805
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

يُكَرِّرُ ذلِكَ ويَبكي حَتّى‏ يُبَلَّ طَعامُهُ مِن دُموعِهِ ، ويَمتَزِجَ شَرابُهُ مِنها ، فَلَم يَزَل كَذلِكَ حَتّى‏ لَحِقَ بِاللَّهِ عَزَّ وجَلَّ. ۱

۲۰۵۳.تهذيب الكمال عن أبي حمزة مُحَمَّد بن يعقوب بن سَوّار عن جعفر بن مُحَمَّد [الصادق‏] عليه السلام : سُئِلَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهما السلام عَن كَثرَةِ بُكائِهِ ، فَقالَ : لا تَلوموني ، فَإِنَّ يَعقوبَ عليه السلام فَقَدَ سِبطاً مِن وُلدِهِ ، فَبَكى‏ حَتَّى ابيَضَّت عَيناهُ ولَم يَعلَم أنَّهُ ماتَ ، ونَظَرتُ أنَا إلى‏ أربَعَةَ عَشَرَ رَجُلاً مِن أهلِ بَيتي ذُبِحوا في غَداةٍ واحِدَةٍ ، فَتَرَونَ حُزنَهُم يَذهَبُ مِن قَلبي أبَداً ؟! ۲

۲۰۵۴.مثير الأحزان عن أبي حمزة الثمالي : سُئِلَ [الإِمامُ زَينُ العابِدينَ‏] عليه السلام عَن كَثرَةِ بُكائِهِ ، فَقالَ : إنَّ يَعقوبَ عليه السلام فَقَدَ سِبطاً مِن أولادِهِ ، فَبَكى‏ عَلَيهِ حَتَّى ابيَضَّت عَيناهُ وَابنُهُ حَيٌّ فِي الدُّنيا ولَم يَعلَم أنَّهُ ماتَ ، وقَد نَظَرتُ إلى‏ أبي وسَبعَةَ عَشَرَ مِن أهلِ بَيتي قُتِلوا في ساعَةٍ واحِدَةٍ ، فَتَرَونَ حُزنَهُم يَذهَبُ مِن قَلبي؟! ۳

۲۰۵۵.كامل الزيارات عن زرارة عن أبي عبد اللَّه [الصادق‏] عليه السلام - في ذِكرِ بُكاءِ الإِمامِ زَينِ العابِدينَ عليه السلام عَلى‏ أبيهِ الحُسَينِ عليه السلام - : كانَ جَدّي إذا ذَكَرَهُ بَكى‏ حَتّى‏ تَملَأَ عَيناهُ لِحيَتَهُ ، وحَتّى‏ يَبكِيَ لِبُكائِهِ رَحمَةً لَهُ مَن رَآهُ. ۴

۲۰۵۶.المناقب لابن شهرآشوب : كانَ [الإِمامُ زَينُ العابِدينَ عليه السلام‏] إذا أخَذَ إناءً يَشرَبُ ماءً بَكى‏ حَتّى‏ يَملَأَها دَمعاً.
فَقيلَ لَهُ في ذلِكَ ، فَقالَ : وكَيفَ لا أبكي وقَد مُنِعَ أبي مِنَ الماءِ الَّذي كانَ مُطلَقاً لِلسِّباعِ وَالوُحوشِ؟
وقيلَ لَهُ : إنَّكَ لَتَبكي دَهرَكَ ، فَلَو قَتَلتَ نَفسَكَ لَما زِدتَ عَلى‏ هذا ، فَقالَ : نَفسي

1.الملهوف : ص ۲۳۳ ، مسكّن الفؤاد : ص ۹۲ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۴۹ .

2.تهذيب الكمال : ج ۲۰ ص ۳۹۹ ، حلية الأولياء : ج ۳ ص ۱۳۸ عن أبي حمزة الثمالي ، تاريخ دمشق : ج ۴۱ ص ۳۸۶ ، البداية والنهاية : ج ۹ ص ۱۰۷ نحوه ؛ كشف الغمّة : ج ۲ ص ۳۱۴ .

