحَّمَ عَلَيهِ وذَكَرَ مَناقِبَهُ الشَّريفَةَ ، ثُمَّ قالَ :
يا مَعشَرَ الشّيعَةِ ! إنَّكُم قَد عَلِمتُم بِأَنَّ مُعاوِيَةَ قَد صارَ إلى‏ رَبِّهِ ، وقَدِمَ عَلى‏ عَمَلِهِ ، وسَيَجزيهِ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالى‏ بِما قَدَّمَ مِن خَيرٍ أو شَرٍّ ، وقَد قَعَدَ في مَوضِعِهِ ابنُهُ يَزيدُ - زادَهُ اللَّهُ خِزياً - وهذَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام قَد خالَفَهُ وصارَ إلى‏ مَكَّةَ خائِفاً مِن طَواغيتِ آلِ أبي سُفيانَ ، وأنتُم شيعَتُهُ وشيعَةُ أبيهِ مِن قَبلِهِ ، وقَدِ احتاجَ إلى‏ نُصرَتِكُمُ اليَومَ ، فَإِن كُنتُم تَعلَمونَ أنَّكُم ناصِروهُ ومُجاهِدو عَدُوِّهِ فَاكتُبوا إلَيهِ ، وإن خِفتُمُ الوَهنَ وَالفَشَلَ فَلا

1.الجَنَابُ : الفِناء وما قَرُب من محلّة القوم ، يقال : أخصب جناب القوم (الصحاح : ج ۱ ص ۱۰۲ «جنب») .

2.كلّ شي‏ء كثُر حتّى علا وغلب فقد طمَّ (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۷۶ «طمم») .

3.الجَمُّ : ما اجتمع من ماء البئر ، والجُمّةُ : المكان الذي يجتمع فيه ماؤه ، والجمع : الجِمام (الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۸۹ و ۱۸۹۰ «جمم») .

4.هذه الكلمات كناية عن استعداد الكوفة الكامل لاستقبال الإمام عليه السلام .

5.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۳۳ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۳۶ ، مثير الأحزان : ص‏۲۵ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۸۹ ، روضة الواعظين : ص ۱۹۰ كلّها نحوه وفيها «مئة وخمسين» بدل «ثلاث وخمسين» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۳۲ وراجع : الإمامة والسياسة : ج ۲ ص ۷ و إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۳۶ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
354

جَبابِرَتِها وأغنِيائِها ، فَبُعداً لَهُ كَما بَعُدَت ثَمودُ . إنَّهُ لَيسَ عَلَينا إمامٌ ، فَأَقبِل لَعَلَّ اللَّهَ أن يَجمَعَنا بِكَ عَلَى الحَقِّ ، وَالنُّعمانُ بنُ بَشيرٍ في قَصرِ الإِمارَةِ لَسنا نَجتَمِعُ مَعَهُ في جُمُعَةٍ ولا نَخرُجُ مَعَهُ إلى‏ عيدٍ ، ولَو قَد بَلَغَنا أنَّكَ قَد أقبَلتَ إلَينا أخرَجناهُ حَتّى‏ نُلحِقَهُ بِالشّامِ إن شاءَ اللَّهُ ، وَالسَّلامُ ورَحمَةُ اللَّهِ عَلَيكَ .
قالَ : ثُمَّ سَرَّحنا بِالكِتابِ مَعَ عَبدِاللَّهِ بنِ سَبعٍ الهَمْدانِيِّ وعَبدِ اللَّهِ بنِ والٍ وأمَرناهُما بِالنَّجاءِ ۱ ، فَخَرَجَ الرَّجُلانِ مُسرِعَينِ حَتّى‏ قَدِما عَلى‏ حُسَينٍ لِعَشرٍ مَضَينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ بِمَكَّةَ .
ثُمَّ لَبِثنا يَومَينِ ، ثُمَّ سَرَّحنا إلَيهِ قَيسَ بنَ مُسهِرٍ الصَّيداوِيَّ ، وعَبدَ الرَّحمنِ بنَ عَبدِ اللَّهِ بنِ الكَدِنِ الأَرحَبِيَّ ، وعُمارَةَ بنَ عُبَيدٍ السَّلولِيَّ ۲ ، فَحَمَلوا مَعَهُم نَحواً مِن ثَلاثٍ وخَمسينَ صَحيفَةً مِنَ الرَّجُلِ والاِثنَينِ وَالأَربَعَةِ .
قالَ : ثُمَّ لَبِثنا يَومَينِ آخَرَينِ ، ثُمَّ سَرَّحنا إلَيهِ هانِئَ بنَ هانِئٍ السَّبيعِيَّ وسَعيدَ بنَ عَبدِ اللَّهِ الحَنَفِيَّ ، وكَتَبنا مَعَهُما :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ‏
لِحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ مِن شيعَتِهِ مِنَ المُؤمِنينَ وَالمُسلِمينَ ، أمّا بَعدُ ، فَحَيَّهَلا ۳ ؛ فَإِنَّ النّاسَ

1.النجاء : السرعة (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۹۳ «نجو») .

2.الظاهر أنّه عمارة بن عبد السلولي الكوفي، فما عنونه بعضهم من أنّه عمارة بن عبيد السلولي وكذا عمارة بن عبداللَّه السلولي ، الظاهر أنّه تصحيف ؛ لكثرة ضبط اسمه في كتب المتقدّمين من الفريقين كما ضبطناه. كما أنّ الظاهر اتّحاد هذا العنوان مع عمارة بن عبد الكوفي المذكور في كتب رجال السنّة ، وفيها أنّه من أصحاب علي عليه السلام ، وروى عنه أبو إسحاق السبيعي ، وثّقه أكثر أئمّة الرجال كابن حنبل وابن حبّان وابن حجر والعجلي وغيرهم . روي عنه حديث علّة تسبيح فاطمة (راجع: الطبقات الكبرى: ج‏۶ ص‏۲۲۷ ومعرفة الثقات: ج ۲ ص ۱۶۲ وتهذيب الكمال: ج ۲۱ ص ۲۵۲ والثقات لابن حبّان: ج ۵ ص‏۲۴۴ والجرح والتعديل: ج ۶ ص ۳۶۷ وعلل الشرائع: ص ۳۶۶ ح ۱) .

3.حَيَّهَلْ وحَيَّهلاً وحَيَّهلا : منوّناً وغير منوّن ، كلُّه : كلمة يستحثّ بها ، وهما كلمتان جُعِلَتا كلمة واحدة ، ومعنى حيّ : اعجَل ، وهلا : حثٌّ واستعجال (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۲۲۱ و ۲۲۲ «حيا») .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11829
صفحه از 850
پرینت  ارسال به