821
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

۴ / ۲۴

بكاء أعداء الإمام عليه السلام وخاذلِيه‏

تدلّ الروايات التالية على أنّ فاجعة عاشوراء والمصائب التي حلّت بأهل بيت سيّد الشهداء عليه السلام، كانت أليمة ومثيرة للأحزان إلى درجة بحيث إنّها لم تؤثّر على محبّي أهل بيت الرسالة فحسب، بل أثّرت حتّى على ألدّ أعدائهم رغم ما كانوا عليه من القساوة في ذروتها ، وكذلك الذين سبّبوا هذه الفاجعة بخذلهم الإمام عليه السلام؛ إذ لم يتمكّنوا من الامتناع عن البكاء عند رؤية المشاهد الفجيعة للحوادث المذكورة .
لكنّ بكاء قساة القلوب أمثال يزيد يمكن أن يكون له هدفٌ سياسي ؛ إذ إنّه وبعد ظهور الحقيقة أراد أن يخدع الرأي العام ويلقي اللوم على الآخرين، فتظاهر بالبكاء. وعلى هذا الأساس فإنّ أمثال هذا البكاء لايندرج تحت هذا الفصل .
وأمّا ذِكرنا لها في آخر هذا الفصل فهو لبيان عظمة مصائب الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته والتي أبكت حتّى أعداءهم .

أ - بُكاءُ يَزيدُ

۲۰۹۵.الإمامة والسياسة - في ذكرِ ما جَرى‏ عَلى‏ أهلِ البَيتِ في مَجلِسِ يَزيدَ - : فقالت فاطِمَةُ بِنتُ الحُسَينِ عليه السلام : يا يَزيدُ ! بَناتُ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله [سَبايا!] ۱ قالَ : فَبَكى‏ يَزيدُ حَتّى‏ كادَت نَفسُهُ تَفيضُ ، وبَكى‏ أهلُ الشّامِ حَتّى‏ عَلَت أصواتُهُم. ۲

۲۰۹۶.مثير الأحزان : قالَت فاطِمَةُ بِنتُ الحُسَينِ عليه السلام : يا يَزيدُ ، بَناتُ رَسولِ اللَّهِ سَبايا ، فَبَكَى النّاسُ، وبَكى‏ أهلُ دارِهِ حَتّى‏ عَلَتِ الأَصواتُ. ۳

۲۰۹۷.المعجم الكبير عن مُحَمَّد بن الحسن المخزومي : لَمّا اُدخِلَ ثَقَلُ الحُسَينِ بنُ عَلِيٍّ عليهما السلام عَلى‏ يَزيدَ بنِ

1.ما بين المعقوفين سقط من المصدر ، وأثبتناه من المحن .

2.الإمامة والسياسة : ج ۲ ص ۱۳ ، المحن : ص ۱۴۹ .

3.مثير الأحزان : ص ۹۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۳۲ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
820

كلام في السرور والحزن في غير الإنسان‏

استناداً للنقول الكثيرة والمتواترة الشيعيّة والسنّية، وكما مرّ في فصل «ما ظهر من الآيات» بشأن القضايا التي حدثت بعد شهادة الإمام عليه السلام ، فإنّ قضية استشهاد الإمام تركت أثرها في عالم التكوين ، ولا ريب في أنّه لا يوجد دليل عقليّ ينفي وقوع الاُمور الخارقة للعادة في نظام الطبيعة مع وقوعها خارجاً .
ومن الواضح فإنّ التعبير ببكاء المخلوقات والجمادات وحزنها لايعني بكاءً كبكاء البشر، بل يمكن أن يكون نوعاً من التأثير التكويني .
وينبغي أن نضيف هذه الملاحظة أيضاً بشأن الحيوانات وهي إنّه استناداً للكتاب والسنّة ، فإنّ الحيوانات تتمتّع بإدراكات خاصّة، وخير دليلٍ على ذلك قصّتا الهدهد والنملة اللتان إن دلّتا على شي‏ء فإنّما تدلّان على الإدراكات العميقة للحيوانات. وبناءً على ذلك، فإنّ إدراك الحيوانات وتأثّرها بالنسبة لقضيّة عاشوراء العظيمة هو أمر ممكن .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9899
صفحه از 952
پرینت  ارسال به