317
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

۱۷۴.الإمامة والسياسة : ذَكَروا أنَّ خالِدَ بنَ الحَكَمِ ۱ لَمّا أتاهُ الكِتابُ مِن يَزيدَ فَظِعَ بِهِ ، فَدَعا مَروانَ بنَ الحَكَمِ وكانَ عَلَى المَدينَةِ قَبلَهُ ، فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ مَروانُ وذلِكَ في أوَّلِ اللَّيلِ قالَ لَهُ خالِدٌ : اِحتَسِب صاحِبَكَ يا مَروانُ ، فَقالَ لَهُ مَروانُ : اُكتُم ما بَلَغَكَ ، إنّا للَِّهِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ، ثُمَّ أقرَأَهُ الكِتابَ ، وقالَ لَهُ : مَا الرَّأيُ ؟ فَقالَ : أرسِلِ السّاعَةَ إلى‏ هؤُلاءِ النَّفَرِ فَخُذ بَيعَتَهُم ؛ فَإِنَّهُم إن بايَعوا لَم يَختَلِف عَلى‏ يَزيدَ أحَدٌ مِن أهلِ الإِسلامِ ، فَعَجِّل عَلَيهِم قَبلَ أن يُفشَى الخَبَرُ فَيَمتَنِعوا . ۲

۱۷۵.الملهوف : أحضَرَ الوَليدُ مَروانَ بنَ الحَكَمِ وَاستَشارَهُ في أمرِ الحُسَينِ عليه السلام . فَقالَ : إنَّهُ لا يَقبَلُ ، ولَو كُنتُ مَكانَكَ لَضَرَبتُ عُنُقَهُ . فَقالَ الوَليدُ : لَيتَني لَم أكُ شَيئاً مَذكوراً . ثُمَّ بَعَثَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام . ۳

۱ / ۴

دَعوَةُ الوَليدِ الإِمامَ عليه السلام لأَِخذِ البَيعَةِ مِنه‏

۱۷۶.تاريخ الطبري عن أبي مخنف - في دَعوَةِ الإِمامِ الحُسَينِ عليه السلام وَابنِ الزُّبَيرِ مِن قِبَلِ الوَليدِ - : أرسَلَ عَبدَ اللَّهِ بنَ عَمرِو بنِ عُثمانَ - وهُوَ إذ ذاكَ غُلامٌ حَدَثٌ - إلَيهِما يَدعوهُما ، فَوَجَدَهُما فِي المَسجِدِ وهُما جالِسانِ ، فَأَتاهُما في ساعَةٍ لَم يَكُنِ الوَليدُ يَجلِسُ فيها لِلنّاسِ ولا يَأتِيانِهِ في مِثلِها ، فَقالَ : أجيبَا الأَميرَ يَدعوكُما .
فَقالا ۴ لَهُ : اِنصَرِفِ الآنَ نَأتيهِ .
ثُمَّ أقبَلَ أحَدُهُما عَلَى الآخَرِ ، فَقالَ عَبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيرِ لِلحُسَينِ عليه السلام : ظُنَّ فيما تَراهُ

1.كذا ، وقد مرّت الملاحظة أنّه : «الوليد بن عتبة» وليس «خالد بن الحكم» .

2.الإمامة والسياسة : ج ۱ ص ۲۲۶ .

3.الملهوف : ص ۹۷ ، مثير الأحزان : ص ۲۳ نحوه ، بحار الأنوار: ج ۴۴ ص ۳۲۴ .

