187
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

بنده الذي تشيّع بعد فترة ، وبذل جهوداً كبيرة من أجل نشر التشيّع وجعله مذهباً رسميّاً . وهكذا، اتّسعت أرضيّة الممارسة العلنيّة للعزاء ورفع الشعائر الشيعيّة مع تشيّع الحكّام المغول واكتساب هذا المذهب الطابع الرسمي .
كما كانت سلالة الجلائريّين التي تولّت الحكم في العراق - وكانوا أبناء اُخت السلطان محمّد خدابنده - هي الاُخرى ذات ميول شيعيّة، واستمرّ حكمهم حتّى عام ۸۱۴ ه . ق . ويذكر ابن بطّوطة (ت ۷۷۹ ه . ق) المناطق التالية: كربلاء ، الحلّة، البحرين، قم، كاشان، ساوة وطوس باعتبارها مناطق شيعيّة متعصّبة . ۱

القرن التاسع‏

بدأ القرن التاسع بهجوم تيمورلنك ولم يسلم العراق والشام من هذا الهجوم أيضاً. وبموت تيمور وإمساك ابنه شاهرخ بزمام الحكم، تغيّرت الأوضاع حيث صبّ اهتمامه على نشر الثقافة وإعمار المدن وسعى في إعادة بناء ما دمّره والده ، وأسّست زوجته مسجد «جوهر شاد» الفخم إلى جوار حرم الإمام الرضا عليه السلام ، وتدلّ هذه الأعمال والاتّجاهات على أنّ بعض الحرّيات النسبيّة كانت قد اُتيحت للشيعة في أداء الشعائر في أواخر هذا القرن وفي حكومة السلطان حسين بايْقَرا ، ألّف الملّا حسين واعظ الكاشفي كتاب روضة الشهداء ، أشار في مقدّمته إلى رواج قراءة المقتل في ذلك الزمان ، وكان مقصوده على أقلّ تقدير رواجه في تلك السنّة في خراسان (هرات ، مرو ، سبزوار ، و ...) .
كذلك في هذا القرن وصل التركمان الشيعة (قراقويونلوها) إلى السلطة ، وتسنّحوا مقاليد الحكومة في مركز وغرب إيران ومناطق من العراق ، واتّخذوا من قم عاصمتهم الشتوية . ۲ وفي وقتها كانت الحكومات المحلّية الشيعية (أمثال : آل فتحان ،

1.رحلة ابن بطوطة : ج ۱ ص ۱۱۶.

2.راجع كتاب : تاريخ تيموريان وتركمانان (بالفارسيّة) : ص ۲۵۷ و ۲۶۲ ، تاريخ مذهبى قم : ص ۱۷۰ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
186

عاشوراء، تدلّ على وجود ثقافة قراءة المقتل والعزاء في عشرة محرّم في عصر المؤلّف ، أي القرن السابع . ۱
وفي النصف الثاني من القرن السابع الهجري استولى المغول على العراق بقيادة هولاكو. وحال بعض العلماء من ذوي الحكمة دون القتل والنهب، وطلبوا من هولاكو أن يعطيهم الأمان ويحافظ عليهم فاستجاب لهم ، وبذلك نجت شيعة جنوب بغداد (مثل الحلّة والكوفة وغيرهما) من الفتنة . ۲ وبسقوط العبّاسيين حصل الشيعة على بعض الحرّيات، ومن جهة اُخرى فقد تشيّع أحد خلفاء هولاكو وهو غازان خان في العقود الأخيرة من هذا القرن وسعى في إعمار كربلاء، وبطبيعة الحال فإنّه يفسح الأرضيّة لإعلان إقامة الشعائر .

القرن الثامن‏

في هذا القرن خطا غازان خان - الذي بدأت حكومتُه في سنة ۶۹۴ ه - بعضَ الخطوات لنشر المذهب الشيعيّ . وتولّى الحكم من بعده أخوه السلطان محمّد خدا

1.في الإقبال : فمن مهمّات يوم عاشوراء عند الأولياء، المشاركة للملائكة والأنبياء والأوصياء في العزاء، لأجل ما ذهب من الحرمات الإلهية ودرس من المقامات النبوية، وما دخل ويدخل على الإسلام بذلك العدوان من الذلّ والهوان، وظهور دولة إبليس وجنوده على دولة اللَّه جلّ جلاله وخواصّ عبيده. فيجلس الإنسان في العزاء لقراءة ما جرى على ذرّية سيّد الأنبياء صلوات اللَّه جلّ جلاله عليه وعليهم، وذكر المصائب التي تجدّدت بسفك دمائهم والإساءة إليهم، ويقرأ كتابنا الذي سمّيناه بكتاب اللهوف على قتلى الطفوف. وإن لم يجده قرأ ما نذكره هاهنا، فإنّنا حيث ذكرنا يوم عاشوراء ووظائفه من الأعمال والأقوال، فيحسن أن نذكر ما جرى فيه من وصف الإقبال والقتال، ونسمّيه «كتاب اللطيف في التصنيف في شرح السعادة بشهادة صاحب المقام الشريف»، فنقول: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن محمّد الطاووس: اللّهمّ إنّنا نقرأ هذا المقتل عليك، ونرفع هذه المظلمة إليك... (الإقبال : ج ۳ ص ۵۶) .

2.جاء في الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المئة السابعة : أمّا أهل الحلّة والكوفة فإنّهم انتزحوا إلى البطائح بأولادهم وما قدروا عليه من أموالهم، وحضر أكابرهم من العلويين والفقهاء مع مجد الدين بن طاووس العلوي إلى حضرة السلطان وسألوه حقن دمائهم، فأجاب سؤالهم وعيّن لهم شحنة، فعادوا إلى بلادهم وأرسلوا إلى من في البطائح من الناس يعرّفونهم ذلك، فحضروا بأهلهم وأموالهم (الحوادث الجامعة : ص ۱۵۹).

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8299
صفحه از 850
پرینت  ارسال به