عَقيلٍ ، قالَ : لَمَّا امتَنَعَ أخِي الحُسَينُ عليه السلام عَنِ البَيعَةِ لِيَزيدَ بِالمَدينَةِ دَخَلتُ عَلَيهِ فَوَجَدتُهُ خالِياً ، فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، حَدَّثَني أخوكَ أبو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ عَن أبيهِ عليهما السلام ، ثُمَّ سَبَقَتنِي الدَّمعَةُ وعَلا شَهيقي . فَضَمَّني إلَيهِ وقالَ : حَدَّثَكَ أنّي مَقتولٌ؟ فَقُلتُ : حوشيتَ يابنَ رَسولِ اللَّهِ . فَقالَ : سَأَلتُكَ بِحَقِّ أبيكَ ، بِقَتلي خَبَّرَكَ؟ فَقُلتُ : نَعَم ، فَلَولا ناوَلتَ وبايَعتَ !
فَقالَ : حَدَّثَني أبي أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله أخبَرَهُ بِقَتلِهِ وقَتلي ، وأنَّ تُربَتي تَكونُ بِقُربِ تُربَتِهِ ، فَتَظُنُّ أنَّكَ عَلِمتَ ما لَم أعلَمهُ! وإنَّهُ لا اُعطِي الدَّنِيَّةَ ۱ عَن نَفسي أبَداً ، ولَتَلقَيَنَّ فاطِمَةُ أباها شاكِيَةً ما لَقِيَتْ ذُرِّيَّتُها مِن اُمَّتِهِ ، ولا يَدخُلُ الجَنَّةَ أحَدٌ آذاها في ذُرِّيَّتِها . ۲
۲ / ۴
اِقتِراحُ ابنِ الحَنَفِيَّةِ ۳
۲۰۷.تاريخ الطبري عن أبي مخنف : وأمَّا الحُسَينُ عليه السلام فَإِنَّهُ خَرَجَ بِبَنيهِ وإخوَتِهِ وبَني أخيهِ وجُلِّ
1.في المصدر : «الدنيا» ، والتصويب من بعض النسخ .
2.الملهوف (طبعة أنوار الهدى) : ص۱۹ .
3.محمّد ابن الحنفيّة ابن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، كنيته أبو القاسم ، والجمع بين هذه الكنية وبين اسم محمّد هو ممّا اختصّ به ابن الحنفيّة . قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام : «إنّه سَيولَدُ لَكَ بَعدي غُلامٌ فَقَد نَحَلتُهُ اسمي وكُنيَتي ، ولا تَحلُّ لِأَحَدٍ مِن اُمَّتي بَعدَهُ» . ولد في أيّام أبي بكر ، كانت اُمّه من الأسرى ، فكانت من نصيب الإمام عليه السلام . كان من العلماء المحدّثين اُولي شأن في آل عليّ عليه السلام ، وكان شجاعاً حمل اللواء يوم الجمل وصفّين ، ولم يشهد كربلاء . وذكر ابن أعثم في كتابه الفتوح أنّ الإمام الحسين عليه السلام قال له : «وأمّا أنتَ يا أخي فَلا عَليكَ أن تُقيمَ فِي المدينَةِ فَتكونَ لي عَيناً عَلَيهِم ، ولا تُخفِ عَلَيَّ شيئاً مِن اُمورِهِم» . لم يبايع عبداللَّه بن الزبير بعد تسلّطه ، فعزم على حرقه ، لكنّ جيش المختار أنقذه مع ابن عبّاس من مخالبه . كان للمختار صلة وثيقة به ، وقد نسّق معه في الثأر من قتلة الحسين عليه السلام . توفّي بالمدينة سنة (۸۱ ه) (راجع : الطبقات الكبرى : ج ۵ ص ۹۱ - ۱۱۶ وسير أعلام النبلاء : ج ۴ ص ۱۱۰ - ۱۲۸ وتاريخ دمشق : ج ۵۴ ص ۳۲۱ - ۳۵۹ والكافي : ج ۱ ص ۳۴۸ ح ۵ والخصال : ص ۳۸۰ ورجال الكشّي : ج ۱ ص ۲۸۶ وقاموس الرجال : ج ۹ ص ۲۴۶ ).