4.في المصدر : «فقال» ، والصواب ما أثبتناه كما في الكامل في التاريخ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
316

ذلِكَ أخافُ أن يَأتِيَكَ مِن قِبَلِهِم ما لا قِبَلَ لَكَ بِهِ وما لا يَقومُ لَهُ إلّا عَبدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ ؛ فَإِنّي لا أراهُ يُنازِعُ في هذَا الأَمرِ أحَداً إلّا أن تَأتِيَهُ الخِلافَةُ فَيَأخُذَها عَفواً ، فَذَر عَنكَ ابنَ عُمَرَ ، وَابعَث إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ وعَبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي بَكرٍ وعَبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيرِ ، فَادعُهُم إلَى البَيعَةِ ، مَعَ أنّي أعلَمُ أنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ خاصَّةً لا يُجيبُكَ إلى‏ بَيعَةِ يَزيدَ أبَداً ولا يَرى‏ لَهُ عَلَيهِ طاعَةً ، ووَاللَّهِ، أن لَو كُنتُ في مَوضِعِكَ لَم اُراجِعِ الحُسَينَ بِكَلِمَةٍ واحِدَةٍ حَتّى‏ أضرِبَ رَقَبَتَهُ كائِناً في ذلِكَ ما كانَ .
قالَ : فَأَطرَقَ الوَليدُ بنُ عُتبَةَ إلَى الأَرضِ ساعَةً ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ وقالَ : يا لَيتَ الوَليدَ لَم يولَد ولَم يَكُن شَيئاً مَذكوراً .
قالَ : ثُمَّ دَمَعَت عَيناهُ ، فَقالَ لَهُ عَدُوُّ اللَّهِ مَروانُ : أوِّه أيُّهَا الأَميرُ ، لا تَجزَع مِمّا قُلتُ لَكَ ؛ فَإِنَّ آلَ أبي تُرابٍ هُمُ الأَعداءُ في قَديمِ الدَّهرِ لَم يَزالوا ، وهُمُ الَّذينَ قَتَلُوا الخَليفَةَ عُثمانَ بنَ عَفّانَ ثُمَّ ساروا إلى‏ أميرِ المُؤمِنينَ فَحارَبوهُ ، وبَعدُ فَإِنّي لَستُ آمَنُ أيُّهَا الأَميرُ أَنَّكَ إن لَم تُعاجِلِ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ خاصَّةً ، أن تَسقُطَ مَنزِلَتُكَ عِندَ أميرِ المُؤمِنينَ يَزيدَ .
فَقالَ لَهُ الوَليدُ بنُ عُتبَةَ : مَهلاً ! وَيحَكَ يا مَروانُ عَن كَلامِكَ هذا ! وأحسِنِ القَولَ فِي ابنِ فاطِمَةَ ، فَإِنَّهُ بَقِيَّةُ وُلدِ النَّبِيّينَ . ۱

۱۷۳.الأخبار الطوال : لَمّا وَرَدَ ذلِكَ [أي كِتابُ يَزيدَ] عَلَى الوَليدِ قُطِعَ بِهِ وخافَ الفِتنَةَ ، فَبَعَثَ إلى‏ مَروانَ ، وكانَ الَّذي بَينَهُما مُتَباعِداً ، فَأَتاهُ ، فَأَقرَأَهُ الوَليدُ الكِتابَ وَاستَشارَهُ . فَقالَ لَهُ مَروانُ : أمّا عَبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ وعَبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي بَكرٍ فَلا تَخافَنَّ ناحِيَتَهُما ؛ فَلَيسا بِطالِبينَ شَيئاً مِن هذَا الأَمرِ ، ولكِن عَلَيكَ بِالحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ وعَبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيرِ ، فَابعَث إلَيهِمَا السّاعَةَ ، فَإِن بايَعا وإلّا فَاضرِب أعناقَهُما قَبلَ أن يُعلَنَ الخَبَرُ ، فَيَثِبَ كُلُّ واحِدٍ مِنهُما ناحِيَةً ، ويُظهِرَ الخِلافَ . ۲

1.الفتوح : ج ۵ ص ۱۰ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۸۰ .

2.الأخبار الطوال : ص ۲۲۷ ، تذكرة الخواصّ : ص ۲۳۵ نحوه وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۸۸ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8408
صفحه از 850
پرینت  ارسال به