إنَّ مخالِفينا وَضَعوا أخباراً في فَضائِلِنا وجَعَلوها عَلى ثَلاثَةِ أقسامٍ : أحَدُها الغُلُوُّ ، وثانيها التَّقصيرُ في أمرِنا ، وثالِثُها التَّصريحُ بِمَثالِبِ أعدائِنا ، فَإِذا سَمِعَ النّاسُ الغُلُوَّ فينا كَفَّروا شيعَتَنا ونَسَبوهُم إلى القَولِ بِرُبوبِيَّتِنا ، وإذا سَمِعوا التَّقصيرَ اعتَقَدوهُ فينا ، وإذا سَمِعوا مَثالِبَ أعدائِنا بِأَسمائِهِم ثَلَبونا بِأَسمائِنا . ۱
وبنبغي العلم أنّ الذين يُنزلون أهل البيت عليهم السلام منزلة لا تنبغي إلّا للَّه عزّوجلّ في مجالس العزاء، وبدلاً من اتّخاذ اللَّه تعالى مِحوراً لمجلس الإمام الحسين عليه السلام وربط القلوب باللَّه عزّ وجلّ عن طريق أهل البيت عليهم السلام الذين هم أبواباللَّه يدعون الناس إلى «الحسين الإلهي» و«زينب الإلهية»، أو نراهم يعمدون أحياناً إلى الحطّ من قدر الأنبياء من أجل تكريم أهل البيت ، فهؤلاء يخدمون أهداف أعداء أهل البيت سواءً علموا بذلك أم جهلوا ، وسيّد الشهداء عليه السلام بريء منهم . ۲
۵ . الكذب
يعدّ الكذب على اللَّه ورسوله وأهل البيت عليهم السلام من أقبح الكذب وأخطره ، ۳ حيث يعتبر من الكبائر ويؤدّي إلى بطلان الصوم . ۴
إنّ قُرّاء المراثي الحسينيّة الذين ينسبون كلاماً مّا إلى اللَّه أو إلى أهل البيت عليهم السلام دون الاستناد إلى حجّة شرعية، لا يعدّون من خدام الإمام الحسين عليه السلام وذاكريه فحسب ، بل عليهم أن يعلموا بأنّ عملهم كبيرة من الكبائر.
ومن الصعب على الكثير من الناس أن يصدّقوا هذه الحقيقة ، وهي أنّ بعض قرّاء
1.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۳۰۴ ح ۶۳ ، بشارة المصطفى : ص ۲۲۱ كلاهما عن إبراهيم بن أبي محمود ، بحار الأنوار : ج ۲۶ ص ۲۳۹ ح ۱ .
2.لمزيد من الاطّلاع على خطر الغلوّ بشأن أهل البيت عليهم السلام راجع: كتاب أهل البيت عليهم السلام في الكتاب والسنّة : (القسم الثالث عشر : الغلوّ في أهل البيت عليهم السلام) و جامعهشناسي تحريفات عاشوراء (بالفارسيّة).
3.راجع : كتاب اللؤلؤ والمرجان «المقام الرابع» للتعرّف على أقسام الكذب.
4.راجع : الكافي : ج ۲ ص ۳۴۰ ح ۹ .