121
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

ولعن قاتليه عند شرب الماء، تعني أنّ على أتباع أهل البيت عليهم السلام ألّا ينسوا حادثة كربلاء أبداً ، وأن يُخلّدوا في التاريخ ذكرى‏ مقارعة الظلم والظالم ، والشهادة الأليمة للسلالة الطاهرة لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله في هذا الطريق.

۵. التأكيد على استمرار إقامة العزاء

إنّ إمعان النظر في حثّ أهل البيت عليهم السلام على إقامة مجالس العزاء على شهداء كربلاء ۱ وإحياء ذكرى عاشوراء ۲ ، وتشجيعهم على إنشاد الشعر ۳ حول هذه المصيبة الكبرى في التاريخ الإسلامي، والبشارة بالثواب العظيم على الإبكاء والبكاء لهذه المصيبة الكبرى ، ۴ والتأكيد على أهمّية العزاء في العشرة الاُولى من محرّم ۵
وخاصّةً في يوم عاشوراء ۶ ، كلّ ذلك يدلّ بوضوح على حقيقة ، وهي: أنّ إقامة العزاء على سيّد الشهداء وأصحابه، يهدف إلى تحقيق هدف عظيم، وما لم يتحقّق ذلك الهدف فلابدّ أن تستمرّ سنّة إقامة العزاء بين أتباع أهل البيت .
وبناءً على ذلك فإنّ الموضوع المهمّ هو الكشف عن هدف استمرار إقامة العزاء لسيّد الشهداء وحكمته وضرورته.

1.راجع : ج ۲ ص ۷۳۱ (الفصل الأوّل / الحثّ على إقامة المأتم للحسين عليه السلام) وص ۷۶۴ (الفصل الثالث / إقامة العزاء في الدار) .

2.راجع : ج ۲ ص ۷۵۳ (الفصل الثاني / الحثّ على ذكر مصائبه) .

3.راجع : ج ۲ ص ۷۵۷ (الفصل الثاني / ذكر مصائبه عند الإمام الصادق عليه السلام) وموسوعة الإمام الحسين عليه السلام : ج ۶ ص ۲۰۷ (الفصل الرابع / فضل إنشاد الشعر في مصيبتهم) .

4.راجع : ج ۲ ص ۷۸۰ (الفصل الرابع / ثواب البكاء عليهم) .

5.راجع : ج ۲ ص ۷۳۳ (الفصل الأوّل / إقامة المأتم في العشر الأوّل من محرّم) .

6.راجع : ج ۲ ص ۷۶۱ (الفصل الثالث / عظمة مصيبة عاشوراء) .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
120

بني هاشم. ۱
وهذا السلوك يُحتمل بسبب كلام النبيّ صلى اللَّه عليه وآله الذي قاله لأسماء أثناء شهادة جعفر بن أبي طالب ۲ ، وإنّه كان لباس الحزن منذ العصور السابقة أيضاً، ولهذا اختار أبو مسلم في بداية ثورته اللباس الأسود؛ بهدف الاستغلال الإعلامي ضدّ دولة بني اُميّة، بحيث عُرِفوا في‏التارخ بالمسوّدة، حيث كانوا يقولون:
هذا السواد حدادُ آلِ محمّد ، وشهداء كربلاء وزيدٍ ، ويحيى‏ . ۳
وتعدّ الملابس السوداء في عصرنا الحاضر أيضاً علامة العزاء قسم من المناطق الشيعيّة . ۴

۴. التأكيد على إحياء ذكر سيّد الشهداء عليه السلام‏

تؤكّد روايات كثيرة على مواصلة ذكر سيّد الشهداء، فقد جاء في روايةٍ عن الإمام الصادق عليه السلام :
قُلْ : «صَلَّى اللَّهُ عَلَيكَ يا أبا عَبدِ اللَّهِ» تُعيدُ ذلِكَ ثَلاثَاً ، فَإنَّ السَّلامَ يَصِلُ إلَيهِ مِن قَريبٍ ومِن بَعيدٍ . ۵
كما أوصي بذكره عليه السلام عند شرب الماء . ۶
ونظراً لحاجة الإنسان المتكرّرة يومياً إلى شرب الماء، فإنّ الوصيّة بالسلام عليه

1.راجع : ج ۲ ص ۷۵۱ (الفصل الأوّل / أوّل من لبس السواد في مأتم الحسين عليه السلام) .

2.نُقل عن أسماء بنت عميس أنّه لمّا قُتل جعفر بن أبي طالب ، أمرها النبي صلى اللَّه عليه وآله بالتسلّب ، فقال : «تسلّبي ثلاثاً» أي البسي السواد ثلاثة أيّام (راجع : فتح الباري : ج‏۹ ص‏۴۲۹ ، لسان العرب : ج‏۱ ص‏۴۷۲ «سلب») طبعاً «تسلَّب» قد جاءت بمعنى آخر (راجع : ج ۲ ص ۷۶۷ ح ۱۹۹۴) .

3.المناقب لابن شهر آشوب : ج ۳ ص ۳۰۰ .

4.راجع : ج ۲ ص ۷۶۷ (الهامش الرقم ۲) .

5.راجع : ج ۲ ص ۷۵۴ ح ۱۹۷۱ .

6.راجع : ج ۲ ص ۷۵۴ (القسم الثامن / الفصل الثاني / ذكر مصائبه عند شرب الماء) .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8482
صفحه از 850
پرینت  ارسال به