أصيرُ إلَيهِ السّاعَةَ إن شاءَ اللَّهُ تَعالى .
قالَ : فَرَجَعَ الرَّسولُ أيضاً إلَى الوَليدِ بنِ عُتبَةَ ، فَقالَ : أصلَحَ اللَّهُ الأَميرَ ، أمَّا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ خاصَّةً فَقَد أجابَ وها هُوَ صائِرٌ إلَيكَ في إثري .
فَقالَ مَروانُ بنُ الحَكَمِ : غَدَرَ وَاللَّهِ الحُسَينُ ، فَقالَ الوَليدُ : مَهلاً! فَلَيسَ مِثلُ الحُسَينِ يَغدِرُ ، ولا يَقولُ شَيئاً ثُمَّ لا يَفعَلُ . ۱
۱ / ۵
تَدبيرُ الإِمامِ عليه السلام قَبلَ الدُّخولِ عَلَى الوَليدِ
۱۸۱.تاريخ الطبري عن أبي مخنف : قالَ [ابنُ الزُّبَيرِ لِلحُسَينِ عليه السلام] : فَما تُريدُ أن تَصنَعَ ؟ قالَ عليه السلام : أجمَعُ فِتيانِي السّاعَةَ ثُمَّ أمشي إلَيهِ ، فَإِذا بَلَغتُ البابَ احتَبَستُهُم عَلَيهِ ثُمَّ دَخَلتُ عَلَيهِ . قالَ : فَإِنّي أخافُهُ عَلَيكَ إذا دَخَلتَ ، قالَ : لا آتيهِ إلّا وأنَا عَلَى الِامتِناعِ قادِرٌ .
فَقامَ فَجَمَعَ إلَيهِ مَوالِيَهُ وأهلَ بَيتِهِ ، ثُمَّ أقبَلَ يَمشي حَتَّى انتَهى إلى بابِ الوَليدِ ، وقالَ لِأَصحابِهِ : إنّي داخِلٌ ، فَإِن دَعَوتُكُم أو سَمِعتُم صَوتَهُ قَد عَلا فَاقتَحِموا عَلَيَّ بِأَجمَعِكُم ، وإلّا فَلا تَبرَحوا حَتّى أخرُجَ إلَيكُم . ۲
۱۸۲.الإرشاد : عَرَف الحُسَينُ عليه السلام الَّذي أرادَ ، فَدَعا جَماعَةً مِن مَواليهِ وأمَرَهُم بِحَملِ السِّلاحِ ، وقالَ لَهُم : إنَّ الوَليدَ قَدِ استَدعاني في هذَا الوَقتِ ، ولَستُ آمَنُ أن يُكَلِّفَني فيهِ أمراً لا اُجيبُهُ إلَيهِ ، وهُوَ غَيرُ مَأمونٍ ، فَكونوا مَعي ، فَإِذا دَخَلتُ إلَيهِ فَاجلِسوا عَلَى البابِ ، فَإِن سَمِعتُم صَوتي قَد عَلا فَادخُلوا عَلَيهِ لِتَمنَعوهُ مِنّي . ۳
1.الفتوح : ج ۵ ص ۱۱ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۸۱ .
2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۳۹ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۲۹ ، الإمامة والسياسة : ج ۱ ص ۲۲۶ ، تذكرة الخواصّ : ص ۲۳۶ كلاهما نحوه وراجع : الأخبار الطوال : ص ۲۲۷ .
3.الإرشاد : ج ۲ ص ۳۲ ، روضة الواعظين : ص ۱۸۹ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۳۴ وليس فيه من «لهم» إلى «دخلت إليه» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۲۴ ح ۲ .