3.مثير الأحزان : ص ۱۱۵ .

4.كامل الزيارات : ص ۱۶۸ ح ۲۱۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۰۷ ح ۱۳ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
804

تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَلِكِينَ) . ۱
وأمّا يوسُفُ عليه السلام فَبَكى‏ عَلى‏ يَعقوبَ عليه السلام حَتّى‏ تَأَذّى‏ بِهِ أهلُ السِّجنِ ، فَقالوا لَهُ : إمّا أن تَبكِيَ اللَّيلَ وتَسكُتَ بِالنَّهارِ ، وإمّا أن تَبكِيَ النَّهارَ وتَسكُتَ بِاللَّيلِ فَصالَحَهُم عَلى‏ واحِدٍ مِنهُما.
وأمّا فاطِمَةُ عليها السلام ، فَبَكَت عَلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله حَتى‏ تَأَذّى‏ بِها أهلُ المَدينَةِ ، وقالوا لَها : قَد آذَيتِنا بِكَثرَةِ بُكائِكِ ، فَكَانَت تَخرُجُ إلَى المَقابِرِ - مَقابِرِ الشُّهَداءِ - فَتَبكي حَتّى‏ تَقضِيَ حاجَتَها ثُمَّ تَنصَرِفُ .
وأمّا عَلِيُّ بنُ الحُسَين عليهما السلام فَبَكى‏ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام عِشرينَ سَنَةً أو أربَعينَ سَنَةً ۲ ، ما وُضِعَ بَينَ يَدَيهِ طَعامٌ إلّا بَكى‏ حَتّى‏ قالَ لَهُ مَولىً لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، إنّي أخافُ عَلَيكَ أن تَكونَ مِنَ الهالِكينَ . قالَ : (إِنَّمَا أَشْكُواْ بَثِّى وَ حُزْنِى إِلَى اللَّهِ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)۳ إنّي ما أذكُرُ مَصرَعَ بَني فاطِمَةَ إلّا خَنَقَتني لِذلِكَ عَبرَةٌ . ۴

۲۰۵۲.الملهوف عن الإمام الصادق عليه السلام : إنَّ زَينَ العابِدينَ عليه السلام بَكى‏ عَلى‏ أبيهِ أربَعينَ سَنَةً ، صائِماً نَهارُهُ ، وقائِماً لَيلُهُ ، فَإِذا حَضَرَهُ الإِفطارُ وجاءَ غُلامُهُ بِطَعامِهِ وشَرابِهِ ، فَيَضَعُهُ بَينَ يَدَيهِ ، فَيَقولُ : كُل يا مَولايَ .
فَيَقولُ : قُتِلَ ابنُ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله جائِعاً ، قُتِلَ ابنُ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله عَطشاناً ، فَلا يَزالُ

1.يوسف : ۸۵ .

2.الترديد من الراوي ، والظاهر أنّ الصواب عشرون لا أربعون ؛ وذلِكَ لأنّ الإمام زين العابدين عليه السلام توفّي بعد شهادة أبيه الحُسَينِ بحوالي (۳۴) سنة وذلِكَ في سنة ۹۵ ه ! إلّا أن يكون ذكر الأربعين بعنوان التقريب لا التحديد ، وأن يكون المقصود أنّه عليه السلام بكى أباه إلى آخر عمره الشريف ، كما ورد في الخبر الآتي .

3.يوسف : ۸۶ .

4.الخصال : ص ۲۷۲ ح ۱۵ ، الأمالي للصدوق : ص ۲۰۴ ح ۲۲۱ ، مكارم الأخلاق : ج ۲ ص ۹۳ ح ۲۲۶۴ ، روضة الواعظين : ص ۱۸۸ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۱۲۴ ، بحار الأنوار : ج ۱۲ ص ۲۶۴ ح ۲۷ وراجع : كامل الزيارات : ص ۲۱۳ ح ۳۰۶ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14178
صفحه از 952
پرینت  ارسال به