( ۴ )
مجالس العزاء الهادفة
مع الأخذ بنظر الاعتبار فلسفة إقامة العزاء على سيّد الشهداء، والآفات التي قد تصيبها والتي يجب تجنّبها، فإنّ هذه المجالس لا يمكن أن تقود المشاركين فيها باتّجاه تحقيق هذا الهدف، إلّا إذا توفّرت فيها ثلاث خصوصيّات :
۱ . المحورية الإلهية
إنّ جهاد سيّد الشهداء وجميع الذين استشهدوا في طريق الحقّ والفضيلة على مرّ التاريخ، إنّما هو بهدف التعريف باللَّه تعالى ، وإقرار التوحيد في ظلّ الحكومة الدينية في العالم، وبناءً على ذلك فإنّ من غير الممكن تقديم تحليل صحيح عن نهضة عاشوراء دون المعرفة الدينية الصحيحة ، ولذلك فإنّ المحورية الإلهية وربط القلوب باللَّه والقيم المعنوية يجب أن يكون أساس برامج مجالس العزاء والمحاضرات وقراءة المراثي .
وقد نُقل عن العالم الربّاني آية اللَّه الميرزا جواد الطهراني (رضوان اللَّه عليه) أنّه كان يقول مخاطباً عدداً من الخطباء من رجال الدين :
حاولوا أن لا يُنسى اللَّهُ في مجالس الإمام الحسين عليه السلام!
وهي ملاحظة مهمّة للغاية وتستحقّ الاهتمام والتأمّل، فنسيان اللَّه في مجالس الإمام الحسين عليه السلام هو آفة خطيرة تَحولُ دون تعرّف المشاركين في العزاء على فلسفة هذا العزاء والنهضة الحسينية.
۲ . تقديم الحوادث التأريخيّة الصحيحة عن واقعة عاشوراء و تحليلها موضوعيّاً
إذا لم يتمّ التحليل الموضوعي لنهضة عاشوراء، فإنّه لا يمكن التعرّف على الأهداف