قالَ : فَقالَ لَهُ النّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله : يا حُسَينُ ، إنَّهُ لا بُدَّ لَكَ مِنَ الرُّجوعِ إلَى الدُّنيا حَتّى تُرزَقَ الشَّهادَةَ وما كَتَبَ اللَّهُ لَكَ فيها مِنَ الثَّوابِ العَظيمِ ؛ فَإِنَّكَ وأباكَ وأخاكَ وعَمَّكَ وعَمَّ أبيكَ تُحشَرونَ يَومَ القِيامَةِ في زُمرَةٍ واحِدَةٍ حَتّى تَدخُلُوا الجَنَّةَ .
قالَ : فَانتَبَهَ الحُسَينُ عليه السلام مِن نَومِهِ فَزِعاً مَذعوراً ، فَقَصَّ رُؤياهُ عَلى أهلِ بَيتِهِ وبَني عَبدِ المُطَّلِبِ ، فَلَم يَكُن ذلِكَ اليَومُ في شَرقٍ ولا غَربٍ أشَدَّ غَمّاً مِن أهلِ بَيتِ الرَّسولِ صلى اللَّه عليه وآله ولا أكثَرَ مِنهُ باكِياً وباكِيَةً .
وتَهَيَّأَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام وعَزَمَ عَلَى الخُروجِ مِنَ المَدينَةِ ، ومَضى في جَوفِ اللَّيلِ إلى قَبرِ اُمِّهِ ، فَصَلّى عِندَ قَبرِها ووَدَّعَها .
ثُمَّ قامَ عَن قَبرِها وصارَ إلى قَبرِ أخيهِ الحَسَنِ عليه السلام فَفَعَلَ مِثلَ ذلِكَ ، ثُمَّ رَجَعَ إلى مَنزِلِهِ . ۱
۲۰۴.المناقب لابن شهر آشوب : كانَ الحُسَينُ عليه السلام يُصَلّي يَوماً إذ وَسِنَ ۲ ، فَرَأَى النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله في مَنامِهِ يُخبِرُهُ بِما يَجري عَلَيهِ ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : لا حاجَةَ لي فِي الرُّجوعِ إلَى الدُّنيا فَخُذني إلَيكَ ، فَيَقولُ : لا بُدَّ مِنَ الرُّجوعِ حَتّى تَذوقَ الشَّهادَةَ ۳ .
۲ / ۲
نِياحَةُ نِساءِ بَني عَبدِ المُطَّلِبِ عِندَ شُخوصِهِ
۲۰۵.كامل الزيارات عن جابر عن محمّد بن عليّ [الباقر] عليه السلام : لَمّا هَمَّ الحُسَينُ عليه السلام بِالشُخوصِ عَنِ المَدينَةِ أقبَلَت نِساءُ بَني عَبدِ المُطَّلِبِ فَاجتَمَعنَ لِلنِّياحَةِ ، حَتّى مَشى فيهِنَّ الحُسَينُ عليه السلام .
فَقالَ : أنشُدُكُنَّ اللَّهَ أن تُبدينَ هذَا الأَمرَ مَعصِيَةً للَّهِِ ولِرَسولِهِ . ۴
1.الفتوح : ج ۵ ص ۱۸ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۸۶ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۲۷ .
2.الوَسَنُ : أوَّلُ النوم (النهاية : ج ۵ ص ۱۸۶ «وسن») .
3.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۸۸ .
4.إنّ خروج الإمام عليه السلام من المدينة كان على نحو السرّيّة ، ولهذا منع النساء من النياحة؛ لئلّا يُفشى أمرُه .