125
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

الوعي وإحياء الإسلام الأصيل.
والآخر: أن يتمّ التأكيد على جرائم أتباع يزيد والظالمين في هذه الحادثة بدلاً من التركيز على البُعد الملحمي والحماسي لها .
وهذا لا يعني أنّ غفران الذنوب والتزكية الروحية ليسا من نتائج إقامة شعائر العزاء، أو أنّه لا ينبغي التطرّق إلى جرائم الظالمين، بل إنّ المراد هو تجنّب النظرة التجزيئية ۱ .
لو اقتصرت فلسفة إقامة العزاء على سيّد الشهداء على تطهير المذنبين من الذنوب، بدلاً من محو الجهل وإحياء القيم الإسلامية، فهذا تحريف لهدف شهادة الإمام وإقامة العزاء عليه، و سنُبتلى‏ بنفس التحريف الذي حدث في الديانة المسيحية فيما يتعلّق بالسيّد المسيح .
يقول الاُستاذ الشهيد المطهّري في هذا المجال:
أنا لا أعلم من هو المجرم أو المجرمون الذين أنزلوا الجريمة على الحسين بن عليّ بشكل آخر ، وذلك بأن حرّفوا هدف الحسين بن عليّ ، وهي نفس الأباطيل التي قالها المسيحيّون بشأن المسيح، فقد قيل حول الحسين : إنّه قُتل كي يتحمّل أعباء ذنوب الاُمّة ، فلقد قُتل الحسين كي نرتكب الذنوب مرتاحي البال، قُتل الحسين لقلّة المذنبين آنذاك، فليزدادوا إذن! . ۲
ومن جهة اُخرى فإنّنا إذا نظرنا إلى حادثة عاشوراء نظرة عامّة وموضوعية، فإنّنا سنرى أنّها تشتمل على بعدين: أحدهما الجريمة والمظلومية ، والآخر الملحمة والعزّة والعظمة. ولذلك لايمكننا تحليل هذا الحدث وتبيينه بشكل صحيح إلّا إذا نظرنا إليهما وقدّمناهما إلى جانب بعضهما البعض، وإلّا فإنّ المخاطَب سوف لا يُدرك بشكل

1.جدير بالذكر أنّ النظرة التجزيئية لأصل ثورة سيّد الشهداء له تبعات غير محمودة ، لمزيد الاطّلاع راجع : ص ۶۱ (الفصل الثاني : أهداف ثورة الإمام الحسين عليه السلام) .

2.حماسه حسيني (بالفارسيّة) : ج ۱ ص ۱۲۷.


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
124

( ۳ )

آفات إقامة العزاء على سيّد الشهداء عليه السلام‏

تشكّلُ معرفةُ الآفات التي تهدّد الهدف الأساسيّ لإقامة العزاء على سيّد الشهداء وفلسفتها، أهمّ خطوة في طريق تحقيق الأهداف القيّمة لهذا البرنامج البنّاء الذي وضعه أهلُ البيت عليهم السلام .
والآن يجب أن نعرف كيف يتمّ تحريف ثقافة عاشوراء الأصيلة بواسطة الأعداء الملتفتين والأصدقاء الغافلين؟ وما هي الآفات التي تهدّد مجالس عزاء سيّد الشهداء؟
الجواب الإجمالي على هذا السؤال هو أنّ كلّ ما يتناقض مع فلسفة إقامة العزاء - أي : اجتثاث الجهل من المجتمع الإسلامي - وكذلك مع خصوصيّات مجالس العزاء الهادف - أي : المحورية الإلهية، وتقديم تحليل موضوعي عن حادثة عاشوراء والاستغلال الصحيح لعواطف الناس إزاء أهل البيت عليهم السلام - فهو يمثّل آفةً لمجالس إقامة العزاء لسيّد الشهداء. ولإيضاح هذا الاجمال سنُشير فيما يلي إلى أهمّ هذه الآفات :

۱ . تحريف الهدف من إقامة العزاء

يعدّ تحريف هدف إقامة العزاء على سيّد الشهداء أهمّ آفاتها. وقد أشرنا فيما سبق إلى أنّ فلسفة إقامة العزاء على الإمام الحسين هي نفسها فلسفة شهادته عليه السلام، وبناءً على ذلك فإنّ تحريف الهدف من إقامة العزاء عليه، هو تحريف للهدف من شهادة سيّد الشهداء عليه السلام أيضاً .
ويمكن أن يتجلّى هذا التحريف في شكلين :
أحدهما: أن يقتصر الهدف على غفران الذنوب والتزكية الروحية بدلاً من نشر

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8180
صفحه از 850
پرینت  ارسال به