وقالَ لي : يَابنَ عَبّاسٍ ، هذِهِ صَحيفَةٌ أملاها عَلَيَّ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وخَطّي بِيَدي ۱ . فَقُلتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، اقرَأها عَلَيَّ ، فَقَرَأَها ، فَإِذا فيها كُلُّ شَيءٍ كانَ مُنذُ قُبِضَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله إلى مَقتَلِ الحُسَينِ عليه السلام ، وكَيفَ يُقتَلُ ، ومَن يَقتُلُهُ ، ومَن يَنصُرُهُ ، ومَن يُستَشهَدُ مَعَهُ ، فَبَكى بُكاءاً شدَيداً وأبكاني .
فَكانَ فيما قَرَأَهُ عَلَيَّ : كَيفَ يُصنَعُ بِهِ ، وكَيفَ تُستَشهَدُ فاطِمَةُ ، وكَيفَ يُستَشهَدُ الحَسَنُ ابنُهُ عليه السلام ، وكَيفَ تَغدِرُ بِهِ الاُمَّةُ . فَلَمّا أن قَرَأَ كَيفَ يُقتَلُ الحُسَينُ عليه السلام ومَن يَقتُلُهُ أكثَرَ البُكاءَ ، ثُمَّ أدرَجَ الصَّحيفَةَ ، وقَد بَقِيَ ما يَكونُ إلى يَومِ القِيامَةِ ۲ .
۱۴۷.الديوان المنسوب إلى الإمام عليّ عليه السلام :
كَأَنّي بِنَفسي وأعقابِهاوبِالكَربَلاءِ ومِحرابِها
فَتُخضَبُ مِنَّا اللُّحى بِالدِّماءخِضابَ العَروسِ بِأَثوابِها
أراها ولَم يَكُ رَأيَ العِيانِواُوتيتُ مِفتاحَ أبوابِها
مَصائِبُ تَأباكَ مِن أن تُرَدَّفَأعدِد لَها قَبلَ مُنتابِها
سَقَى اللَّهُ قائِمَنا صاحِبَ القِيامَةِ وَالنّاسُ في دابِها
هُوَ المُدرِكُ الثَّأرَ لي يا حُسَي-نُ بَل لَكَ فَاصبِر لِأَتعابِها
لِكُلِّ دَمٍ ألفُ ألفٍ ومايُقَصِّرُ في قَتلِ أحزابِها
هُنالِكَ لا يَنفَعُ الظّالِمي-نَ قَولٌ بِعُذرٍ وإعتابِها
حُسَينُ فَلا تَضجُرَن لِلفِراقِفَدُنياكَ أضحَت لِتَخرابِها . ۳
1.في المصدر : «بيده» ، والصواب ما أثبتناه كما في الفضائل وبحار الأنوار .
2.كتاب سليم بن قيس : ج ۲ ص ۹۱۵ ح ۶۶ ، الفضائل : ص ۱۱۹ ، بحار الأنوار : ج ۲۸ ص ۷۳ ح ۳۲ .
3.الديوان المنسوب إلى الإمام عليّ عليه السلام : ص ۵۸ .