733
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

لَنا ، وَارحَم تِلكَ القُلوبَ الَّتي جَزِعَت وَاحتَرَقَت لَنا ، وَارحَمِ الصَّرخَةَ الَّتي كانَت لَنا ، اللَّهُمَّ إنّي أستَودِعُكَ تِلكَ الأَنفُسَ وتِلكَ الأَبدانَ حَتّى‏ نُوافِيَهُم عَلَى الحَوضِ يَومَ العَطَشِ .
فَما زالَ وهُوَ ساجِدٌ يَدعو بِهذَا الدُّعاءِ. ۱

۱۹۲۵.ثواب الأعمال عن محمّد بن سنان عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللَّه [الصادق‏] عليه السلام: قالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ نُصِبَ لِفاطِمَةَ عليها السلام قُبَّةٌ مِن نورٍ ، وأقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام رَأسُهُ عَلى‏ يَدِهِ ، فَإِذا رَأَتهُ شَهِقَت شَهقَةً لا يَبقى‏ فِي الجَمعِ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبِيٌّ مُرسَلٌ ولا عَبدٌ مُؤمِنٌ إلّا بَكى‏ لَها ...
ثُمَّ قالَ أبو عَبدِ اللَّهِ عليه السلام: رَحِمَ اللَّهُ شيعَتَنا، شيعَتُنا - وَاللَّهِ - هُمُ المُؤمِنونَ، فَقَد - وَاللَّهِ - شَرِكونا فِي المُصيبَةِ بِطولِ الحُزنِ وَالحَسرَةِ. ۲

۱ / ۲

إقامَةُ المَأتَمِ فِي العَشرِ الأُوَلِ مِنَ مُحَرَّمِ‏

۱۹۲۶.الأمالي للصدوق عن إبراهيم بن أبي محمود عن الرضا عليه السلام: إنَّ المُحَرَّمَ شَهرٌ كانَ أهلُ الجاهِلِيَّةِ يُحَرِّمونَ فيهِ القِتالَ ، فَاستُحِلَّت فيهِ دِماؤُنا ، وهُتِكَت فيهِ حُرمَتُنا ، وسُبِيَ فيهِ ذَرارِيُّنا ، ونِساؤُنا ، واُضرِمَتِ النّيرانُ في مَضارِبِنا ، وَانتُهِبَ ما فيها مِن ثَقَلِنا ، ولَم تُرعَ لِرَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله حُرمَةٌ في أمرِنا .
إنَّ يَومَ الحُسَينِ عليه السلام أقرَحَ جُفونَنا ، وأسبَلَ دُموعَنا ، وأذَلَّ عَزيزَنا ، بِأَرضِ كَربٍ وبَلاءٍ أورَثَتنَا الكَربَ وَالبَلاءَ ، إلى‏ يَومِ الاِنقِضاءِ ، فَعَلى‏ مِثلِ الحُسَينِ عليه السلام فَليَبكِ الباكونَ ، فَإِنَّ

1.الكافي : ج ۴ ص ۵۸۲ ح ۱۱ ، ثواب الأعمال : ص ۱۲۰ ح ۴۴ ، كامل الزيارات : ص ۲۲۸ ح ۲۳۶ ، المزار الكبير : ص ۳۳۴ ح ۱۴ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۸ ح ۳۰ .

2.ثواب الأعمال : ص ۲۵۷ ح ۳ ، الملهوف : ص‏۱۸۴ ، مثير الأحزان : ص‏۸۱ نحوه وفي صدره «روي عن النبي صلى اللَّه عليه وآله ...» ، بحار الأنوار : ج ۴۳ ص‏۲۲۱ ح ۷ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
732

