735
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

يَابنَ شَبيبٍ ! لَقَد حَدَّثَني أبي عَن أبيهِ عَن جَدِّهِ عليهم السلام، أنَّهُ لَمّا قُتِلَ جَدِّيَ الحُسَينُ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِ أمطَرَتِ السَّماءُ دَماً و تُراباً أحمَرَ .
يَابنَ شَبيبٍ ! إن بَكَيتَ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام حَتّى‏ تَصيرَ دُموعُكَ عَلى‏ خَدَّيكَ ، غَفَرَ اللَّهُ لَكَ كُلَّ ذَنبٍ أذنَبتَهُ ، صَغيراً كانَ أو كَبيراً ، وقَليلاً كانَ أو كَثيراً.
يَابنَ شَبيبٍ ! إن سَرَّكَ أن تَلقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ولا ذَنبَ عَلَيكَ فَزُرِ الحُسَينَ عليه السلام .
يَابنَ شَبيبٍ ! إن سَرَّكَ أن تَسكُنَ الغُرَفَ المَبنِيَّةَ فِي الجَنَّةِ مَعَ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله فَالعَن قَتَلَةَ الحُسَينِ عليه السلام .
يَابنَ شَبيبٍ ! إن سَرَّكَ أن يَكونَ لَكَ مِنَ الثَّوابِ مِثلُ ما لِمَنِ استُشهِدَ مَعَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام فَقُل مَتى‏ ذَكَرتَهُ : يا لَيتَني كُنتُ مَعَهُم فَأَفوزَ فَوزاً عَظيماً .
يَابنَ شَبيبٍ ! إن سَرَّكَ أن تَكونَ مَعَنا فِي الدَّرَجاتِ العُلى‏ مِنَ الجِنانِ فَاحزَن لِحُزنِنا ، وَافرَح لِفَرَحِنا ، وعَلَيكَ بِوِلايَتِنا ، فَلَو أنَّ رَجُلاً أحَبَّ حَجَراً لَحَشَرَهُ اللَّهُ عزّ وجلّ مَعَهُ يَومَ القِيامَةِ . ۱

۱۹۲۸.الإقبال : أقولُ : ولَعَلَّ قائِلاً يَقولُ : هَلّا كانَ الحُزنُ الَّذي يُعمِلونَهُ مِن أوَّلِ عَشرِ المُحَرَّمِ قَبلَ وُقوعِ القَتلِ ، يُعمِلونَهُ بَعدَ يَومِ عاشوراءَ لِأَجلِ تَجَدُّدِ القَتلِ .
فَأَقولُ : إنَّ أوَّلَ العَشرِ كانَ الحُزنُ خَوفاً مِمّا جَرَتِ الحالُ عَلَيهِ ، فَلَمّا قُتِلَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِ وآلِهِ دَخَلَ تَحتَ قَولِ اللَّهِ تَعالى‏ : (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَ تَا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)۲
، فَلَمّا صاروا فَرِحينَ بِسَعادَةِ الشَّهادَةِ وَجَبَ المُشارَكَةُ لَهُم فِي السُّرورِ بَعدَ القَتلِ لِنَظفَرَ مَعَهُم ۳ بِالسَّعادَةِ.*** ۱ ۴ *** ۵

1.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۲۹۹ ح ۵۸ ، الأمالي للصدوق : ص ۱۹۲ ح ۲۰۲ ، الإقبال : ج ۳ ص ۲۹ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۸۵ ح ۲۳ .

2.آل عمران : ۱۶۹ و ۱۷۰ .

3.في المصدر: «لِتظفرهم»، والتصويب من بحارالأنوار.

