313
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

عَهداً وجَعَلَني لَهُ خَليفَةً مِن بَعدِهِ ، وأوصاني أن اُحارِبَ ۱ آلَ أبي تُرابٍ بِآلِ أبي سُفيانَ ؛ لأَِنَّهُم أنصارُ الحَقِّ وطُلّابُ العَدلِ ، فَإِذا وَرَدَ عَلَيكَ كِتابي هذا فَخُذِ البَيعَةَ عَلى‏ أهلِ المَدينَةِ ، وَالسَّلامُ .
قالَ : ثُمَّ كَتَبَ إلَيهِ في صَحيفَةٍ صَغيرَةٍ كَأَنَّها اُذُنُ فَأرَةٍ : أمّا بَعدُ ، فَخُذِ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ وعَبدَ الرَّحمنِ بنَ أبي بَكرٍ وعَبدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيرِ وعَبدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ أخذاً عَنيفاً لَيسَت فيهِ رُخصَةٌ ؛ فَمَن أبى‏ عَلَيكَ مِنهُم فَاضرِب عُنُقَهُ وَابعَث إلَيَّ بِرَأسِهِ . ۲

۱۶۹.الإمامة والسياسة عن نافع بن جبير : إنّي بِالشّامِ يَومَ مَوتِ مُعاوِيَةَ ، وكانَ يَزيدُ غائِباً ، وَاستَخلَفَ مُعاوِيَةُ الضَّحّاكَ بنَ قَيسٍ بَعدَهُ حَتّى‏ يَقدَمَ يَزيدُ ... فَلَمّا قَدِمَ يَزيدُ دِمَشقَ - بَعدَ مَوتِ أبيهِ إلى‏ عَشَرَةِ أيّامٍ - كَتَبَ إلى‏ خالِدِ بنِ الحَكَمِ ۳ وهُوَ عامِلُ المَدينَةِ :
أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ مُعاوِيَةَ بنَ أبي سُفيانَ كانَ عَبداً استَخلَفَهُ اللَّهُ عَلَى العِبادِ ، ومَكَّنَ لَهُ فِي البِلادِ ، وكانَ مِن حادِثِ قَضاءِ اللَّهِ جَلَّ ثَناؤُهُ وتَقَدَّسَت أسماؤُهُ فيهِ ما سَبَقَ فِي الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ ، لَم يَدفَع عَنهُ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبِيٌّ مُرسَلٌ ، فَعاشَ حَميداً وماتَ سَعيداً ، وقَد قَلَّدَنَا اللَّهُ عزّ وجلّ ما كانَ إلَيهِ ، فَيا لَها مُصيبَةً ما أجَلَّها ونِعمَةً ما أعظَمَها ، نَقلَ الخِلافَةِ وفَقدَ الخَليفَةِ ، فَنَستَوزِعُهُ الشُّكرَ ونَستَلهِمُهُ الحَمدَ ، ونَسأَلُهُ الخِيَرَةَ فِي الدّارَينِ مَعاً ، ومَحمودَ العُقبى‏ فِي الآخِرَةِ وَالاُولى‏ ، إنَّهُ وَلِيُّ ذلِكَ ، وكُلُّ شَي‏ءٍ بِيَدِهِ لا شَريكَ لَهُ .
وإنَّ أهلَ المَدينَةِ قَومُنا ورِجالُنا ، ومَن لَم نَزَل عَلى‏ حُسنِ الرَّأيِ فيهِم وَالاِستِعدادِ بِهِم ، وَاتِّباعِ أثَرِ الخَليفَةِ فيهِم ، وَالاِحتِذاءِ عَلى‏ مِثالِهِ لَدَيهِم ، مِنَ الإِقبالِ عَلَيهِم ، وَالتَّقَبُّلِ مِن مُحسِنِهِم ، وَالتَّجاوُزِ عَن مُسيئِهِم ، فَبايِع لَنا قَومَنا ، ومَن قِبَلَكَ مِن رِجالِنا ، بَيعَةً مُنشَرِحَةً بِها صُدورُكُم ، طَيِّبَةً عَلَيها أنفُسُكُم ، وَليَكُن أوَّلَ مَن يُبايِعُكَ مِن قَومِنا وأهلِنا :

1.في الطبعة المعتمدة : «أحدث» ، والتصويب من طبعة دار الفكر .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۹ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۷۹ .

