قالَ : فَوَلَدُهُ أحَبُّ إلَيكَ أم وَلَدُكَ؟
قالَ : بَل وَلَدُهُ .
قالَ : فَذَبحُ وَلَدِهِ ظُلماً عَلى أيدي أعدائِهِ أوجَعُ لِقَلبِكَ أو ذَبحُ وَلَدِكَ بِيَدِكَ في طاعَتي؟
قالَ : يا رَبِّ ! بَل ذَبحُ وَلَدِهِ ظُلماً عَلى أيدي أعدائِهِ أوجَعُ لِقَلبي .
قالَ : يا إبراهيمُ ! فَإِنَّ طائِفَةً تَزعُمُ أنَّها مِن اُمَّةِ مُحَمَّدٍ سَتَقتُلُ الحُسَينَ ابنَهُ مِن بَعدِهِ ظُلماً وعُدواناً كَما يُذبَحُ الكَبشُ ، ويَستَوجِبونَ بِذلِكَ سَخَطي .
فَجَزِعَ إبراهيمُ عليه السلام لِذلِكَ ، وتَوَجَّعَ قَلبُهُ ، وأقبَلَ يَبكي .
فَأَوحَى اللَّهُ عزّ وجلّ : يا إبراهيمُ ! قَد فَدَيتُ جَزَعَكَ عَلَى ابنِكَ إسماعيلَ ، لَو ذَبحتَهُ بِيَدِكَ بِجَزَعِكَ عَلَى الحُسَينِ وقَتلِهِ ، وأوجَبتُ لَكَ أرفَعَ دَرَجاتِ أهلِ الثَّوابِ عَلَى المَصائِبِ ، وذلِكَ قَولُ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ: (وَ فَدَيْنَهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)۱ . ۲
۴ / ۶
بُكاءُ عيسى عليه السلام
۲۰۱۸.كمال الدين عن ابن عبّاس : كُنتُ مَعَ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام في خَرجَتِهِ إلى صِفّينَ ، فَلَمّا نَزَلَ بِنينَوى - وهُوَ شَطُّ الفُراتِ - ... قالَ لي : يَابنَ عَبّاسٍ ! اُطلُب لي حَولَها بَعرَ الظِّباءِ ، فَوَاللَّهِ ، ما كَذَبتُ ولا كُذِبتُ قَطُّ ، وهِيَ مُصفَرَّةٌ ، لَونُها لَونُ الزَّعفَرانِ .
قالَ ابنُ عَبّاسٍ : فَطَلَبتُها فَوَجَدتُها مُجتَمِعَةً ، فَنادَيتُهُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! قَد أصَبتُها عَلَى الصِّفَةِ الَّتي وَصَفتَها لي .