نُصبِحُ وتُصبِحونَ وَننتَظِرُ وتَنتَظِرونَ أيُّنا أحَقُّ بِالخِلافَةِ وَالبَيعَةِ .
قالَ : وسَمِعَ مَن بِالبابِ الحُسَينَ عليه السلام فَهَمّوا بِفَتحِ البابِ وإشهارِ السُّيوفِ ، فَخَرَجَ إلَيهِم الحُسَينُ عليه السلام سَريعاً فَأَمَرَهُم بِالاِنصِرافِ إلى مَنازِلِهِم ، وأقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام إلى مَنزِلِهِ . ۱
۱۹۴.مثير الأحزان - في خَبَرِ استِدعاءِ الإِمامِ الحُسَينِ عليه السلام وعَبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيرِ وعَبدِ اللَّهِ بنِ مُطيعٍ وعَبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ وعَبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي بَكرٍ مِن قِبَلِ الوَليدِ - : فَحَضَروا فَنَعى إلَيهِم مُعاوِيَةَ وأمَرَهُم بِالبَيعَةِ ، فَبَدَرَهُم بِالكَلامِ عَبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيرِ ، فَخافَهُ أن يُجيبوا بِما لا يُريدُ ، فَقالَ : إنَّكَ وَليتَنا فَوَصَلتَ أرحامَنا وأحسَنتَ السّيرَةَ فينا ، وقَد عَلِمتَ أنَّ مُعاوِيَةَ أرادَ مِنَّا البَيعَةَ لِيَزيدَ فَأَبَينا ولَسنا [نَأمَنُ] ۲ أن يَكونَ في قَلبِهِ عَلَينا ، ومَتى بَلَغَهُ أنّا لَم نُبايِع إلّا في ظُلمَةِ لَيلٍ وتَغلِقُ عَلَينا باباً لَم يَنتَفِع هُوَ بِذلِكَ ؟ ولكِن تُصبِحُ وتَدعُو النّاسَ وَتأمُرُهُم بِبَيعَةِ يَزيدَ ونَكونُ أَوَّلَ مَن يُبايِعُ .
قالَ : وأنَا أنظُرُ إلى مَروانَ وقَد أسَرَّ إلَى الوَليدِ أنِ اضرِب رِقابَهُم ، ثُمَّ قالَ جَهراً : لا تَقبَل عُذرَهُم وَاضرِب رِقابَهُم ، فَغَضِبَ الحُسَينُ وقالَ : وَيلي عَلَيكَ يَابنَ الزَّرقاءِ ! أنتَ تَأمُرُ بِضَربِ عُنُقي ؟ ! كَذَبتَ ولَؤُمتَ ، نَحنُ أهلُ بَيتِ النُّبُوَّةِ ومَعدِنُ الرِّسالَةِ ، ويَزيدُ فاسِقٌ ، شارِبُ الخَمرِ ، وقاتِلُ النَّفسِ ، ومِثلي لا يُبايِعُ لِمِثلِهِ ، ولكِن نُصبِحُ وتُصبِحونَ [ونَنظُرُ وتَنظُرونَ] ۳ أيُّنا أحَقُّ بِالخِلافَةِ وَالبَيعَةِ .
فَقالَ الوَليدُ : اِنصَرِف يا أبا عَبدِ اللَّهِ مُصاحِباً عَلَى اسمِ اللَّهِ وعَونِهِ حَتّى تَغدُوَ عَلَيَّ . ۴
۱۹۵.الأمالي للصدوق عن عبداللَّه بن منصور عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه [زين العابدين] عليهم السلام : لَمّا سَمِعَ عُتبَةُ ۵ ذلِكَ [أي كَلامَ الحُسَينِ عليه السلام في مُخالَفَةِ يَزيدَ] دَعَا الكاتِبَ وكَتَبَ :