باعتباره مصباح الهدى وسفينة النجاة .
وهكذا فإنّ الاستغلال الصحيح للقابليّات الثقافية لتاريخ عاشوراء ، ليس بإمكانه أن ينقذ العالم الإسلامي فحسب ، بل هو كفيل بأن ينقذ العالم كلّه من الطريق الثقافي والسياسي والاجتماعي المسدود الذي ابتلي به اليوم .
وهذا هو السرّ في كلّ هذا التأكيد من قبل أهل البيت عليهم السلام على إحياء ذكرى عاشوراء ، والتوجّه إلى كربلاء وزيارة سيّد الشهداء .
ضرورة إعادة النظر في تاريخ عاشوراء
إنّ القابلية الثقافية الواسعة لتاريخ عاشوراء ومكانتها الخاصّة في العالم الإسلامي وخاصّة عند أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، يستوجبان أن يخضع موضوع النهضة الحسينيّة للبحث والدراسة الدقيقة في أوساط الحوزات العلمية والجامعات ومن قبل أكفأ العلماء والخبراء، باعتباره أحد أهمّ قضايا المذهب الشيعي ، وعلى النُّخب المحيطة بمعارف الكتاب والسنّة وتاريخ أهل البيت تبيين وتفسير الأبعاد المختلفة والمعبّرة عن هذه الملحمة المفعمة بالهداية والسعادة ، وذلك من خلال جمع الروايات التاريخيّة ، وتقييمها وتحليلها .
ولكن يجب القول - وبكلّ أسف - : إنّ عدم الاهتمام المناسب من قبل الحوزات العلميّة والشخصيّات العلميّة البارزة بهذه القضية البالغة الأهمّية من جهة ، وارتباط إقامة مجالس العزاء على سيّد الشهداء بتأمين أسباب العيش لعدد من منشدي المراثي من جهة اُخرى ، أدّيا إلى أن تَحلّ إثارة عواطف الناس في الكثير من مجالس العزاء محلَّ بيان الأهداف السامية للنهضة الحسينيّة ، وبذلك لم تشِع الروايات الضعيفة والفاقدة للأساس والتي يقوى فيها الجانب العاطفي - وإن كانت منافية لشأن أهل البيت ومنزلتهم - فحسب ، بل - كما يقول الاُستاذ الشهيد المطهري - : إنّه ومن خلال الاستدلال بأنّ «الغاية تبرّر الوسيلة» على قاعدة