بني هاشم. ۱
وهذا السلوك يُحتمل بسبب كلام النبيّ صلى اللَّه عليه وآله الذي قاله لأسماء أثناء شهادة جعفر بن أبي طالب ۲ ، وإنّه كان لباس الحزن منذ العصور السابقة أيضاً، ولهذا اختار أبو مسلم في بداية ثورته اللباس الأسود؛ بهدف الاستغلال الإعلامي ضدّ دولة بني اُميّة، بحيث عُرِفوا فيالتارخ بالمسوّدة، حيث كانوا يقولون:
هذا السواد حدادُ آلِ محمّد ، وشهداء كربلاء وزيدٍ ، ويحيى . ۳
وتعدّ الملابس السوداء في عصرنا الحاضر أيضاً علامة العزاء قسم من المناطق الشيعيّة . ۴
۴. التأكيد على إحياء ذكر سيّد الشهداء عليه السلام
تؤكّد روايات كثيرة على مواصلة ذكر سيّد الشهداء، فقد جاء في روايةٍ عن الإمام الصادق عليه السلام :
قُلْ : «صَلَّى اللَّهُ عَلَيكَ يا أبا عَبدِ اللَّهِ» تُعيدُ ذلِكَ ثَلاثَاً ، فَإنَّ السَّلامَ يَصِلُ إلَيهِ مِن قَريبٍ ومِن بَعيدٍ . ۵
كما أوصي بذكره عليه السلام عند شرب الماء . ۶
ونظراً لحاجة الإنسان المتكرّرة يومياً إلى شرب الماء، فإنّ الوصيّة بالسلام عليه
1.راجع : ج ۲ ص ۷۵۱ (الفصل الأوّل / أوّل من لبس السواد في مأتم الحسين عليه السلام) .
2.نُقل عن أسماء بنت عميس أنّه لمّا قُتل جعفر بن أبي طالب ، أمرها النبي صلى اللَّه عليه وآله بالتسلّب ، فقال : «تسلّبي ثلاثاً» أي البسي السواد ثلاثة أيّام (راجع : فتح الباري : ج۹ ص۴۲۹ ، لسان العرب : ج۱ ص۴۷۲ «سلب») طبعاً «تسلَّب» قد جاءت بمعنى آخر (راجع : ج ۲ ص ۷۶۷ ح ۱۹۹۴) .
3.المناقب لابن شهر آشوب : ج ۳ ص ۳۰۰ .
4.راجع : ج ۲ ص ۷۶۷ (الهامش الرقم ۲) .
5.راجع : ج ۲ ص ۷۵۴ ح ۱۹۷۱ .
6.راجع : ج ۲ ص ۷۵۴ (القسم الثامن / الفصل الثاني / ذكر مصائبه عند شرب الماء) .