بنده الذي تشيّع بعد فترة ، وبذل جهوداً كبيرة من أجل نشر التشيّع وجعله مذهباً رسميّاً . وهكذا، اتّسعت أرضيّة الممارسة العلنيّة للعزاء ورفع الشعائر الشيعيّة مع تشيّع الحكّام المغول واكتساب هذا المذهب الطابع الرسمي .
كما كانت سلالة الجلائريّين التي تولّت الحكم في العراق - وكانوا أبناء اُخت السلطان محمّد خدابنده - هي الاُخرى ذات ميول شيعيّة، واستمرّ حكمهم حتّى عام ۸۱۴ ه . ق . ويذكر ابن بطّوطة (ت ۷۷۹ ه . ق) المناطق التالية: كربلاء ، الحلّة، البحرين، قم، كاشان، ساوة وطوس باعتبارها مناطق شيعيّة متعصّبة . ۱
القرن التاسع
بدأ القرن التاسع بهجوم تيمورلنك ولم يسلم العراق والشام من هذا الهجوم أيضاً. وبموت تيمور وإمساك ابنه شاهرخ بزمام الحكم، تغيّرت الأوضاع حيث صبّ اهتمامه على نشر الثقافة وإعمار المدن وسعى في إعادة بناء ما دمّره والده ، وأسّست زوجته مسجد «جوهر شاد» الفخم إلى جوار حرم الإمام الرضا عليه السلام ، وتدلّ هذه الأعمال والاتّجاهات على أنّ بعض الحرّيات النسبيّة كانت قد اُتيحت للشيعة في أداء الشعائر في أواخر هذا القرن وفي حكومة السلطان حسين بايْقَرا ، ألّف الملّا حسين واعظ الكاشفي كتاب روضة الشهداء ، أشار في مقدّمته إلى رواج قراءة المقتل في ذلك الزمان ، وكان مقصوده على أقلّ تقدير رواجه في تلك السنّة في خراسان (هرات ، مرو ، سبزوار ، و ...) .
كذلك في هذا القرن وصل التركمان الشيعة (قراقويونلوها) إلى السلطة ، وتسنّحوا مقاليد الحكومة في مركز وغرب إيران ومناطق من العراق ، واتّخذوا من قم عاصمتهم الشتوية . ۲ وفي وقتها كانت الحكومات المحلّية الشيعية (أمثال : آل فتحان ،