243
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

سَيَرِدُ عَلَيَّ فِي القِيامَةِ ثَلاثُ راياتٍ مِن هذِهِ الاُمَّةِ : رايَةٌ سَوداءُ مُظلِمَةٌ ، قَد فَزِعَت لَهَا المَلائِكَةُ ، فَتَقِفُ عَلَيَّ ، فَأَقولُ : مَن أنتُم ؟ فَيَنسَونَ ذِكري ، ويَقولونَ : نَحنُ أهلُ التَّوحيدِ مِنَ العَرَبِ .
فَأَقولُ : أنَا أحمَدُ نَبِيُّ العَرَبِ وَالعَجَمِ ، فَيَقولونَ : نَحنُ مِن اُمَّتِكَ يا أحمَدُ .
فَأَقولُ لَهُم : كَيفَ خَلَفتُموني مِن بَعدي في أهلي وعِترَتي وكِتابِ رَبّي ؟
فَيَقولونَ : أمَّا الكِتابُ فَضَيَّعنا ومَزَّقنا ، وأمّا عِترَتُكَ فَحَرَصنا عَلى‏ أن نُبيدَهُم ۱ مِن جَديدِ ۲ الأَرضِ ؛ فَاُوَلّي عَنهُم وَجهي ، فَيَصدُرونَ ظِماءَ عُطاشى‏ ، مُسوَدَّةً وُجوهُهُم ... . ۳

۲ / ۴

إنباؤُهُ بِشَهادَتِهِ قُبَيلَ وَفاتِهِ‏

۳۹.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي عن ابن عبّاس : خَرَجَ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله قَبلَ مَوتِهِ بِأَيّامٍ يَسيرَةٍ إلى‏ سَفَرٍ لَهُ ، ثُمَّ رَجَعَ وهُوَ مُتَغَيِّرُ اللَّونِ ، مُحمَرُّ الوَجهِ ، فَخَطَبَ خُطبَةً بَليغَةً موجَزَةً ، وعَيناهُ تَهمِلانِ دُموعاً .
قالَ فيها : أيُّهَا النّاسُ ! إنّي خَلَّفتُ فيكُمُ الثَّقَلَينِ : كِتابَ اللَّهِ وعِترَتي ...
ألا وإنَّ جَبرَئيلَ قَد أخبَرَني بِأَنَّ اُمَّتي تَقتُلُ وَلَدِيَ الحُسَينَ بِأَرضِ كَربٍ وبَلاءٍ ، ألا فَلَعنَةُ اللَّهِ عَلى‏ قاتِلِهِ وخاذِلِهِ آخِرَ الدَّهرِ .
قالَ : ثُمَّ نَزَلَ عَنِ المِنبَرِ ، ولَم يَبقَ أحَدٌ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ إلّا وتَيَقَّنَ بِأَنَّ

1.في الطبعة المعتمدة : «يندهم» ، والتصويب من طبعة دار الفكر .

2.جديد الأرض : وجهها (النهاية : ج ۱ ص ۲۴۶ «جدد») .

3.الفتوح : ج ۴ ص ۳۲۵ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۶۳ عن ابن عبّاس ؛ الملهوف : ص ۹۳ ، مثير الأحزان : ص ۱۸ عن عبداللَّه بن يحيى عن الإمام عليّ عليه السلام عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۴۸ ح ۴۶ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
242

يُقتَلُ بِها وَلَدِيَ‏الحُسَينُ ابنُ فاطِمَةَ.
فَقيلَ : مَن يَقتُلُهُ - يا رَسولَ اللَّهِ - ؟ فَقالَ : رَجُلٌ يُقالُ لَهُ : يَزيدُ ، لا بارَكَ اللَّهُ لَهُ في نَفسِهِ ! وكَأَنّي أنظُرُ إلى‏ مَصرَعِهِ ومَدفَنِهِ بِها ، وقَد اُهدِيَ بِرَأسِهِ ، و وَاللَّهِ ، ما يَنظُرُ أحَدٌ إلى‏ رَأسِ وَلَدِيَ الحُسَينِ فَيَفرَحُ ، إلّا خالَفَ اللَّهُ بَينَ قَلبِهِ ولِسانِهِ .
قالَ : ثُمَّ رَجَعَ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله مِن سَفَرِهِ ذلِكَ مَغموماً ، ثُمَّ صَعِدَ المِنبَرَ ، فَخَطَبَ ووَعَظَ ، وَالحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام بَينَ يَدَيهِ مَعَ الحَسَنِ عليه السلام .
قالَ : فَلَمّا فَرَغَ مِن خُطبَتِهِ ، وَضَعَ يَدَهُ اليُمنى‏ عَلى‏ رَأسِ الحَسَنِ عليه السلام ، وَاليُسرى‏ عَلى‏ رَأسِ الحُسَينِ عليه السلام ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ الَى السَّماءِ ، فَقالَ :
اللَّهُمَّ إنّي مُحَمَّدٌ عَبدُكَ ونَبِيُّكَ ، وهذانِ أطايِبُ عِترَتي ، وخِيارُ ذُرِّيَّتي وأرومَتي ۱ ، ومَن اُخَلِّفُهُم في اُمَّتي ، اللَّهُمَّ وقَد أخبَرَني جِبريلُ بِأَنَّ وَلَدي هذا مَقتولٌ مَخذولٌ ، اللَّهُمَّ فَبارِك لَهُ في قَتلِهِ ، وَاجعَلهُ مِن ساداتِ الشُّهَداءِ ، إنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَي‏ءٍ قَديرٌ ، اللَّهُمَّ ولا تُبارِك في قاتِلِهِ وخاذِلِهِ !
قالَ : وضَجَّ النّاسُ فِي المَسجِدِ بِالبُكاءِ .
فَقالَ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله : أتَبكونَ ولا تَنصُرونَهُ ؟ اللَّهُمَّ فَكُن أنتَ لَهُ وَلِيّاً وناصِراً .
قالَ ابنُ عَبّاسٍ : ثُمَّ رَجَعَ وهُوَ مُتَغَيِّرُ اللَّونِ ، مُحمَرُّ الوَجهِ ، فَخَطَبَ خُطبَةً بَليغَةً موجَزَةً وعَيناهُ يَهمِلانِ دُموعاً .
ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ! إنّي قَد خَلَّفتُ فيكُمُ الثَّقَلَينِ ؛ كِتابَ اللَّهِ وعِترَتي وأرومَتي ، ومَراحَ مَماتي وثَمَرَتي ، ولَن يَفتَرِقا حَتّى‏ يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ .
ألا وإنّي [لا] ۲ أسأَلُكُم في ذلِكَ إلّا ما أمَرَني رَبّي أن أسأَلَكُمُ المَوَدَّةَ فِي القُربى‏ ، فَانظُروا أن لا تَلقَوني غَداً عَلَى الحَوضِ وقَد أبغَضتُم عِترَتي وظَلَمتُموهُم ، ألا وإنَّهُ

1.الأرومة - بوزن الأكولة - : الأصل (النهاية : ج ۱ ص ۴۱ «أرم») .

2.ما بين المعقوفين سقط من المصدر ، وأثبتناه من مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8338
صفحه از 850
پرینت  ارسال به