بِالمَعروفِ وأنهى عَنِ المُنكَرِ ، وأسيرَ بِسيرَةِ جَدّي مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ، وسيرَةِ أبي عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ... فَمَن قَبِلَني بِقَبولِ الحَقِّ فَاللَّهُ أولى بِالحَقِّ ، ومَن رَدَّ عَلَيَّ هذا أصبِرُ حَتّى يَقضِيَ اللَّهُ بَيني وبَينَ القَومِ بِالحَقِّ ، ويَحكُمَ بَيني وبَينَهُم بِالحَقِّ ، وهُوَ خَيرُ الحاكِمينَ ، هذِهِ وَصِيَّتي إلَيكَ يا أخي ، وما تَوفيقي إلّا بِاللَّهِ ، عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وإلَيهِ اُنيبُ ، وَالسَّلامُ عَلَيكَ وعَلى مَنِ اتَّبَعَ الهُدى ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظيمِ .
قالَ : ثُمَّ طَوَى الكِتابَ الحُسَينُ عليه السلام وخَتَمَهُ بِخاتَمِهِ ، ودَفَعَهُ إلى أخيهِ مُحَمَّدِ ابنِ الحَنَفِيَّةِ ثُمَ وَدَّعَهُ . ۱
۲ / ۶
شُخوصُ الإِمامِ عليه السلام مِنَ المَدينَةِ وإقامَتُهُ في مَكَّةَ
۲۱۰.الإرشاد : أقامَ الحُسَينُ عليه السلام في مَنزِلِهِ تِلكَ اللَّيلَةَ ، وهِيَ لَيلَةُ السَّبتِ لِثَلاثٍ بَقينَ مِن رَجَبٍ سَنَةَ سِتّينَ . وَاشتَغَلَ الوَليدُ بنُ عُتبَةَ بِمُراسَلَةِ ابنِ الزُّبَيرِ فِي البَيعَةِ لِيَزيدَ وَامتِناعِهِ عَلَيهِ . وخَرَجَ ابنُ الزُّبَيرِ مِن لَيلَتِهِ عَنِ المَدينَةِ مُتَوَجِّهاً إلى مَكَّةَ ، فَلَمّا أصبَحَ الوَليدُ سَرَّحَ في أثَرِهِ الرِّجالَ ، فَبَعَثَ راكِباً مِن مَوالي بَني اُمَيَّةَ في ثَمانينَ راكِباً ، فَطَلَبوهُ فَلَم يُدرِكوهُ فَرَجَعوا .
فَلَمّا كانَ آخِرُ نَهارِ يَومِ السَّبتِ بَعَثَ الرِّجالَ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام لِيَحضُرَ فَيُبايِعَ الوَليدَ لِيَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، فَقالَ لَهُمُ الحُسَينُ عليه السلام : أصبِحوا ثمَّ تَرَونَ ونَرى ، فَكَفّوا تِلكَ اللَّيلَةَ عَنهُ ولَم يُلِحّوا عَلَيهِ .
فَخَرَجَ عليه السلام مِن تَحتِ لَيلَتِهِ - وهِيَ لَيلَةُ الأَحَدِ لِيَومَينِ بَقِيا مِن رَجَبٍ - مُتَوَجِّهاً نَحوَ مَكَّةَ. ۲