ويَحزَنُ لَهُ مَن لَم يَزُرهُ ، ويَحتَرِقُ لَهُ مَن لَم يَشهَدهُ ، ويَرحَمُهُ مَن نَظَرَ إلى‏ قَبرِ ابنِهِ عِندَ رِجلِهِ ...
ثُمَّ قالَ : بَلَغَني أنَّ قَوماً يَأتونَهُ مِن نَواحِي الكوفَةِ وناساً مِن غَيرِهِم ، ونِساءً يَندُبنَهُ ، وذلِكَ فِي النِّصفِ مِن شَعبانَ ، فَمِن بَينِ قارِئٍ يَقرَأُ ، وقاصٍّ يَقُصُّ ، ونادِبٍ يَندُبُ ، وقائِلٍ يَقولُ المَراثِيَ ، فَقُلتُ لَهُ : نَعَم ، جُعِلتُ فِداكَ ، قَد شَهِدتُ بَعضَ ما تَصِفُ .
فَقالَ : الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي جَعَلَ فِي النّاسِ مَن يَفِدُ إلَينا ويَمدَحُنا ويَرثي لَنا ، وجَعَلَ عَدُوَّنا مَن يَطعُنُ عَلَيهِم مِن قَرابَتِنا ، وغَيرِهِم يَهدُرونَهُم ويُقَبِّحونَ ما يَصنَعونَ . ۱

۱۹۲۴.الكافي عن معاوية بن وهب : اِستَأذَنتُ عَلى‏ أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام فَقيلَ لي : اُدخُل ، فَدَخَلتُ فَوَجَدتُهُ في مُصَلّاهُ في بَيتِهِ ، فَجَلَستُ حَتّى‏ قَضى‏ صَلاتَهُ ، فَسَمِعتُهُ وهُوَ يُناجي رَبَّهُ ويَقولُ :
يا مَن خَصَّنا بِالكَرامَةِ ، وخَصَّنا بِالوَصِيَّةِ ، ووَعَدَنَا الشَّفاعَةَ ، وأعطانا عِلمَ ما مَضى‏ وما بَقِيَ ، وجَعَلَ أفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوي إلَينا ، اغفِر لي ولِإِخواني ولِزُوّارِ قَبرِ أبي عَبدِ اللَّهِ الحُسَينِ عليه السلام، الَّذينَ أنفَقوا أموالَهُم ، وأشخَصوا أبدانَهُم رَغبَةً في بِرِّنا ، ورَجاءً لِما عِندَكَ في صِلَتِنا ، وسُروراً أدخَلوهُ عَلى‏ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ ، وإجابَةً مِنهُم لِأَمرِنا ، وغَيظاً أدخَلوهُ عَلى‏ عَدُوِّنا ، أرادوا بِذلِكَ رِضاكَ ، فَكافِهِم عَنّا بِالرِّضوانِ ، وَاكلَأهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ ، وَاخلُف عَلى‏ أهاليهِم وأولادِهِمُ الَّذينَ خُلِّفوا بِأَحسَنِ الخَلَفِ ، وَاصحَبهُم وَاكفِهِم شَرَّ كُلِّ جَبّارٍ عَنيدٍ ، وكُلِّ ضَعيفٍ مِن خَلقِكَ أو شَديدٍ ، وشَرَّ شَياطينِ الإِنسِ وَالجِنِّ ، وأعطِهِم أفضَلَ ما أمَّلوا مِنكَ في غُربَتِهِم عَن أوطانِهِم ، وما آثَرونا بِهِ عَلى‏ أبنائِهِم وأهاليهِم وقَراباتِهِم .
اللَّهُمَّ إنَّ أعداءَنا عابوا عَلَيهِم خُروجَهُم ، فَلَم يَنهَهُم ذلِكَ عَنِ الشُّخوصِ إلَينا ، وخِلافاً مِنهُم عَلى‏ مَن خالَفَنا ، فَارحَم تِلكَ الوُجوهَ الَّتي قَد غَيَّرَتهَا الشَّمسُ ، وَارحَم تِلكَ الخُدودَ الَّتي تَقَلَّبَت عَلى‏ حُفرَةِ أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام ، وَارحَم تِلكَ الأَعيُنَ الَّتي جَرَت دُموعُها رَحمَةً

1.كامل الزيارات : ص ۵۳۷ ح ۸۲۹ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۷۴ ح ۲۱ .

تعداد بازدید : 10409
صفحه از 952
پرینت  ارسال به