335
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

قالَ : فَقالَ لَهُ النّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله : يا حُسَينُ ، إنَّهُ لا بُدَّ لَكَ مِنَ الرُّجوعِ إلَى الدُّنيا حَتّى‏ تُرزَقَ الشَّهادَةَ وما كَتَبَ اللَّهُ لَكَ فيها مِنَ الثَّوابِ العَظيمِ ؛ فَإِنَّكَ وأباكَ وأخاكَ وعَمَّكَ وعَمَّ أبيكَ تُحشَرونَ يَومَ القِيامَةِ في زُمرَةٍ واحِدَةٍ حَتّى‏ تَدخُلُوا الجَنَّةَ .
قالَ : فَانتَبَهَ الحُسَينُ عليه السلام مِن نَومِهِ فَزِعاً مَذعوراً ، فَقَصَّ رُؤياهُ عَلى‏ أهلِ بَيتِهِ وبَني عَبدِ المُطَّلِبِ ، فَلَم يَكُن ذلِكَ اليَومُ في شَرقٍ ولا غَربٍ أشَدَّ غَمّاً مِن أهلِ بَيتِ الرَّسولِ صلى اللَّه عليه وآله ولا أكثَرَ مِنهُ باكِياً وباكِيَةً .
وتَهَيَّأَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام وعَزَمَ عَلَى الخُروجِ مِنَ المَدينَةِ ، ومَضى‏ في جَوفِ اللَّيلِ إلى‏ قَبرِ اُمِّهِ ، فَصَلّى‏ عِندَ قَبرِها ووَدَّعَها .
ثُمَّ قامَ عَن قَبرِها وصارَ إلى‏ قَبرِ أخيهِ الحَسَنِ عليه السلام فَفَعَلَ مِثلَ ذلِكَ ، ثُمَّ رَجَعَ إلى‏ مَنزِلِهِ . ۱

۲۰۴.المناقب لابن شهر آشوب : كانَ الحُسَينُ عليه السلام يُصَلّي يَوماً إذ وَسِنَ ۲ ، فَرَأَى النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله في مَنامِهِ يُخبِرُهُ بِما يَجري عَلَيهِ ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : لا حاجَةَ لي فِي الرُّجوعِ إلَى الدُّنيا فَخُذني إلَيكَ ، فَيَقولُ : لا بُدَّ مِنَ الرُّجوعِ حَتّى‏ تَذوقَ الشَّهادَةَ ۳ .

۲ / ۲

نِياحَةُ نِساءِ بَني عَبدِ المُطَّلِبِ عِندَ شُخوصِهِ‏

۲۰۵.كامل الزيارات عن جابر عن محمّد بن عليّ [الباقر] عليه السلام : لَمّا هَمَّ الحُسَينُ عليه السلام بِالشُخوصِ عَنِ المَدينَةِ أقبَلَت نِساءُ بَني عَبدِ المُطَّلِبِ فَاجتَمَعنَ لِلنِّياحَةِ ، حَتّى‏ مَشى‏ فيهِنَّ الحُسَينُ عليه السلام .
فَقالَ : أنشُدُكُنَّ اللَّهَ أن تُبدينَ هذَا الأَمرَ مَعصِيَةً للَّهِ‏ِ ولِرَسولِهِ . ۴

1.الفتوح : ج ۵ ص ۱۸ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۸۶ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۲۷ .

2.الوَسَنُ : أوَّلُ النوم (النهاية : ج ۵ ص ۱۸۶ «وسن») .

3.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۸۸ .

