( ۳ )
آفات إقامة العزاء على سيّد الشهداء عليه السلام
تشكّلُ معرفةُ الآفات التي تهدّد الهدف الأساسيّ لإقامة العزاء على سيّد الشهداء وفلسفتها، أهمّ خطوة في طريق تحقيق الأهداف القيّمة لهذا البرنامج البنّاء الذي وضعه أهلُ البيت عليهم السلام .
والآن يجب أن نعرف كيف يتمّ تحريف ثقافة عاشوراء الأصيلة بواسطة الأعداء الملتفتين والأصدقاء الغافلين؟ وما هي الآفات التي تهدّد مجالس عزاء سيّد الشهداء؟
الجواب الإجمالي على هذا السؤال هو أنّ كلّ ما يتناقض مع فلسفة إقامة العزاء - أي : اجتثاث الجهل من المجتمع الإسلامي - وكذلك مع خصوصيّات مجالس العزاء الهادف - أي : المحورية الإلهية، وتقديم تحليل موضوعي عن حادثة عاشوراء والاستغلال الصحيح لعواطف الناس إزاء أهل البيت عليهم السلام - فهو يمثّل آفةً لمجالس إقامة العزاء لسيّد الشهداء. ولإيضاح هذا الاجمال سنُشير فيما يلي إلى أهمّ هذه الآفات :
۱ . تحريف الهدف من إقامة العزاء
يعدّ تحريف هدف إقامة العزاء على سيّد الشهداء أهمّ آفاتها. وقد أشرنا فيما سبق إلى أنّ فلسفة إقامة العزاء على الإمام الحسين هي نفسها فلسفة شهادته عليه السلام، وبناءً على ذلك فإنّ تحريف الهدف من إقامة العزاء عليه، هو تحريف للهدف من شهادة سيّد الشهداء عليه السلام أيضاً .
ويمكن أن يتجلّى هذا التحريف في شكلين :
أحدهما: أن يقتصر الهدف على غفران الذنوب والتزكية الروحية بدلاً من نشر