4.الإقبال : ج ۳ ص ۹۰ ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۳۴۴ الرقم ۶ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
734

البُكاءَ يَحُطُّ الذُّنوبَ العِظامَ .
ثُمَّ قالَ عليه السلام : كانَ أبي صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِ إذا دَخَلَ شَهرُ المُحَرَّمِ لا يُرى‏ ضاحِكاً ، وكانَتِ الكَآبَةُ تَغلِبُ عَلَيهِ حَتّى‏ يَمضِيَ مِنهُ عَشَرَةُ أيّامٍ ، فَإِذا كانَ يَومُ العاشِرِ كانَ ذلِكَ اليَومُ يَومَ مُصيبَتِهِ وحُزنِهِ وبُكائِهِ ، ويَقولُ : هُوَ اليَومُ الَّذي قُتِلَ فيهِ الحُسَينُ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِ. ۱

۱۹۲۷.عيون أخبار الرضا عليه السلام عن الريّان بن شبيب : دَخَلتُ عَلَى الرِّضا عليه السلام في أوَّلِ يَومٍ مِنَ المُحَرَّمِ .
فَقالَ : يَابنَ شَبيبٍ ، أصائِمٌ أنتَ؟ قُلتُ : لا ، فَقالَ : إنَّ هذَا اليَومَ هُوَ اليَومُ الَّذي دَعا فيهِ زَكَرِيّا عليه السلام رَبَّهُ عَزَّ وجَلَّ ، فَقالَ : (رَبِ‏ّ هَبْ لِى مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ)۲ ، فَاستَجابَ اللَّهُ لَهُ ، و أمَرَ المَلائِكَةَ ، فَنادَت زَكَرِيّا (وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّى فِى الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى‏)۳ ، فَمَن صامَ هذَا اليَومَ ، ثُمَّ دَعَا اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ ، استَجابَ اللَّهُ لَهُ كَمَا استَجابَ اللَّهُ لِزَكَرِيّا .
ثُمَّ قالَ : يَابنَ شَبيبٍ ! إنَّ المُحَرَّمَ هُوَ الشَّهرُ الَّذي كانَ أهلُ الجاهِلِيَّةِ يُحَرِّمونَ فيهِ الظُّلمَ وَالقِتالَ لِحُرمَتِهِ ، فَما عَرَفَت هذِهِ الاُمَّةُ حُرمَةَ شَهرِها ، ولا حُرمَةَ نَبِيِّها ، لَقَد قَتَلوا في هذَا الشَّهرِ ذُرِّيَّتَهُ ، وسَبَوا نِساءَهُ ، وَانتَهَبوا ثَقَلَهُ ، فَلا غَفَرَ اللَّهُ لَهُم ذلِكَ أبَداً .
يَابنَ شَبيبٍ ! إن كُنتَ باكِياً لِشَي‏ءٍ فَابكِ لِلحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام، فَإِنَّهُ ذُبِحَ كَما يُذبَحُ الكَبشُ ، وقُتِلَ مَعَهُ مِن أهلِ بَيتِهِ ثَمانِيَةَ عَشَرَ رَجُلاً ، ما لَهُم فِي الأَرضِ شَبيهونَ ، ولَقَد بَكَتِ السَّماواتُ السَّبعُ وَالأَرَضونَ لِقَتلِهِ ، ولَقَد نَزَلَ إلَى الأَرضِ مِنَ المَلائِكَةِ أربَعَةُ آلافٍ لِنَصرِهِ ، فَلَم يُؤذَن لَهُم ، فَهُم عِندَ قَبرِهِ شُعثٌ غُبرٌ إلى‏ أن يَقومَ القائِمُ عليه السلام، فَيَكونونَ مِن أنصارِهِ و شِعارُهُم : يا لَثاراتِ الحُسَينِ عليه السلام.

1.الأمالي للصدوق : ص ۱۹۰ ح ۱۹۹ ، الإقبال : ج ۳ ص ۲۸ ، روضة الواعظين : ص ۱۸۷ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۸۶ و ليس فيه ذيله من «ثمّ قال عليه السلام :» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۸۳ ح ۱۷ .

2.آل عمران : ۳۸ .

3.آل عمران : ۳۹ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10251
صفحه از 952
پرینت  ارسال به