4.إنّ خروج الإمام عليه السلام من المدينة كان على نحو السرّيّة ، ولهذا منع النساء من النياحة؛ لئلّا يُفشى‏ أمرُه .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
334

وأنَّهُم لَم يَحفَظوني ، وهذا شَكوايَ إلَيكَ حَتّى‏ ألقاكَ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيكَ وَسلَّمَ . ثُمَّ وَثَبَ قائِماً وصَفَّ قَدَمَيهِ ولَم يَزَل راكِعاً وساجِداً .
قالَ : وأرسَلَ الوَليدُ بنُ عُتبَةَ إلى‏ مَنزِلِ الحُسَينِ عليه السلام لِيَنظُرَ هَل خَرَجَ مِنَ المَدينَةِ أم لا ؟ فَلَم يُصِبهُ في مَنزِلِهِ ، فَقالَ : الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي لَم يُطالِبنِي اللَّهُ عزّ وجلّ بِدَمِهِ . وظَنَّ أنَّهُ خَرَجَ مِنَ المَدينَةِ .
قالَ : ورَجَعَ الحُسَينُ عليه السلام إلى‏ مَنزِلِهِ مَعَ الصُّبحِ . فَلمَّا كانَتِ اللَّيلَةُ الثّانِيَةُ خَرَجَ إلَى القَبرِ أيضاً فَصَلّى‏ رَكعَتَينِ ، فَلَمّا فَرَغَ مِن صَلاتِهِ جَعَلَ يَقولُ : اللَّهُمَّ إنَّ هذا قَبرُ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وأنَا ابنُ بِنتِ مُحَمَّدٍ ، وقَد حَضَرَني مِنَ الأَمرِ ما قَد عَلِمتَ ، اللَّهُمَّ وإنّي اُحِبُّ المَعروفَ وأكرَهُ المُنكَرَ ، وأنَا أسأَ لُكَ يا ذا الجَلالِ وَالإِكرامِ بِحقِّ هذَا القَبرِ ومَن فيهِ مَا اختَرتَ مِن أمري هذا ما هُوَ لَكَ رِضىً .
قالَ : ثُمَّ جَعَلَ الحُسينُ عليه السلام يَبكي ، حَتّى‏ إذا كانَ في بَياضِ الصُّبحِ وَضَعَ رَأسَهُ عَلَى القَبرِ فَأَغفى‏ ساعَةً ، فَرَأَى النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله قَد أقبَلَ في كَبكَبَةٍ ۱ مِنَ المَلائِكَةِ عَن يَمينِهِ وعَن شِمالِهِ ومِن بَينِ يَدَيهِ ومِن خَلفِهِ ، حَتّى‏ ضَمَّ الحُسَينَ عليه السلام إلى‏ صَدرِهِ وقَبَّلَ بَينَ عَينَيهِ ، وقالَ : يا بُنَيَّ يا حُسَينُ ، كَأَنَّكَ عَن قَريبٍ أراكَ مَقتولاً مَذبوحاً بِأَرضِ كَربٍ وبَلاءٍ ، مِن عِصابَةٍ مِن اُمَّتي ، وأنتَ في ذلِكَ عَطشانُ لا تُسقى‏ وظَمآنُ لا تُروى‏ ، وهُمَ مَعَ ذلِكَ يَرجونَ شَفاعَتي ! ما لَهُم ؟ ! لا أنالَهُمُ اللَّهُ شَفاعَتي يَومَ القِيامَةِ ، فَما لَهُم عِندَ اللَّهِ مِن خَلاقٍ . حَبيبي يا حُسَينُ ، إنَّ أباكَ واُمَّكَ وأخاكَ قَد قَدِموا عَلَيَّ وهُم إلَيكَ مُشتاقونَ ، وإنَّ لَكَ فِي الجَنَّةِ دَرَجاتٍ لَن تَنالَها إلّا بِالشَّهادَةِ .
قالَ : فَجَعَلَ الحُسَينُ عليه السلام يَنظُرُ في مَنامِهِ إلى‏ جَدِّهِ صلى اللَّه عليه وآله ويَسمَعُ كَلامَهُ وهُوَ يَقولُ : يا جَدّاه لا حاجَةَ لي فِي الرُّجوعِ إلَى الدُّنيا أبَداً ، فَخُذني إلَيكَ وَاجعَلني مَعَكَ إلى‏ مَنزِلِكَ .

1.كُبْكُبَة - بالضمّ والفتح - : الجماعة المتضامّة من الناس وغيرهم (النهاية : ج ۴ ص ۱۴۴ «كبكب») .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8498
صفحه از 850
پرینت  ارسال به