3.كذا ، والصحيح : «الوليد بن عتبة بن أبي سفيان» .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
312

بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، مِن يَزيدَ أميرِ المُؤمِنينَ إلَى الوَليدِ بنِ عُتبَةَ . أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ مُعاوِيَةَ كانَ عَبداً مِن عِبادِ اللَّهِ ، أكرَمَهُ اللَّهُ وَاستَخلَفَهُ وخَوَّلَهُ وَمَكَّنَ لَهُ ، فَعاشَ بِقَدَرٍ وماتَ بِأَجَلٍ ، فَرَحِمَهُ اللَّهُ ؛ فَقَد عاشَ مَحموداً وماتَ بَرّاً تَقِيّاً ، وَالسَّلامُ .
وكَتَبَ إلَيهِ في صَحيفَةٍ كَأَنَّها اُذُنُ فَأرَةٍ : أمّا بَعدُ ، فَخُذ حُسَيناً وعَبدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ وعَبدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيرِ بِالبَيعَةِ أخذاً شَديداً لَيستَ فيهِ رُخصَةٌ حَتّى‏ يُبايِعوا ، وَالسَّلامُ . ۱

۱۶۸.الفتوح : بايَعَ النّاسُ بِأَجمَعِهِم يَزيدَ بنَ مُعاوِيَةَ وَابنَهُ مُعاوِيَةَ بنَ يَزيدَ مِن بَعدِهِ ... . ثُمَّ عَزَمَ عَلَى الكُتُبِ إلى‏ جَميعِ البِلادِ بِأَخذِ البَيعَةِ لَهُ .
قالَ : وكانَ عَلَى المَدينَةِ يَومَئِذٍ مَروانُ بنُ الحَكَمِ ۲ ، فَعَزَلَهُ يَزيدُ ووَلّى‏ مَكانَهُ الوَليدَ بنَ عُتبَةَ بنِ أبي سُفيانَ ، وكَتَبَ إلَيهِ :
مِن عَبدِ اللَّهِ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ أميرِ المُؤمِنينَ إلَى الوَليدِ بنِ عُتبَةَ . أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ مُعاوِيَةَ كانَ عَبداً للَِّهِ مِن عِبادِهِ ، أكرَمَهُ اللَّهُ وَاستَخلَفَهُ وخَوَّلَهُ وَمَكَّنَ لَهُ ، ثُمَّ قَبَضَهُ إلى‏ رَوحِهِ ورَيحانِهِ وَرحمَتِهِ وغُفرانِهِ ، عاشَ بِقَدَرٍ وماتَ بِأَجَلٍ ، عاشَ بَرّاً تَقِيّاً وخَرَجَ مِنَ الدُّنيا رَضِيّاً زَكِيّاً ، فَنِعمَ الخَليفَةُ كانَ ولا اُزَكّيهِ عَلَى اللَّهِ ، هُوَ أعلَمُ بِهِ مِنّي ، وقَد كانَ عَهِدَ إلَيَّ

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۳۸ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۲۹ ، الأخبار الطوال : ص ۲۲۷ كلاهما نحوه ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۴۶ .

2.مروان بن الحكم بن أبي العاص القرشي الاُمويّ ، أبو عبد الملك ، هو ابن عمّ عثمان. ولد في مكّة أو الطائف ، وقد نفى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله أباه إلى الطائف وقد ذهب معه ، لذلك لم ير النبيّ صلى اللَّه عليه وآله . لعنه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وقال له : الوزغ ابن الوزغ ، وقال - مشيراً إلى أبيه - : ويل لاُمّتي ممّا في صلب هذا. بعدما تقلّد عثمان أمر الخلافة أعاده مع أبيه إلى المدينة ، و بالغ في إكرامهما. جُرِح أثناء دفاعه عن عثمان ، ثمّ فرّ إلى مكّة ولحق بأصحاب الجمل ، فعفا الإمام عنه ، والتحق بمعاوية واشترك في صفّين معه . تولّى حكم المدينة سنة (۴۲ه ) ، وهو الذي حال دون دفن الحسن عليه السلام عند جدّه . تأمّر بعد يزيد بن معاوية تسعة أو عشرة أشهر. هلك سنة ۶۵ه . (راجع : الطبقات الكبرى: ج ۵ ص ۳۵ - ۴۳ و اُسد الغابة: ج ۵ ص ۱۳۹ و الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۶۴۷ و الإصابة : ج ۶ ص ۲۰۳ و الكافي: ج ۸ ص ۲۳۸ ح ۳۲۳ و ۳۲۴ و رجال الطوسي: ص ۴۷ و رجال الكشّي : ج ۱ ص ۲۵۰) .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8688
صفحه از 850
پرینت  ارسال به