يَابنَ شَبيبٍ ! لَقَد حَدَّثَني أبي عَن أبيهِ عَن جَدِّهِ عليهم السلام، أنَّهُ لَمّا قُتِلَ جَدِّيَ الحُسَينُ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِ أمطَرَتِ السَّماءُ دَماً و تُراباً أحمَرَ .
يَابنَ شَبيبٍ ! إن بَكَيتَ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام حَتّى تَصيرَ دُموعُكَ عَلى خَدَّيكَ ، غَفَرَ اللَّهُ لَكَ كُلَّ ذَنبٍ أذنَبتَهُ ، صَغيراً كانَ أو كَبيراً ، وقَليلاً كانَ أو كَثيراً.
يَابنَ شَبيبٍ ! إن سَرَّكَ أن تَلقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ولا ذَنبَ عَلَيكَ فَزُرِ الحُسَينَ عليه السلام .
يَابنَ شَبيبٍ ! إن سَرَّكَ أن تَسكُنَ الغُرَفَ المَبنِيَّةَ فِي الجَنَّةِ مَعَ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله فَالعَن قَتَلَةَ الحُسَينِ عليه السلام .
يَابنَ شَبيبٍ ! إن سَرَّكَ أن يَكونَ لَكَ مِنَ الثَّوابِ مِثلُ ما لِمَنِ استُشهِدَ مَعَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام فَقُل مَتى ذَكَرتَهُ : يا لَيتَني كُنتُ مَعَهُم فَأَفوزَ فَوزاً عَظيماً .
يَابنَ شَبيبٍ ! إن سَرَّكَ أن تَكونَ مَعَنا فِي الدَّرَجاتِ العُلى مِنَ الجِنانِ فَاحزَن لِحُزنِنا ، وَافرَح لِفَرَحِنا ، وعَلَيكَ بِوِلايَتِنا ، فَلَو أنَّ رَجُلاً أحَبَّ حَجَراً لَحَشَرَهُ اللَّهُ عزّ وجلّ مَعَهُ يَومَ القِيامَةِ . ۱
۱۹۲۸.الإقبال : أقولُ : ولَعَلَّ قائِلاً يَقولُ : هَلّا كانَ الحُزنُ الَّذي يُعمِلونَهُ مِن أوَّلِ عَشرِ المُحَرَّمِ قَبلَ وُقوعِ القَتلِ ، يُعمِلونَهُ بَعدَ يَومِ عاشوراءَ لِأَجلِ تَجَدُّدِ القَتلِ .
فَأَقولُ : إنَّ أوَّلَ العَشرِ كانَ الحُزنُ خَوفاً مِمّا جَرَتِ الحالُ عَلَيهِ ، فَلَمّا قُتِلَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِ وآلِهِ دَخَلَ تَحتَ قَولِ اللَّهِ تَعالى : (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَ تَا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)۲
، فَلَمّا صاروا فَرِحينَ بِسَعادَةِ الشَّهادَةِ وَجَبَ المُشارَكَةُ لَهُم فِي السُّرورِ بَعدَ القَتلِ لِنَظفَرَ مَعَهُم ۳ بِالسَّعادَةِ.*** ۱ ۴ *** ۵
1.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۲۹۹ ح ۵۸ ، الأمالي للصدوق : ص ۱۹۲ ح ۲۰۲ ، الإقبال : ج ۳ ص ۲۹ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۸۵ ح ۲۳ .
2.آل عمران : ۱۶۹ و ۱۷۰ .
3.في المصدر: «لِتظفرهم»، والتصويب من بحارالأنوار.
4.الإقبال : ج ۳ ص ۹۰ ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۳۴۴ الرقم ۶ .