257
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

اشتَدَّ فِي البُكاءِ خَلَّت عَنهُ ، فَدَخَلَ حَتّى‏ جَلَسَ في حِجرِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله .
فَقالَ جِبريلُ عليه السلام : إنَّ اُمَّتَكَ سَتَقتُلُ ابنَكَ هذا ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله : يَقتُلونَهُ وهُم مُؤمِنونَ بي ؟ ! قالَ : نَعَم ، يَقتُلونَهُ ، فَتَناوَلَ جِبريلُ تُربَةً ، فَقالَ : بِمَكانِ كَذا وكَذا .
فَخَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله قَدِ احتَضَنَ حُسَيناً عليه السلام ، كاسِفَ البالِ ۱ مَهموماً ، فَظَنَّت اُمُّ سَلَمَةَ أنَّهُ غَضِبَ مِن دُخولِ الصَّبِيِّ عَلَيهِ ، فَقالَت : يا نَبِيَّ اللَّهِ ، جُعِلتُ لَكَ الفِداءَ ! إنَّكَ قُلتَ لَنا لا تُبكوا هذَا الصَّبِيَّ ، وأمَرتَني ألّا أدَعَ [أحَداً] ۲ يَدخُلُ عَلَيكَ ، فَجاءَ ، فَخَلَّيتُ عَنهُ .
فَلَم يَرُدَّ عَلَيها ، فَخَرَجَ إلى‏ أصحابِهِ ، وهُم جُلوسٌ ، فَقالَ لَهُم : إنَّ اُمَّتي يَقتُلونَ هذا ، وفِي القَومِ أبو بَكرٍ وعُمَرُ ، وكانا أجرَأَ القَومِ عَلَيهِ ، فَقالا : يا نَبِيَّ اللَّهِ ، يَقتُلونَهُ وهُم مُؤمِنونَ ؟ ! قالَ : نَعَم ، وهذِهِ تُربَتُهُ ، وأراهُم إيّاها . ۳

۷۴.المعجم الكبير عن اُمّ سلمة : قالَ لي رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : اِجلِسي بِالبابِ ، ولا يَلِجَنَّ عَلَيَّ أحَدٌ ، فَقُمتُ بِالبابِ، إذ جاءَ الحُسَينُ عليه السلام، فَذَهَبتُ أتَناوَلُهُ، فَسَبَقَنِي الغُلامُ، فَدَخَلَ عَلى‏ جَدِّهِ ، فَقُلتُ : يا نَبِيَّ اللَّهِ ، جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِداكَ ! أمَرتَني أن لا يَلِجَ عَلَيكَ أحَدٌ وإنَّ ابنَكَ جاءَ ، فَذَهَبتُ أتنَاوَلُهُ ، فَسَبَقَني ، فَلَمّا طالَ ذلِكَ تَطَلَّعتُ مِنَ البابِ ، فَوَجَدتُكَ تُقَلِّبُ بِكَفَّيكَ شَيئاً ، ودُموعُكُ تَسيلُ ، وَالصَّبِيُّ عَلى‏ بَطنِكَ !
قالَ : نَعَم ، أتاني جِبريلُ ، فَأَخبَرَني أنَّ اُمَّتي يَقتُلونَهُ ، وأتاني بِالتُّربَةِ الَّتي يُقتَلُ عَلَيها ، فَهِيَ الَّتي اُقَلِّبُ بِكَفّي . ۴

1.كاسفُ البال : أي سيّئ الحال (لسان العرب : ج ۹ ص ۲۹۹ «كسف») .

2.ما بين المعقوفين لا يوجد في المعجم الكبير ، وأثبتناه من المصادر الاُخرى .

3.المعجم الكبير : ج ۸ ص ۲۸۵ ح ۸۰۹۶ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۱۹۱ ح ۳۵۲۴ ؛ الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۸۶ وراجع : سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۸۹ .

4.المعجم الكبير : ج ۳ ص ۱۰۹ ح ۲۸۲۰ ، الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۲۴ ح ۴۱۲ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۵۸ ؛ شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۴۲ ح ۱۰۸۴ كلّها نحوه .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
256

۷۱.الأمالي للطوسي عن سالم بن أبي الجعد عن أنس بن مالك : إنَّ عَظيماً مِن عُظَماءِ المَلائِكَةِ استَأذَنَ رَبَّهُ عزّ وجلّ في زِيارَةِ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَبَينَما هُوَ عِندَهُ إذ دَخَلَ عَلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام ، فَقَبَّلَهُ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله وأجلَسَهُ في حِجرِهِ ، فَقالَ لَهُ المَلَكُ : أتُحِبُّهُ ؟ قالَ : أجَل ، أشَدَّ الحُبِّ ! إنَّهُ ابني .
قالَ لَهُ : إنَّ اُمَّتَكَ سَتَقتُلُهُ ، قالَ : اُمَّتي تَقتُلُ ابني هذا ؟ ! قالَ : نَعَم ، وإن شِئتَ أرَيتُكَ مِنَ التُّربةِ الَّتي يُقتَلُ عَلَيها ، قالَ : نَعَم ، فَأَراهُ تُربَةً حَمراءَ طَيِّبَةَ الرّيحِ .
فَقالَ : إذا صارَت هذِهِ التُّربَةُ دَماً عَبيطاً فَهُوَ عَلامَةُ قَتلِ ابنِكَ هذا .
قالَ سالِمُ بنُ أبِي الجَعدِ : اُخبِرتُ أنَّ المَلَكَ كانَ ميكائيلَ عليه السلام . ۱

۷۲.مجمع الزوائد عن ابن عبّاس : كانَ الحُسَينُ عليه السلام جالِساً في حِجرِ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ، فَقالَ جِبريلُ عليه السلام : أتُحِبُّهُ ؟
فَقالَ : وكَيفَ لا اُحِبُّهُ وهُوَ ثَمَرَةُ فُؤادي ؟ ! فَقالَ : أما إنَّ اُمَّتَكَ سَتَقتُلُهُ ، ألا اُريكَ مِن مَوضِعِ قَبرِهِ ؟ فَقَبَضَ قَبضَةً ، فَإِذا تُربَةٌ حَمراءُ . ۲

۷۳.المعجم الكبير عن أبي اُمامة : قالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لِنِسائِهِ : لا تُبكُوا هذَا الصَّبِيَّ - يَعني حُسَيناً عليه السلام - قالَ : وكانَ يَومَ اُمِّ سَلَمَةَ ، فَنَزَلَ جِبريلُ عليه السلام ، فَدَخَلَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله الدّاخِلَ ، وقالَ لِاُمِّ سَلَمَةَ : لا تَدَعي أحَداً يَدخُلُ عَلَيَّ ، فَجاءَ الحُسَينُ عليه السلام ، فَلَمّا نَظَرَ إلَى النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله فِي البَيتِ أرادَ أن يَدخُلَ ، فَأَخَذَتهُ اُمُّ سَلَمَةَ ، فَاحتَضَنَتهُ ، وجَعَلَت تُناغيهِ وتُسَكِّنُهُ ، فَلَمَّا

1.الأمالي للطوسي : ص ۳۱۴ ح ۶۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۲۹ ح ۱۰ .

2.مجمع الزوائد : ج ۹ ص ۳۰۷ ح ۱۵۱۲۹ ، البداية والنهاية : ج ۶ ص ۲۳۰ كلاهما نقلاً عن البزّار وراجع : كامل الزيارات : ص ۱۴۴ ح ۱۶۹ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8694
صفحه از 850
پرینت  ارسال به