۲۱۴۷.ديوان الجواهري [مِن قَصيدَةٍ عَصماءَ لمحمّد مهدي الجَواهِرِيِّ يَرثي بِها سَيِّدَ الشُّهداءِ عليه السلام] ۱ :
فِداءً لِمَثواكَ مِن مَضجَعِتَنَوَّرَ بِالأَبلَجِ ۲ الأَروَعِ
بِأَعبقَ مِن نَفحاتِ الجنانِ روحَاً ۳ ، ومِن مِسكِها أضوَعِ ۴
ورَعياً لِيَومِكَ يَومِ «الطُّفوفِ» ۵وسَقيَاً لِأَرضِكَ مِن مَصرَعِ...
ويا عِظَةَ الطّامِحينَ العِظامِللِاهينَ عَن غَدِهِم قُنَّعِ
تَعالَيت مِن مُفزِعِ لِلحُتوفِ ۶وبورِكَ قَبرُكَ مِن مَفزَعِ
تَلوذُ الدُّهورُ فَمِن سُجَّدٍعَلى جانِبَيهِ، ومِن رُكَّعِ
شَمَمتُ ثَراكَ فَهَبَّ النَّسيمُنَسِيمُ الكَرامَةِ مِن بَلقَعِ ۷
وعَفَّرتُ خَدّي بِحَيثُ استَراحَ خَدٌّ تَفَرَّى ولَم يَضرَعِ
وحَيثُ سَنابِكُ خَيلِ الطُّغَاةِ جالَت عَلَيه ولَم يَخشَعِ
وَخِلتُ وقَد طارَتِ الذِّكرَياتُبِروحي إلى عَالَمٍ أرفَعِ
وطُفتُ بِقَبرِكَ طوفَ الخَيالِبِصَومَعَةِ المُلهَمِ المُبدِعِ
كَأَنَّ يَداً مِن وَراءِ الضَّري-حِ حَمراَءَ « مَبتورَةَ الإِصبَعِ »
تَمُدُّ إلى عالَمٍ بِالخُنوعِ وَالضَّيمِ ذي شَرَقٍ ۸ مُترَعِ...
فَيَابنَ « البَتولِ» وحَسبي بِهاضَماناً عَلى كُلِّ ما أدَّعي
ويَابنَ الَّتي لَم يَضَع مِثلُهاكَمِثلِكِ حَملاً ولَم تُرضِعِ
ويَابنَ البَطينِ بِلا بِطنَةٍويَابنَ الفَتى الحاسِرِ ۹ الأنزَعِ ۱۰
تَمَثَّلتُ يَومَكَ في خاطِريورَدَّدتُ صَوتَكَ في مَسمَعي
وَمَحَّصتُ أمرَكَ لَم أرتهببِنَقلِ « الرُّواةِ » ولَم اُخدَعِ
وقُلتُ : لَعَلَّ دَوِيَّ السِّنينَبِأَصداءِ حادِثِكَ المُفجِعِ
وما رَتَّلَ المُخلِصونَ الدُّعاةُمِن « مُرسِلينَ » ومِن « سُجَّعِ »
ومِن « ناثِراتٍ » عَلَيك المَساءَوَالصُّبحَ بِالشَّعرِ وَالأَدمُعِ ۱۱
1.ألقاها الشاعر في حفلٍ أُقيم في كربلاء يوم ۲۶ / ۱۱ / ۱۹۴۷ لذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام المصادف ل ۱۳ / محرّم / ۱۳۶۷ ه ق .
وقد كُتب خمسة عشر بيتاً من هذا القصيدة بالذهب على الباب الرئيسي الذي يؤدّي إلى الرواق الحسيني .
وقد أوردنا هذه القصيدة في مراثي القرن الخامس عشر باعتبار وفاة الشاعر ، وإلّا فإنّ من حقّها أن تُذكر في مراثي القرن الرابع عشر .
2.الأبلجُ : المُشرقُ المضيء ( مجمع البحرين : ج ۱ ص ۱۸۱ « بلج » ) .
3.رَوحاً : أي نسيم الريح ( النهاية : ج ۲ ص ۲۷۲ « روح » ) .
4.ضاعَ المِسكُ يضوعُ : فاحت رائحته وانتشرت ( مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۰۸۸ « ضوع » ) .
5.الطفوفُ : جمع طفّ وهو ساحل البحر وجانب البرّ ، ومنه حديث مقتل الحسين عليه السلام : إنّه يُقتل بالطفّ ، سمّي به لأنّه طرف البرّ ممّا يلي الفرات ، وكانت تجري يومئذٍ قريباً منه ( النهاية : ج ۳ ص ۱۲۹ « طفف » ) .
6.الحَتفُ : الموت والجمع الحُتوف ( مجمع البحرين : ج ۱ ص ۳۵۸ « حتف » ) .
7.البَلقعُ : هي الأرض القفر التي لا شيء بها ( النهاية : ج ۱ ص ۱۵۳ « بلقع » ) .
8.الشَرَقُ : الغُصَّةُ ( مجمع البحرين : ج ۲ ص ۹۴۶ « شرق » ) .
9.الحاسِرُ : الذي لا درع عليه ولا مغفر ( النهاية : ج ۱ ص ۳۸۳ « حسر» ) .
10.الأنزعُ : الذي ينحسر شعر مقدّم رأسه ، والأنزع : المملوء البطن من العلم والإيمان ( النهاية : ج ۵ ص ۴۲ « نزع » ) .
11.ديوان الجواهري : ج ۴ ص ۲۳۳ .