787
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

قالَ : فَوَلَدُهُ أحَبُّ إلَيكَ أم وَلَدُكَ؟
قالَ : بَل وَلَدُهُ .
قالَ : فَذَبحُ وَلَدِهِ ظُلماً عَلى‏ أيدي أعدائِهِ أوجَعُ لِقَلبِكَ أو ذَبحُ وَلَدِكَ بِيَدِكَ في طاعَتي؟
قالَ : يا رَبِّ ! بَل ذَبحُ وَلَدِهِ ظُلماً عَلى‏ أيدي أعدائِهِ أوجَعُ لِقَلبي .
قالَ : يا إبراهيمُ ! فَإِنَّ طائِفَةً تَزعُمُ أنَّها مِن اُمَّةِ مُحَمَّدٍ سَتَقتُلُ الحُسَينَ ابنَهُ مِن بَعدِهِ ظُلماً وعُدواناً كَما يُذبَحُ الكَبشُ ، ويَستَوجِبونَ بِذلِكَ سَخَطي .
فَجَزِعَ إبراهيمُ عليه السلام لِذلِكَ ، وتَوَجَّعَ قَلبُهُ ، وأقبَلَ يَبكي .
فَأَوحَى اللَّهُ عزّ وجلّ : يا إبراهيمُ ! قَد فَدَيتُ جَزَعَكَ عَلَى ابنِكَ إسماعيلَ ، لَو ذَبحتَهُ بِيَدِكَ بِجَزَعِكَ عَلَى الحُسَينِ وقَتلِهِ ، وأوجَبتُ لَكَ أرفَعَ دَرَجاتِ أهلِ الثَّوابِ عَلَى المَصائِبِ ، وذلِكَ قَولُ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ: (وَ فَدَيْنَهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)۱ . ۲

۴ / ۶

بُكاءُ عيسى‏ عليه السلام‏

۲۰۱۸.كمال الدين عن ابن عبّاس : كُنتُ مَعَ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام في خَرجَتِهِ إلى‏ صِفّينَ ، فَلَمّا نَزَلَ بِنينَوى‏ - وهُوَ شَطُّ الفُراتِ - ... قالَ لي : يَابنَ عَبّاسٍ ! اُطلُب لي حَولَها بَعرَ الظِّباءِ ، فَوَاللَّهِ ، ما كَذَبتُ ولا كُذِبتُ قَطُّ ، وهِيَ مُصفَرَّةٌ ، لَونُها لَونُ الزَّعفَرانِ .
قالَ ابنُ عَبّاسٍ : فَطَلَبتُها فَوَجَدتُها مُجتَمِعَةً ، فَنادَيتُهُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! قَد أصَبتُها عَلَى الصِّفَةِ الَّتي وَصَفتَها لي .

1.الصافّات : ۱۰۷ .

2.الخصال : ص ۵۸ ح ۷۹ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۲۰۹ ح ۱ ، تأويل الآيات الظاهرة : ج ۲ ص ۴۹۷ ح ۱۲ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۲۵ ح ۶ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
786

حَميدُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ ، يا عالي بِحَقِّ عَلِيٍّ ، يا فاطِرُ بِحَقِّ فاطِمَةَ ، يا مُحسِنُ بِحَقِّ الحَسَنِ وَالحُسَينِ ، ومِنكَ الإِحسانُ . فَلَمّا ذَكَرَ الحُسَينَ عليه السلام سالَت دُموعُهُ ، وَانخَشَعَ قَلبُهُ ، وقالَ :
يا أخي جَبرَئيلُ ! في ذِكرِ الخامِسِ يَنكَسِرُ قَلبي ، و تَسيلُ عَبرَتي !
قالَ جَبرَئيلُ : وَلَدُكَ هذا يُصابُ بِمُصيبَةٍ تَصغُرُ عِندَهَا المَصائِبُ .
فَقالَ : يا أخي! و ما هِيَ ؟ قالَ : يُقتَلُ عَطشاناً غَريباً وَحيداً فَريداً ، لَيسَ لَهُ ناصِرٌ و لا مُعينٌ ، ولَو تَراهُ - يا آدَمُ - و هُوَ يَقولُ : وا عَطَشاه! وا قِلَّةَ ناصِراه ! حَتّى‏ يَحولَ العَطَشُ بَينَهُ وبَينَ السَّماءِ كَالدُّخانِ ، فَلَم يُجِبهُ أحَدٌ إلّا بِالسُّيوفِ ، وشُربِ الحُتوفِ ، فَيُذبَحُ ذَبحَ الشّاةِ مِن قَفاهُ ، ويَنهَبُ رَحلَهُ أعداؤُهُ ، وتُشهَرُ رُؤوسُهُم هُوَ وأنصارُهُ فِي البُلدانِ ، ومَعَهُمُ النِّسوانُ ، كَذلِكَ سَبَقَ في عِلمِ الواحِدِ المَنّانِ !
فَبَكى‏ آدَمُ وجَبرَئيلُ عليهما السلام بُكاءَ الثَّكلى‏ . ۱

۴ / ۵

بُكاءُ إبراهيمَ عليه السلام‏

۲۰۱۷.الخصال عن الفضل بن شاذان : سَمِعتُ الرِّضا عليه السلام يَقولُ : لَمّا أمَرَ اللَّهُ عزّ وجلّ إبراهيمَ عليه السلام أن يَذبَحَ مَكانَ ابنِهِ إسماعيلَ الكَبشَ الَّذي أنزَلَهُ عَلَيهِ ، تَمَنّى‏ إبراهيمُ عليه السلام أن يَكونَ قَد ذَبَحَ ابنَهُ إسماعيلَ بِيَدِهِ ، وأنَّهُ لَم يُؤمَر بِذَبحِ الكَبشِ مَكانَهُ ، لِيَرجِعَ إلى‏ قَلبِهِ ما يَرجِعُ إلى‏ قَلبِ الوالِدِ الَّذي يَذبَحُ أعَزَّ وَلَدِهِ عَلَيهِ بِيَدِهِ ، فَيَستَحِقَّ بِذلِكَ أرفَعَ دَرَجاتِ أهلِ الثَّوابِ عَلَى المَصائِبِ .
فَأَوحَى اللَّهُ عزّ وجلّ إلَيهِ : يا إبراهيمُ ! مَن أحَبُّ خَلقي إلَيكَ؟
فَقالَ : يا رَبِّ ! ما خَلَقتَ خَلقاً هُوَ أحَبُّ إلَيَّ مِن حَبيبِكَ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله .
فَأَوحَى اللَّهُ تَعالى‏ إلَيهِ : أفَهُوَ أحَبُّ إلَيكَ أم نَفسُكَ؟
قالَ : بَل هُوَ أحَبُّ إلَيَّ مِن نَفسي .

1.بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۴۵ ح ۴۴ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9966
صفحه از 952
پرینت  ارسال به