شَيخٌ كَبيرٌ - فَلَمّا رَآهُ يَضرِبُ بِالقَضيبِ ثَناياهُ قالَ لَهُ :
اِرفَع قَضيبَكَ عَن هاتَينِ الشَّفَتَينِ ، فَوَاللَّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا غَيرُهُ ، لَقَد رَأَيتُ شَفَتَي رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله عَلَيهِما ما لا اُحصيهِ كَثرَةً يُقَبِّلُهُما ۱ ، ثُمَّ انتَحَبَ باكِياً .
فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : أبكَى اللَّهُ عَينَيكَ ، أتَبكي لِفَتحِ اللَّهِ ؟ وَاللَّهِ ، لَولا أنَّكَ شَيخٌ قَد خَرِفتَ وذَهَبَ عَقلُكَ لَضَرَبتُ عُنُقَكَ ، فَنَهَضَ زَيدُ بنُ أرقَمَ مِن بَينِ يَدَيهِ ، وصارَ إلى مَنزِلِهِ . ۲
۲۰۷۸.سير أعلام النبلاء عن زيد بن أرقم : كُنتُ عِندَ عُبَيدِ اللَّهِ ، فَاُتِيَ بِرَأسِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَأَخَذَ قَضيباً ، فَجَعَلَ يَفتُرُ بِهِ عَن شَفَتَيهِ ، فَلَم أرَ ثَغراً كانَ أحسَنَ مِنهُ ، كَأَنَّهُ الدُّرُّ ، فَلَم أملِك أن رَفَعتُ صَوتي بِالبُكاءِ . فَقالَ : ما يُبكيكَ أيُّهَا الشَّيخُ؟
قُلتُ : يُبكيني ما رَأَيتُ مِن رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، رَأَيتُهُ يَمَصُّ مَوضِعَ هذَا القَضيبِ ، ويَلثِمُهُ ، ويَقولُ : اللَّهُمَّ إنّي اُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ . ۳
راجع : ص ۳۶۶ (القسم السادس / الفصل الرابع / رأس الإمام عليه السلام في مجلس ابن زياد) .
۴ / ۱۸ - ۴
النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ ۴
۲۰۷۹.لباب الأنساب : لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ عليه السلام حَمَلوا أولادَهُ وعَشيرَتَهُ إلى يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، فَلَمّا رَآهُم يَزيدُ قالَ : . . . يا أهلَ الشّامِ ، ما تَرَونَ في هؤُلاءِ؟
فَقامَ النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ صاحِبُ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وقالَ : اِفعَل ما كانَ رَسولُ اللَّهِ يَفعَلُ بِهِم ،
1.في المصدر: «تقبّلهما»، والتصويب من بحار الأنوار.
2.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۱۴ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۱۶ .
3.سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۱۵ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۳۶ ح ۳۵۴۵ ، الأخبار الطوال : ص ۲۵۹ كلاهما نحوه .
4.راجع : ج ۱ ص ۳۹۲ هامش ۱ .