767
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

الوَقتِ مِن ذلِكَ اليَومِ تَجَلَّتِ الهَيجاءُ عَن آلِ رَسولِ اللَّهِ وَانكَشَفَتِ المَلحَمَةُ ۱ عَنهُم ، وفِي الأَرضِ مِنهُم ثَلاثونَ صَريعاً في مَواليهِم ، يَعِزُّ عَلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مَصرَعُهُم ، ولَو كانَ في الدُّنيا يَومَئِذٍ حَيّاً لَكانَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِ هُوَ المُعَزّى‏ بِهِم .
قالَ : وبَكى‏ أبو عَبدِ اللَّهِ عليه السلام حَتَّى اخضَلَّت لِحيَتُهُ بِدُموعِهِ ، ثُمَّ قالَ : إنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِكرُهُ لَمّا خَلَقَ النّورَ خَلَقَهُ يَومَ الجُمُعَةِ في تَقديرِهِ في أوَّلِ يَومٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، وخَلَقَ الظُّلمَةَ في يَومِ الأَربِعاءِ، يَومُ عاشوراءَ في مِثلِ ذلِكَ ، يَعني يَومَ العاشِرِ مِن شَهرِ المُحَرَّمِ في تَقديرِهِ ، وجَعَلَ لِكُلٍّ مِنهُما شِرعَةً ومِنهاجاً .
يا عَبدَ اللَّهِ بنَ سِنانٍ ، إنَّ أفضَلَ ما تَأتي بِهِ في هذَا اليَومِ أن تَعمِدَ إلى‏ ثِيابٍ طاهِرَةٍ فَتَلبَسَها وتَتَسَلَّبَ ، قُلتُ : ومَا التَّسَلُّبُ؟ ۲
قالَ : تُحَلِّلُ أزرارَكَ ، وتَكشِفُ عَن ذِراعَيكَ كَهَيئَةِ أصحابِ المَصائِبِ ، ثُمَّ تَخرُجُ إلى‏ أرضٍ مُقفِرَةٍ أو مَكانٍ لا يَراكَ بِهِ أحَدٌ ، أو تَعمِدُ إلى‏ مَنزِلٍ لَكَ خالٍ ، أو في خَلوَةٍ مُنذُ حينِ يَرتَفِعُ النَّهارُ ، فَتُصَلّي أربَعَ رَكَعاتٍ تُحسِنُ رُكوعَها وسُجودَها وخُشوعَها ، وتُسَلِّمُ بَينَ كُلِّ رَكعَتَينِ ، تَقرَأُ فِي الاُولى‏ سورَةَ الحَمدِ و(قُلْ يَأَيُّهَا الْكَفِرُونَ)۳ ، وفِي الثّانِيَةِ : الحَمدَ و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)۴ ، ثُمَّ تُصَلّي رَكعَتَينِ اُخرَيَينِ ، تَقرَأُ فِي الاُولى‏ : الحَمدَ وسورَةَ الأَحزابِ ، وفِي الثّانِيَةِ : الحَمدَ و(إِذَا جَآءَكَ الْمُنَفِقُونَ)۵ ، أو ما تَيَسَّرَ مِنَ القُرآنِ .

1.المَلْحَمَةُ : الوقعة العظيمة (الصحاح : ج ۵ ص ۲۰۲۷ «لحم») .

2.يمكننا أن نستنتج من هذا النصّ أنّ العزاء على سيّد الشهداء وأصحابه الأبرار إذا كان بالنحو المتعارف فهو مطلوب في كلّ زمان . جدير بالذكر أنّ لفظ «التسلّب» في اللغة بمعنى : لبس السِّلاب ، وهي ثياب المأتم السود (راجع : لسان العرب : ج‏۱ ص‏۴۷۳ «سلب») والسائل لغرض توضيح مقصود الإمام عليه السلام سأله عن معنى التسلُّب .

3.الكافرون : ۱ .

4.الإخلاص : ۱ .

5.المنافقون : ۱ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
766

وجَميعِ المُؤمِنينَ. ۱

۳ / ۲ - ۵

التَّعزِيَةُ بِالمَأثورِ

۱۹۹۳.كامل الزيارات عن مالك الجهني عن أبي جعفر الباقر عليه السلام - في إقامَةِ المَأتَمِ في يَومِ عاشوراءَ لِلإِمامِ الحُسَينِ عليه السلام - : قُلتُ : فَكَيفَ يُعَزّي بَعضُهُم بَعضاً؟
قالَ‏[ عليه السلام‏] : يَقولونَ : عَظَّمَ اللَّهُ اُجورَنا بِمُصابِنا بِالحُسَينِ عليه السلام ، وجَعَلَنا وإيّاكُم مِنَ الطّالِبينَ بِثَأرِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الإِمامِ المَهدِيِّ مِن آلِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله. ۲

۳ / ۲ - ۶

الصَّلاةُ وَالدُّعاءُ وَالزِّيارَةُ بِالمَأثورِ

۱۹۹۴.مصباح المتهجّد عن عبد اللَّه بن سنان : دَخَلتُ عَلى‏ سَيِّدي أبي عَبدِ اللَّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام في يَومِ عاشوراءَ ، فَأَلفَيتُهُ كاسِفَ اللَّونِ ظاهِرَ الحُزنِ ، ودُموعُهُ تَنحَدِرُ مِن عَينَيهِ كَاللُّؤلُؤِ المُتَساقِطِ . فَقُلتُ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ! مِمَّ بُكاؤُكَ لا أبكَى اللَّهُ عَينَيكَ ؟
فَقالَ لي : أوَ في غَفلَةٍ أنتَ؟ أما عَلِمتَ أنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ اُصيبَ في مِثلِ هذَا اليَومِ؟ فَقُلتُ ۳ : يا سَيِّدي ، فَما قَولُكَ في صَومِهِ؟
فَقالَ لي : صُمهُ مِن غَيرِ تَبييتٍ ، وأفطِرهُ مِن غَيرِ تَشميتٍ ، ولا تَجعَلهُ يَومَ صَومٍ كَمَلاً ، وَليَكُن إفطارُكَ بَعدَ صَلاةِ العَصرِ بِساعَةٍ عَلى‏ شَربَةٍ مِن ماءٍ ؛ فَإِنَّهُ في مِثلِ ذلِكَ

1.الكافي : ج ۴ ص ۱۴۷ ح ۷ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۹۵ ح ۴۰ .

2.كامل الزيارات : ص ۳۲۶ ح ۵۵۶ ، مصباح المتهجّد : ص ۷۷۳ عن صالح بن عقبة عن أبيه ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۲۹۰ ح ۱ .

3.في الإقبال : «فقلت : بلى يا سيّدي وإنّما أتيتك مقتبساً منك فيه علماً ومستفيداً منك لتفيدني فيه . قال : سل عمّا بدا لك وعمّا شئت . قلت : ما تقول يا سيّدي في صومه . . .».

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9774
صفحه از 952
پرینت  ارسال به