351
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

الحُسَينُ عليه السلام إلى‏ دارِ العَبّاسِ ، حَوَّلَهُ إلَيها عَبدُ اللَّهِ بنُ عَبّاسٍ ، وكانَ أميرَ مَكَّةَ مِن قِبَلِ يَزيدَ يَومَئِذٍ عُمَرُ بنُ سَعدِ بنِ أبي وَقّاصٍ ۱ ، فَأَقامَ الحُسَينُ عليه السلام مُؤَذِّناً يُؤَذِّنُ رافِعاً صَوتَهُ فَيُصَلّي بِالنّاسِ ، وهابَ ابنُ سَعدٍ أن يَميلَ الحُجّاجُ مَعَ الحُسَينِ عليه السلام لِما يَرى‏ مِن كَثرَةِ اختِلافِ النّاسِ إلَيهِ مِنَ الآفاقِ ، فَانحَدَرَ إلَى المَدينَةِ وَكَتَبَ بِذلِكَ إلى‏ يَزيدَ. ۲

۲۳۴.البداية والنهاية : عَكَفَ النّاسُ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام يَفِدونَ إلَيهِ ويَقدَمونَ عَلَيهِ ، ويَجلِسونَ حَوالِيَهُ ويَستَمِعونَ كَلامَهُ ، حينَ سَمِعوا بِمَوتِ مُعاوِيَةَ وخِلافَةِ يَزيدَ . وأمَّا ابنُ الزُّبَيرِ فَإِنَّهُ لَزِمَ مُصَلّاهُ عِندَ الكَعبَةِ ، وجَعَلَ يَتَرَدَّدُ في غُبونِ ذلِكَ ۳ إلَى الحُسَينِ عليه السلام في جُملَةِ النّاسِ ، ولا يُمكِنُهُ أن يَتَحَرَّكَ بِشَي‏ءٍ مِمّا في نَفسِهِ مَعَ وُجودِ الحُسَينِ عليه السلام ، لِما يَعلَمُ مِن تَعظيمِ النّاسِ لَهُ وتَقديمِهِم إيّاهُ عَلَيهِ ، غَيرَ أنَّهُ قَد تَعَيَّنَتِ السَّرايا وَالبُعوثُ إلى‏ مَكَّةَ بِسَبَبِهِ ، ولكِن أظفَرَهُ اللَّهُ بِهِم كَما تَقَدَّمَ ذلِكَ آنِفاً ، فَانقَشَعَتِ السَّرايا عَن مَكَّةَ مَفلولينَ وَانتَصَرَ عَبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيرِ عَلى‏ مَن أرادَ هَلاكَهُ مِنَ اليَزيدِيّينَ ، وضَرَبَ أخاهُ عَمراً وسَجَنَهُ وَاقتَصَّ مِنهُ وأهانَهُ .
وعَظُمَ شَأنُ ابنِ الزُّبَيرِ عِندَ ذلِكَ بِبِلادِ الحِجازِ ، وَاشتَهَرَ أمرُهُ وبَعُدَ صيتُهُ ، ومَعَ هذا كُلِّهِ لَيسَ هُوَ مُعَظَّماً عِندَ النّاسِ مِثلَ الحُسَينِ عليه السلام ، بَلِ النّاسُ إنَّما مَيلُهُم إلَى الحُسَينِ عليه السلام لأَِنَّهُ السَّيِّدُ الكَبيرُ ، وَابنُ بِنتِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَلَيسَ عَلى‏ وَجهِ الأَرضِ يَومَئِذٍ أحَدٌ يُساميهِ ولا يُساويهِ ، وَلكِنَّ الدَّولَةَ اليَزيدِيَّةَ كانَت كُلُّها تُناوِئُهُ. ۴

1.كذا في المصدر ، والصواب : «عمرو بن سعيد بن العاص» .

2.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۹۰ .

3.غُبون ذلك : أي أثناء ذلك ؛ مأخوذة من الغَبنِ في الثوب ، وهو العطف فيه ، يقال : غَبَنَ الثوبَ غبناً : ثناه وعطَفَه (راجع : تاج العروس : ج‏۱۸ ص‏۴۱۵ «غبن») .

