269
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

۱۰۳.كامل الزيارات عن محمّد بن الحسين بن عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام : زارَنا رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ذاتَ يومٍ ، فَقَدَّمنا إلَيهِ طَعاماً ، وأهدَت إلَينا اُمُّ أيمَنَ صَحفَةً مِن تَمرٍ ، وقَعباً مِن لَبَنٍ وزَبَدٍ ، فَقَدَّمنا إلَيهِ ، فَأَكَلَ مِنهُ ، فَلَمّا فَرَغَ قُمتُ وسَكَبتُ عَلى‏ يَدَي رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ماءً ، فَلَمّا غَسَلَ يَدَيهِ مَسَحَ وَجهَهُ ولِحيَتَهُ بِبِلَّةِ يَدَيهِ ، ثُمَّ قامَ إلَى مَسجِدٍ في جانِبِ البَيتِ ، وصَلّى‏ وخَرَّ ساجِداً ، فَبَكى‏ وأطالَ البُكاءَ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ ، فَمَا اجتَرى‏ مِنّا أهلَ البَيتِ أحَدٌ يَسأَلُهُ عَن شَي‏ءٍ .
فَقامَ الحُسَينُ عليه السلام يَدرُجُ حَتّى‏ صَعِدَ عَلى‏ فَخِذَي رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَأَخَذَ بِرَأسِهِ إلى‏ صَدرِهِ ووَضَعَ ذَقَنَهُ عَلى‏ رَأسِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، ثُمَّ قالَ : يا أبَه ، ما يُبكيكَ ؟ فَقالَ لَهُ : يا بُنَيَّ ، إنّي نَظَرتُ إلَيكُم اليَومَ ، فَسُرِرتُ بِكُم سُروراً لَم اُسَرَّ بِكُم مِثلَهُ قَطُّ ، فَهَبَطَ إلَيَّ جَبرَئيلُ ، فَأَخبَرَني أنَّكُم قَتلى‏ ، وأنَّ مَصارِعَكُم شَتّى‏ ، فَحَمِدتُ اللَّهَ عَلى‏ ذلِكَ ، وسَأَلتُ لَكُمُ الخِيَرَةَ ، فَقالَ لَهُ : يا أبَه ، فَمَن يَزورُ قُبورَنا ويَتَعاهَدُها عَلى‏ تَشَتُّتِها ؟ ۱
قالَ : طَوائِفُ مِن اُمَّتي يُريدونَ بِذلِكَ بِرّي وصِلَتي ، أتَعاهَدُهُم فِي المَوقِفِ وآخُذُ بِأَعضادِهِم ، فَاُنجيهِم مِن أهوالِهِ وشَدائِدِهِ . ۲

۱۰۴.الأمالي للطوسي عن جابر عن أبي جعفر [الباقر] عن أمير المؤمنين عليهما السلام : زارَنا رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وقَد أهدَت لَنا اُمُّ أيمَنَ لَبَناً وزَبَداً وتَمراً ، فَقَدَّمناهُ ، فَأَكَلَ مِنهُ ، ثُمَّ قامَ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله إلى‏ زاوِيَةِ البَيتِ ، فَصَلّى‏ رَكَعاتٍ ، فَلَمّا كانَ في آخِرِ سُجودِهِ بَكى‏ بُكاءً شَديداً ، فَلَم يَسأَلهُ أحَدٌ مِنّا إجلالاً لَهُ .
فَقامَ الحُسَينُ عليه السلام فَقَعَدَ في حِجرِهِ ، وقالَ لَهُ : يا أبَتِ ، لَقَد دَخَلتَ بَيتَنا فَما سُرِرنا بِشَي‏ءٍ كَسُرورِنا بِدُخولِكَ ، ثُمَّ بَكَيتَ بُكاءً غَمَّنا ، فَلِمَ بَكَيتَ ؟

1.شتّ الأمر : تفرّق ، وكذلك التشتّت (الصحاح : ج ۱ ص ۲۵۴ «شتت») .

