195
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

الحسين عليه السلام، فقد ذُكرت تواريخ وشهور مختلفة، هي : الثالث أو الخامس من شهر شعبان ، وآخر شهر ربيع الأوّل ، والثالث عشر من شهر رمضان ، والخامس من شهر جمادى الاُولى، والخامس عشر من شهر جمادى الثانية .
ويعتبر العلّامة المجلسيّ أنّ الأشهَر في ولادته عليه السلام هو الثالث من شَهر شعبان ، بيد أنّ تتبّع المصادر التاريخيّة والحديثيّة يدلّنا على أنّ الخامس من شعبان هو التاريخ الذي يحظى بشهرة أكبر .

۱ / ۴

قِصَّةُ وِلادَتِهِ‏

۱.الكافي عن أبي خديجة عن أبي عبداللَّه‏[الصادق‏] عليه السلام : لَمّا حَمَلَت فاطِمَةُ عليها السلام بِالحُسَينِ عليه السلام، جاءَ جَبرَئيلُ عليه السلام إلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَقالَ : إنَّ فاطِمَةَ عليها السلام سَتَلِدُ غُلاماً تَقتُلُهُ اُمَّتُكَ مِن بَعدِكَ ، فَلَمّا حَمَلَت فاطِمَةُ بِالحُسَينِ عليه السلام كَرِهَت حَملَهُ ، وحينَ وَضَعَتهُ كَرِهَت وَضعَهُ . ثُمَّ قالَ أبو عَبدِ اللَّهِ عليه السلام : لَم تُرَ فِي الدُّنيا اُمٌّ تَلِدُ غُلاماً تَكرَهُهُ ، ولكِنَّها كَرِهَتهُ لِما عَلِمَت أنَّهُ سَيُقتَلُ ، قالَ : وفيهِ نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ : (وَ وَصَّيْنَا الْإِنسَنَ بِوَ لِدَيْهِ إِحْسَنًا حَمَلَتْهُ اُمُّهُ كُرْهًا وَ وَضَعَتْهُ كُرْهًا وَ حَمْلُهُ وَ فِصَلُهُ ثَلَثُونَ شَهْرًا)۱ . ۲

۲.الكافي عن محمّد بن عمرو الذريّات عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد اللَّه [الصادق‏] عليه السلام : إنَّ جَبرَئيلَ عليه السلام نَزَلَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ، فَقالَ لَهُ : يا مُحَمَّدُ ، إنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِمَولودٍ يولَدُ مِن فاطِمَةَ ، تَقتُلُهُ اُمَّتُكَ مِن‏بَعدِكَ ، فَقالَ صلى اللَّه عليه وآله : يا جَبرَئيلُ ، وعَلى‏ رَبِّي السَّلامُ ، لا حاجَةَ لي في مَولودٍ يولَدُ مِن فاطِمَةَ تَقتُلُهُ اُمَّتي مِن بَعدي ، فَعَرَجَ ثُمَّ هَبَطَ عليه السلام فَقالَ لَهُ مِثلَ ذلِكَ . فَقالَ صلى اللَّه عليه وآله : يا جَبرَئيلُ ، وعَلى‏ رَبِّي السَّلامُ ، لا حاجَةَ لي في مَولودٍ تَقتُلُهُ اُمَّتي مِن بَعدي ،

1.الأحقاف : ۱۵ .

2.الكافي : ج ۱ ص ۴۶۴ ح ۳ ، كامل الزيارات : ص ۱۲۲ ح ۱۳۵ عن أبي سلمة سالم بن مكرم ، تأويل الآيات الظاهرة : ج‏۲ ص‏۵۷۹ ح‏۴ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۳۱ ح ۱۶ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
194

وقبول ذلّة مبايعة يزيد ، ودور طهارة اُسرته عليه السلام في امتناعه عن قبول الذلّة :
ألا وإنَّ الدَّعِيَّ ابنَ الدَّعِيِّ قَد رَكَزَ بَينَ اثنَتَينِ ، بَينَ السَّلَّةِ وَالذِّلَّةِ ، وهَيهاتَ مِنّا الذِّلَّةُ ، يَأبَى اللَّهُ لَنا ذلِكَ ورَسولُهُ وَالمُؤمِنونَ ، وحُجورٌ طابَت ، وحُجورٌ طَهُرَت ، واُنوفٌ حَمِيَّةٌ ونُفوسٌ أبِيَّةٌ ، مِن أن تُؤثَرَ طاعَةُ اللِّئامِ عَلى‏ مَصارِعِ الكِرامِ‏ . ۱
وهكذا فقد أسهمت اُسرة سيّد الشهداء الطاهرة الكريمة في تكوين شخصيته العظيمة والأبيّة للضيم .
ولم يكن الإمام الحسين عليه السلام من سلالة الأنبياء العظام والقادة الكرام فحسب ، بل إنّ سلالة الأئمّة من بعده تنحدر إليه أيضاً ، وخاصّة بقية اللَّه الأعظم الإمام المهدي عليه السلام الذي يدور العالم اليوم حول محور وجوده ، ولا شكّ في أنّه سوف يملأ الأرض قسطاً وعدلاً .

۱ / ۲

عامُ الوِلادَةِ

اختلفت المصادر الحديثيّة والتاريخيّة في تحديد العام الذي ولد فيه الإمام الحسين عليه السلام؛ هل هو السنة الثالثة للهجرة، أم الرابعة، أم السادسة، أم السابعة؟ وتبعاً لذلك فقد وقع الاختلاف - أيضاً - في مدّة عمره وسنيّ حياته.
إلّا أنّ عام ولادته عليه السلام - طبقاً لأكثر المصادر وأشهر الروايات - إنّما هو السنة الرابعة من الهجرة ، فيكون عمره الشريف سبعة وخمسين عاماً .

۱ / ۳

شَهرُ الوِلادَةِ

واختلفت تلك المصادر أيضاً في التاريخ الدقيق والشهر الذي ولد فيه الإمام

1.راجع : ص ۷۹۴ ح ۸۵۸ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8258
صفحه از 850
پرینت  ارسال به