4.البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۱ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
350

إلَيهِ ويَأتونَهُ ومَن كانَ بِها مِنَ المُعتَمِرينَ وأهلِ الآفاقِ ، وَابنُ الزُّبَيرِ بِها قَد لَزِمَ الكَعبَةَ فَهُوَ قائِمٌ يُصَلّي عِندَها عامَّةَ النَّهارِ ويَطوفُ ، ويَأتي حُسَيناً عليه السلام فيمَن يَأتيهِ ، فَيَأتيهِ اليَومَينِ المُتَوالِيَينِ ، ويَأتيهِ بَينَ كُلِّ يَومَينِ مَرَّةً ، ولا يَزالُ يُشيرُ عَلَيهِ بِالرَّأيِ وهُوَ أثقَلُ خَلقِ اللَّهِ عَلَى ابنِ الزُّبَيرِ ، قَد عَرَفَ أنَّ أهلَ الحِجازِ لا يُبايِعونَهُ ولا يُتابِعونَهُ أبَداً ما دامَ حُسَينٌ عليه السلام بِالبَلَدِ ، وأنَّ حُسَيناً عليه السلام أعظَمُ في أعيُنِهِم وأنفُسِهِم مِنهُ ، وأطوَعُ فِي النّاسِ مِنهُ. ۱

۲۳۱.الأخبار الطوال : مَضَى [الحُسَينُ عليه السلام‏] حَتّى وافى‏ مَكَّةَ ، فَنَزَلَ شِعبَ عَلِيٍّ، وَاختَلَفَ النّاسُ إلَيهِ ، فَكانوا يَجتَمِعونَ عِندَهُ حَلَقاً حَلَقاً ، وَتَرَكوا عَبدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيرِ ، وكانوا قَبلَ ذلِكَ يَتَحَفَّلونَ ۲ إلَيهِ ، فَساءَ ذلِكَ ابنَ الزُّبَيرِ ، وعَلِمَ أنَّ النّاسَ لا يَحفِلونَ بِهِ وَالحُسَينُ عليه السلام مُقيمٌ بِالبَلَدِ ، فَكانَ يَختَلِفُ إلىَ الحُسَينِ عليه السلام صَباحاً ومَساءً. ۳

۲۳۲.تهذيب الكمال : قَدِما [الحُسَينُ عليه السلام وعَبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيرِ] مَكَّةَ ، فَنَزَلَ الحُسَينُ عليه السلام دارَ العَبّاسِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ ، ولَزِمَ ابنُ الزُّبَيرِ الحِجرَ ولَبِسَ المَعافِرِيّ‏َ ۴ ، وجَعَلَ يُحَرِّضُ النّاسَ عَلى‏ بَني اُمَيَّةَ. ۵

۲۳۳.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي عن أحمد بن أعثم الكوفي : كانَ [الحُسَينُ عليه السلام‏] قَد نَزَلَ بِأَعلى‏ مَكَّةَ وضَرَبَ هُناكَ فُسطاطاً ضَخماً ، ونَزَلَ عَبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيرِ دارَهُ بِقيقِعانَ ۶ ، ثُمَّ تَحَوَّلَ

1.تاريخ الطبري: ج‏۵ ص‏۳۵۱، الكامل في‏التاريخ: ج‏۲ ص‏۵۳۳ وليس‏فيه ذيله من«وأنّ حسيناً...»؛ الإرشاد: ج‏۲ ص‏۳۵، إعلام الورى: ج‏۱ ص‏۴۳۵ نحوه وليس فيهما «ولايزال يشير عليه بالرأي»، بحارالأنوار: ج‏۴۴ ص‏۳۳۲.

2.حَفَل القومُ حَفلاً : اجتمعوا واحتشدوا ، كاحتفلوا . و تحفَّلَ المجلس : كَثُر أهله (تاج العروس : ج ۱۴ ص ۱۵۴ «حفل») .

3.الأخبار الطوال : ص ۲۲۹ .

4.المَعافِريّ : بُرْد باليمن منسوب إلى معافر قبيلة باليمن (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۲۳۷ «عفر») .

5.تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۵ ، الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۴۳ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۷ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۷ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۰۸ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۲ .

6.هكذا ورد في المصدر ، وفي غالبية المصادر التاريخية والفقهية واللغوية وكتب التراجم : «قُعَيقعان» بالتصغير . وهو جبل بمكّة معروف مقابل أبي قُبَيس (راجع: معجم البلدان : ج ۴ ص ۳۷۹ والنهاية : ج ۴ ص ۸۸ ومجمع البحرين : ج ۳ ص ۵۳۳) وراجع : الخريطة رقم ۲ في آخر الكتاب .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11831
صفحه از 850
پرینت  ارسال به