2.كامل الزيارات : ص‏۱۲۶ ح‏۱۴۱ ، بحار الأنوار : ج‏۴۴ ص‏۲۳۴ ح‏۲۱ وراجع : عوالي اللآلي : ج‏۴ ص‏۸۳ ح‏۹۲ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
268

ذاتُ كَربٍ وبَلاءٍ عَلَينا وعَلَى الاُمَّةِ ، يَخرُجُ عَلَيهِم شِرارُ اُمَّتي ، ولَو أنّ أحَدَهُم شَفَعَ لَهُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرَضينَ ما شُفِّعوا فيهِم ، وهُمُ المُخَلَّدونَ فِي النّارِ .
قالَت : يا أبَه ، فَيُقتَلُ ؟ قالَ : نَعَم يا بِنتاه ، وما قُتِلَ قِتلَتَهُ أحَدٌ كانَ قَبلَهُ ، وتَبكيهِ السَّماواتُ وَالأَرضونَ ، وَالمَلائِكَةُ وَالوَحشُ وَالحيتانُ فِي البِحارِ وَالجِبالُ ، لَو يُؤذَنُ لَها ما بَقِيَ عَلَى الأَرضِ مُتَنَفِّسٌ ، ويَأتيهِ قَومٌ مِن مُحِبّينا ، لَيسَ فِي الأَرضِ أعلَمُ بِاللَّهِ ولا أقوَمُ بِحَقِّنا مِنهُم ، ولَيسَ عَلى‏ ظَهرِ الأَرضِ أحَدٌ يَلتَفِتُ إلَيهِ غَيرُهُم ، اُولئِكَ مَصابيحُ في ظُلُماتِ الجَورِ ، وهُمُ الشُّفَعاءُ ، وهُم وارِدونَ حَوضي غَداً ، أعرِفُهُم إذا وَرَدوا عَلَيَّ بِسيماهُم ، وأهلُ كُلِّ دينٍ يَطلُبونَ أئِمَّتَهُم ، وهمُ يَطلُبونَنا ولا يَطلُبونَ غَيرَنا ، وهُم قِوامُ الأَرضِ ، بِهِم يَنزِلُ الغَيثُ . ۱

۲ / ۱۵

إنباؤُهُ بِمَزارِهِ وزُوّارِهِ‏

۱۰۲.الإرشاد : إنَّ النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله كانَ ذاتَ يَومٍ جالِساً وحَولَهُ عَلِيٌّ وفاطِمَةُ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهم السلام ، فَقالَ لَهُم : كَيفَ بِكُم إذا كُنتُم صَرعى‏ وقُبورُكُم شَتّى‏ ؟
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : أنَموتُ مَوتاً أو نُقتَلُ ؟ فَقالَ : بَل تُقتَلُ يا بُنَيَّ ظُلماً ، ويُقتَلُ أخوكَ ظُلماً ، وتُشَرَّدُ ذَرارِيُّكُم فِي الأَرضِ .
فَقالَ الحُسَينِ عليه السلام : ومَن يَقتُلُنا يا رَسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : شِرارُ النّاسِ ، قالَ : فَهَل يَزُورُنا بَعدَ قَتِلنا أحَدٌ ؟ قالَ : نَعَم ، طائِفَةٌ مِن اُمَّتي يُريدونُ بِزِيارَتِكُم بِرّي وصِلَتي ، فَإِذا كانَ يَومُ القِيامَةِ جِئتُهُم إلَى المَوقِفِ حَتّى‏ آخُذَ بِأَعضادِهِم فَاُخَلِّصُهُم مِن أهوالِهِ وشَدائِدِهِ . ۲

1.كامل الزيارات : ص ۱۴۴ ح ۱۷۰ ، تفسير فرات : ص ۱۷۱ ح ۲۱۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۶۴ ح ۲۲ .

2.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۳۱ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۲۰ ، الخرائج والجرائح : ج ۲ ص ۴۹۱ ح ۴ نحوه وفيه «فقال له الحسن» بدل «فقال له الحسين» ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۱۲۰ ح ۳۴ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8536
صفحه از 850
پرینت  ارسال به