879
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

أنّها لم تُروَ في المصادر القديمة ؛ مثل : كامل الزيارات ومصباح المتهجّد .
۲ . نظراً إلى أنّ الشيخ الطوسي أحد الرواة المذكورين في سلسلة سند هذه الرواية، فإنّ هناك سؤالاً يطرح نفسه ، وهو : لماذا لم يذكر الشيخ الطوسي هذه الزيارة في مصباح المتهجّد ؟
۳ . لو فرضنا أنّ سند هذه الرواية معتبرٌ حتّى عند الشيخ الطوسي، إلّا أن الذي يبدو في النظر هو أنّ هذا السند قد وقع فيه سقط بعد الشيخ الطوسي ؛ ذلك لأنّ الفترة الزمنية الطويلة بين عهد الشيخ الطوسي (۳۸۵ - ۴۶۰ ه . ق) حتّى زمان صدور الرواية (سنة ۲۵۲ ه . ق) ، ليس فيه إلّا واسطتان ، وهو ما لا يمكن عادة .
۴ . زمان صدور الزيارة المذكورة هو عام (۲۵۲ ه . ق) ؛ أي عهد إمامة الإمام الهادي عليه السلام وقبل ولادة الإمام الحجّة عليه السلام ، وبناءً على ذلك فإنّ المراد من «الناحية المقدّسة» ليس هو الإمام المهدي عليه السلام ، بل الإمام الهادي عليه السلام .
وإذا ما أخذنا الملاحظات المذكورة بنظر الاعتبار، توصّلنا إلى أنّ هذه الزيارة لا تتمتّع هي الاُخرى بسندٍ معتبر ، لكن يجب الالتفات إلى أنّ عدم اعتبار السند لا يعني انتحال الرواية ، بل يعني أنّنا لا نستطيع أن ننسب الرواية إلى أهل البيت عليهم السلام بشكل مباشر وصريح ، بل ينبغي في مثل هذه الحالات الاستناد إلى مثل هذا النصّ من خلال الاستناد للمصدر الذي رواه .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
878

۱ . قد يكون مراد ابن المشهدي من العبارة المذكورة توثيق مشايخه الذين يروي عنهم بلا واسطة ، وبناءً على ذلك فإنّه يريد أن يقول : إنّ الذين نقلوا له الروايات أو كتبوها في كتبهم موثوقٌ بهم ، لا أنّه يرى وثاقة جميع المذكورين في سلسلة أسناد روايات كتاب المزار الكبير .
۲ . عندما يكون بعض رواة كتابٍ قيّم مثل الكافي من غير الثقات رغم دقّة مؤلّفه الفائقة ، فإنّ من المستبعد أن يدّعي المؤلّف أنّ جميع رواة كتابه موثوقٌ بهم .
۳ . لو فرضنا أنّ مفاد العبارات المذكورة هو توثيقُ ابن المشهدي لجميع رواة كتاب المزار الكبير، لكن بما أنّه من المتأخّرين، فإنّ توثيقه يقوم على أساس الحدس ولا يتمتّع بالاعتبار اللّازم .
وعلى هذا الأساس، فعلى الرغم من أنّ توثيق مشايخ ابن المشهدي يؤدّي إلى الاعتبار النسبي لروايات كتابه، إلّا أنّ هذا الاعتبار لا يبلغ حدّاً بحيث يمكن نسبة الزيارة المذكورة بشكلٍ مباشر إلى صاحب الزمان باطمئنان ، ولذا نوصي الذين يروون زيارة الناحية المقدّسة أن لا ينسبوها إليه عليه السلام مباشرةً ، بل ينقلوها عن كتاب المزار الكبير عن الناحية المقدّسة .
وممّا يجدر ذكره أنّ هناك ملاحظات اُخرى‏ حول كتاب ابن المشهدي لا مجال للتطرّق إليها في هذه العجالة .

تقييم الزيارة الثانية (المعروفة بزيارة الشهداء)

هذه الزيارة تُنسب إلى الناحية المقدّسة أيضاً، إلّا أنّها تُعرف ب «زيارة الشهداء» . وفي هذا المجال توجد بعض الملاحظات التي تسترعي الاهتمام :
۱ . وردت هذه الزيارة في كلٍّ من كتاب الإقبال ۱ والمزار الكبير ۲ ومصباح الزائر ۳ . إلّا

1.راجع: الإقبال: ج ۳ ص ۷۳.

2.راجع: المزار الكبير: ص ۴۸۵.

3.راجع: مصباح الزائر: ص ۲۷۸.

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9952
صفحه از 952
پرینت  ارسال به