فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : إنّي لا أراكَ تَقنَعُ بِبَيعَتي لِيَزيدَ سِرّاً حَتّى اُبايِعَهُ جَهراً ، فَيَعرِفَ النّاسُ ذلِكَ . فَقالَ الوَليدُ لَهُ : أجَل ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : فَتُصبِحُ وتَرى رَأيَكَ في ذلِكَ ، فَقالَ لَهُ الوَليدُ : اِنصَرِف عَلَى اسمِ اللَّهِ حَتّى تَأتِيَنا مَعَ جَماعَةِ النّاسِ .
فَقالَ لَه مَروانُ : وَاللَّهِ لَئِن فارَقَكَ الحُسَينُ السّاعَةَ ولَم يُبايِع لا قَدَرتَ مِنهُ عَلى مِثلِها أبَداً حَتّى يُكثِرَ القَتلى بَينَكُم وبَينَهُ ، احبِسِ الرَّجُلَ فَلا يَخرُج مِن عِندِكَ حَتّى يُبايِعَ أو تَضرِبَ عُنُقَهُ .
فَوَثَبَ عِندَ ذلِكَ الحُسَينُ عليه السلام وقالَ : أنتَ - يَابنَ الزَّرقاءِ - تَقتُلُني أو هُوَ ؟ ! كَذَبتَ وَاللَّهِ وأثِمتَ . وخَرَجَ يَمشي ومَعَهُ مَواليهِ حَتّى أتى مَنزِلَهُ . ۱
۱۸۸.الأخبار الطوال : دَخَلَ الحُسَينُ عليه السلام عَلَى الوَليدِ وعِندَهُ مَروانُ ، فَجَلَسَ إلى جانِبِ الوَليدِ ، فَأَقرَأَهُ الوَليدُ الكِتابَ . فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : إنَّ مِثلي لا يُعطي بَيعَتَهُ سِرّاً ، وأنَا طَوعُ يَدَيكَ ، فَإِذا جَمَعتَ النّاسَ لِذلِكَ حَضَرتُ ، وكُنتُ واحِداً مِنهُم . وكانَ الوَليدُ رَجُلاً يُحِبُّ العافِيَةَ ، فَقالَ لِلحُسَينِ عليه السلام : فَانصَرِف إذَن حَتّى تَأتِيَنا مَعَ النّاسِ . فَانصَرَفَ . ۲
۱۸۹.تاريخ اليعقوبي : وَرَدَ الكِتابُ [مِن يَزيدَ] عَلَى الوَليدِ لَيلاً ، فَوَجَّهَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام وإلى عَبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيرِ ، فَأَخبَرَهُمَا الخَبَرَ ، فَقالا : نُصبِحُ ونَأتيكَ مَعَ النّاسِ . فَقالَ لَهُ مَروانُ : إنَّهُما - وَاللَّهِ - إن خَرَجا لم تَرَهُما ، فَخُذهُما بِأَن يُبايِعا ، وإلّا فَاضرِب أعناقَهُما . فَقالَ : وَاللَّهِ ما كُنتُ لأَِقطَعَ أرحامَهُما ! فَخَرَجا مِن عِندِهِ وتَنَحَّيا مِن تَحتِ لَيلَتِهِما ، فَخَرَجَ الحُسَينُ عليه السلام إلى مَكَّةَ . ۳
۱۹۰.المناقب لابن شهر آشوب : لَمّا دَخَلَ [الحُسَينُ عليه السلام] عَلَيهِ [أي عَلَى الوَليدِ بنِ عُتبَةَ] وقَرَأَ الكِتابَ