329
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

الدُّنيا بِحَذافيرِها ۱ . ۲

ملاحظة

ممّا يجدر ذكره أنّ نقل الأمالي والفتوح لا يتلاءم مع الكلام المشهور ؛ ذلك لأنّ النقل المشهور يفيد بأنّ الإمام غادر المدينة بعد يومين أو ثلاثة أيّام من وصول أوّل كتاب ليزيد والذي كان يتضمّن خبر موت معاوية والأمر بأخذ البيعة من الناس والإمام الحسين عليه السلام بشكل خاصّ . وبناءً على ذلك فإنّ والي المدينة لم تسنح له الفرصة لأن يراسل يزيد حول قضية الإمام الحسين عليه السلام .
والملاحظة الاُخرى هي أنّ النقل المشهور يصرّح بأنّ موت معاوية كان في النصف من رجب ، في حين أنّ الروايات أفادت بأنّ خروج الإمام من المدينة كان ليومين بقيا من رجب ؛ وعلى هذا الأساس فإنّ من المستبعد كثيراً تبادل ثلاث رسائل في هذه المدّة بين الشام والمدينة عبر مسافة تبلغ حوالي ۱۲۲۹ كيلومتراً !
علماً أنّ المصادر ذكرت أنّ وصول الإمام إلى مكّة كان في الثالث من شعبان ، وفي هذا الإطار أفادت بعض النقول هذا اليوم باعتباره يوم خروج الإمام من المدينة . ۳ ويبدو أنّها خلطت بين تاريخ خروج الإمام من المدينة ووصوله إلى مكّة .

۱ / ۷

نقاشٌ بَيْنَ مَروانَ وَالوَليدِ بَعدَ خُروجِ الإِمامِ عليه السلام‏

۱۹۷.تاريخ الطبري عن أبي مخنف : قالَ مَروانُ لِلوَليدِ : عَصَيتَني ! لا وَاللَّهِ لا يُمَكِّنُكَ مِن مِثلِها مِن نَفسِهِ أبَداً .

1.الحذافير : الجوانب . وقيل : الأعالي ، واحدها حِذفار ، وقيل : حُذفور : أي فكأنّما اُعطي الدنيا بأسرِها (النهاية : ج ۱ ص ۳۵۶ «حذفر») .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۱۷ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۸۵ .

3.راجع : ص ۳۴۱ (القسم الرابع / الفصل الثاني / شخوص الإمام عليه السلام من المدينة وإقامته في مكّة) .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
328

بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، إلى‏ عَبدِ اللَّهِ يَزيدَ أميرِ المُؤمِنينَ ، مِن عُتبَةَ بنِ أبي سُفيانَ . أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ لَيسَ يَرى‏ لَكَ خِلافَةً ولا بَيعَةً ، فَرَأيَكَ في أمرِهِ ، وَالسَّلامُ .
فَلَمّا وَرَدَ الكِتابُ عَلى‏ يَزيدَ كَتَبَ الجَوابَ إلى‏ عُتبَةَ : أمّا بَعدُ ، فَإِذا أتاكَ كِتابي هذا فَعَجِّل عَلَيَّ بِجَوابِهِ ، وبَيِّن لي في كِتابِكَ كُلَّ مَن في طاعَتي أو خَرَجَ عَنها ، وَليَكُن مَعَ الجَوابِ رَأسُ الحُسَينِ بن عَلِيٍّ .
فَبَلَغَ ذلِكَ الحُسَينَ عليه السلام ، فَهَمَّ بِالخُروجِ مِن أرضِ الحِجازِ إلى‏ أرضِ العِراقِ . ۱

۱۹۶.الفتوح : مَضى‏ مَروانُ مُغضَباً [بَعدَ أن وَبَّخَهُ الحُسَينُ عليه السلام‏] حَتّى‏ دَخَلَ عَلَى الوَليدِ بنِ عُتبَةَ ، فَخَبَّرَهُ بِما سَمِعَ مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ . قالَ : فَعِندَها كَتَبَ الوَليدُ إلى‏ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ يُخبِرُهُ بِما كانَ مِن أهلِ المَدينَةِ ، وما كانَ مِنِ ابنِ الزُّبَيرِ ... ثُمَّ ذَكَرَ لَهُ بَعدَ ذلِكَ أمرَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ أنَّهُ لَيسَ يَرى‏ لَنا عَلَيهِ طاعَةً ولا بَيعَةً .
قالَ : فَلَمّا وَرَدَ الكِتابُ عَلَى يَزيدَ غَضِبَ لِذلِكَ غَضَباً شَديداً ، وكانَ إذا غَضِبَ انقَلَبَت عَيناهُ فَعادَ أحوَلَ . قالَ : فَكَتَبَ إلَى الوَليدِ بنِ عُتبَةَ :
مِن عَبدِ اللَّهِ يَزيدَ أميرِ المُؤمِنينَ إلَى الوَليدِ بنِ عُتبَةَ . أمّا بَعدُ ، فَإِذا وَرَدَ عَلَيكَ كِتابي هذا فَخُذِ البَيعَةَ ثانِياً عَلى‏ أهلِ المَدينَةِ بِتَوكيدٍ مِنكَ عَلَيهِم ، وذَر عَبدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيرِ ؛ فَإِنَّهُ لَن يَفوتَنا ولَن يَنجُوَ مِنّا أبَداً ما دامَ حَيّاً ، وَليَكُن مَعَ جَوابِكَ إلَيَّ رَأسُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ ، فَإِن فَعَلتَ ذلِكَ فَقَد جَعَلتُ لَكَ أعِنَّةَ الخَيلِ ، ولَكَ عِندِي الجائِزَةُ والحَظُّ الأَوفَرُ ، وَالنِّعمَةُ واحِدَةً ، وَالسَّلامُ .
قالَ : فَلَمّا وَرَدَ الكِتابُ عَلَى الوَليدِ بنِ عُتبَةَ وَقَرَأَهُ تَعاظَمَ ذلِكَ وقالَ : لا وَاللَّهِ ، لا يَرانِيَ اللَّهُ قاتِلَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ ، وأنَا لا أقتُلُ ابنَ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ولَو أعطاني يَزيدُ

1.الأمالي للصدوق : ص ۲۱۶ ح ۲۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۲ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8170
صفحه از 850
پرینت  ارسال به