أوّلاً : الكسب والعمل
كان عمل الناس يتمثّل عادةً في ذلك الوقت في الزراعة والصناعة والتجارة ، أو الأعمال الحكومية ، مثل : الخدمة في الشرطة .
ومع الأخذ بنظر الاعتبار ارتباط أهالي الكوفة الوثيق بعطاء الحكومة ، يبدو أنّهم لم يكونوا يعملون إلّا قليلاً ، حتّى قيل : إنّ الموالي هم الذين كانوا يتولّون معظم الحرف في الكوفة ، بل إنّ العرب لايرون أنّ العمل في الحرف والصناعات لائقاً بشأنهم . ۱
ثانياً : العطاءات والأرزاق
كان العطاء عبارة عن مبالغ نقديّة كانت تُدفع من جانب الحكومة دفعة واحدة عدّة مرّات سنوياً إلى الأفراد المقاتلين في هذه المدينة ، كما كانت تُدفع إليهم الأرزاق التي كانت عبارة عن المساعدات العينية ؛ مثل : التمر والقمح والشعير والزيت وغير ذلك ، شهريّاً ودون مقابل .
والذي أسّس نظام العطاءات والأرزاق هو عمر بن الخطّاب ، وذلك أنّه كان يعيّن للجند حقوقاً سنويّة من أجل الحيلولة دون انشغال الجنود في أعمال اُخرى ، وكانت مقادير العطاءات والأرزاق تحكمها معايير خاصّة ؛ كأن يكون الفرد صحابياً ، أو بلحاظ عدد مرّات اشتراكه في الحروب ، وما إلى ذلك . ويتمّ تأمين هذه الحقوق السنوية بشكل رئيس من الفتوح وخراج الأراضي المفتوحة حديثاً ۲ . وتقسّم على الأشخاص ، بمبالغ تتراوح بين ۳۰۰ إلى ۲۰۰۰ درهم في السنة ، ويطلق على حدّها الأقصى اسم «شرف العطاء» ، وكان يدفع إلى الأشخاص البارزين الذين يتمتّعون بصفات بارزة مثل الشجاعة المتميّزة والجرأة . ۳
1.الحياة الاجتماعية والاقتصادية في الكوفة في القرن الأوّل الهجري : ص ۸۲ .
2.تاريخ الطبري : ج ۳ ص ۶۱۳ ، فتوح البلدان : ص ۴۳۵ وما بعدها .
3.الحياة الاجتماعية والاقتصادية في الكوفة في القرن الأوّل الهجري : ص ۲۴۰ ، تنظيمات الجيش العربي الإسلامي : ص ۹۸ ، فتوح البلدان : ص ۴۴۲ وراجع : تاريخ دمشق : ج ۵۹ ص ۲۰۴ .