295
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

بِناعِقَتِها وسائِقَتِها» قامَ إلَيهِ رَجُلٌ ، فَقالَ : أخبِرني بِما في رَأسي ولِحيَتي من طاقَةِ شَعرٍ .
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : وَاللَّهِ ، لَقَد حَدَّثَني خَليلي أنَّ عَلى‏ كُلِّ طاقَةِ شَعرٍ مِن رَأسِكَ مَلَكاً يَلعَنُكَ ، وأنَّ عَلى‏ كُلِّ طاقَةِ شَعرٍ مِن لِحيَتِكَ شَيطاناً يُغويكَ ، وأنَّ في بَيتِكَ سَخلاً ۱ يَقتُلُ ابنَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله .
وكانَ ابنُهُ قاتِلُ الحُسَينِ عليه السلام يَومَئِذٍ طِفلاً يَحبو ۲ ، وهُوَ سِنانُ ۳ بنُ أنَسٍ النَّخَعِيِّ . ۴

۱۳۹.الإرشاد عن أبي الحكم : سَمِعتُ مَشيَخَتَنا وعُلَماءَنا يَقولونَ : خَطَبَ أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام فَقالَ في خُطبَتِهِ : سَلوني قَبلَ أن تَفقِدوني ، فَوَ اللَّهِ ، لا تَسأَلونّي عَن فِئَةٍ تُضِلُّ مِئَةً وتَهدي مِئَةً ، إلّا نَبَّأتُكُم بِناعِقِها وسائِقِها إلى‏ يَومِ القِيامَةِ .
فَقامَ إلَيهِ رَجُلٌ ، فَقالَ : أخبِرني كَم في رَأسي ولِحيَتي مِن طاقَةِ شَعرٍ ؟
فَقامَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام وقالَ : وَاللَّهِ ، لَقَد حَدَّثَني خَليلي رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله بِما سَأَلتَ عَنهُ ،

1.السَّخْلُ : المولود المحبّب إلى أبويه ، وهو في الأصل ولد الغنم (النهاية : ج ۲ ص ۳۵۰ «سخل») .

2.حَبَا : مشى على يديه وبطنه ، وحبا الصبيّ : مشى على استِه وأشرف بصدره ، وقال الجوهري : هو إذا زحف (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۱۶۱ «حبا») .

3.جاء في الأمالي للصدوق : «فقام إليه سعد بن أبي وقّاص فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرني كم في رأسي ولحيتي شعرة؟ فقال له : أما واللَّه لقد سألتني عن مسألةٍ حدّثني خليلي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله أنّك ستسألني عنها ، وما في رأسك ولحيتك من شعرة إلّا وفي أصلها شيطان جالس ، وإنّ في بيتك لسخلاً يقتل الحسين ابني!» ، وعمر بن سعد يومئذٍ يدرج بين يديه (الأمالي للصدوق : ص ۱۹۶ ح ۲۰۷) . وجاء ما يشبه هذا النصّ في كامل الزيارات أيضاً : ص ۱۵۵ ح ۱۹۱ وكذلك في خصائص الأئمّة : ص ۶۲ ، ولكن بما أنّ سعد بن أبي وقاص في عهد خلافة الإمام علي عليه السلام امتنع عن مبايعة الإمام وكان يعيش خارج الكوفة ، فإنّ حضوره لخطبة الإمام يبدو بعيداً مضافاً إلى ذلك فقد قيل انّه ولد في عصر النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وقال ابن معين انه ولد عام مات عمر (أي ۲۳ ه ) وعليه فلا يمكن أن يكون في عهد خلافة الإمام علي عليه السلام (۳۶ - ۴۱) طفلاً صغيراً (انظر : تهذيب التهذيب : ج ۴ ص ۲۷۱) .

4.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۲ ص ۲۸۶ نقلاً عن ابن هلال الثقفي في كتاب الغارات؛ بحار الأنوار: ج ۳۴ ص ۲۹۷.


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
294

كَربَلاءَ ، ورَأَيتُ ابنِيَ الحُسَينَ مَذبوحاً مَطروحاً عَلى‏ وَجهِ الأَرضِ ! ورَأَيتُ الأَشجارَ مُنكَبَّةً ، وَالسَّماءَ مُصَدَّعَةً ، وَالرِّحالَ مُتَطَأمِنَةً ۱ ، وسَمِعتُ مُنادِياً يُنادي بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ ، وهُوَ يَقولُ : أفزَعتُمونا يا قَتَلَةَ الحُسَينِ ، أفزَعَكُمُ اللَّهُ وقَتَلَكُم !
ثُمَّ إنِّي انتَبَهتُ وأنَا مِنهُ عَلى‏ وَجَلٍ لِما رَأَيتُ ؛ فَقالَ لَهُ الحارِثُ : كَلّا يا أميرَ الُمؤمِنينَ ، لا يَكونُ إلّا خَيراً .
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : هَيهاتَ يا حارِثُ ، سَبَقَت كَلِمَةُ اللَّهِ ، ونَفَذَ قَضاؤُهُ ، وقَد أخبَرَني حَبيبي مُحَمَّدٌ صلى اللَّه عليه وآله أنَّ ابني يَقتُلُهُ يَزيدُ ، زادَهُ اللَّهُ فِي النّارِ عَذاباً . ۲

ب - يَذبَحُهُ لَعينُ هذِهِ الاُمَّةِ

۱۳۷.الفتوح عن زهير بن الأرقم : لَمّا اُصيبَ عَلِيٌّ عليه السلام بِضَربَةِ ابنِ مُلجَمٍ ، دَخَلتُ عَلَيهِ وَقَد ضَمَّ الحُسَينَ عليه السلام إلى‏ صَدرِهِ وهُوَ يُقَبِّلُهُ ، ويَقولُ لَهُ : يا ثَمَرَتي ورَيحانَتي ، وثَمَرَةَ نَبِيِّ اللَّهِ وصَفِيَّهُ ، وذَخيرَةَ خَيرِ العالَمينَ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللَّهِ ، كَأَنّي أراكَ وقَد ذُبِحتَ عَن قَليلٍ ذَبحاً ! قالَ : فَقُلتُ : ومَن يَذبَحُهُ يا أميرَ المُؤمِنينَ ؟
فَقالَ : يَذبَحُهُ لَعينُ هذِهِ الاُمَّةِ ، ثُمَّ لا يَتوبُ اللَّهُ عَلَيهِ ، ويَقبِضُهُ إذا قَبَضَهُ وهُوَ مَلآنُ مِنَ الخَمرِ سَكرانُ .
قالَ زُهَيرٌ : فَبَكَيتُ ، فَقالَ لي عَلِيٌّ عليه السلام : لا تَبكِ يا زُهَيرُ ، فَالَّذي قُضِيَ كائِنٌ . ۳

ج - سِنانُ بنُ أنَسٍ‏

۱۳۸.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد عن فضيل عن محمّد بن عليّ [الباقر] عليه السلام : لَمّا قالَ عَلِيٌّ عليه السلام : «سَلوني قَبلَ أن تَفقِدوني ، فَوَ اللَّهِ ، لا تَسأَلونَني عَن فِئَةٍ تُضِلُّ مِئَةً وتَهدي مِئَةً ، إلّا أنبَأتُكُم

1.اطمأنّت وتطأمَنَت : انخفضت (تاج العروس : ج ۱۸ ص ۳۵۹ «طمن») .

2.الفتوح : ج ۲ ص ۵۵۳ .

3.الفتوح : ج ۲ ص ۵۵۴ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8349
صفحه از 850
پرینت  ارسال به