725
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

تتبّع المختار قتلة الحسين ، فقتل منهم خلقاً عظيماً حتّى لم يبقَ منهم كثير أحد . ۱
واستناداً إلى رواية وردت في بحار الأنوار، فإنّ المختار قتل طوال حكمه للكوفة - والذي استمرّ ثمانية عشر شهراً - ثمانية عشر ألفاً ممّن اشترك في قتل الإمام الحسين وأصحابه . ۲ إلّا أنّ في هذه الرواية مبالغة كبيرة . كما أنّ الروايات التي جاءت في بعض المصادر التاريخيّة ، والتي وردت فيها كيفيّة عقوبة عدد من المجرمين على يديه بشكل غير جائز في الإسلام ؛ مثل : المُثلة ، وإلقاء الشخص في الزيت الساخن ، مبالغ فيها أيضاً . ومن المحتمل أنّها اختُلقت من قِبَل أعداء المختار من أجل تشويه سمعة ثورته ، أو اختُلقت من قِبَل مريديه من أجل إيجاد الخوف والرعب في قلوب الأعداء .

۴ . تسلّط الحجّاج بن يوسف على رقابهم

لم يكن الذين لهم دور مباشر في فاجعة كربلاء قد لقوا الجزاء الطبيعي لأعمالهم القبيحة قبل جزاء الآخرة فحسب، بل إنّ الذين كان لهم تأثير غير مباشر في هذه الفاجعة عبر امتناعهم عن نصرة الإمام الحسين عليه السلام ، قد لقوا عقوباتهم الدنيويّة بنحوٍ آخر أيضاً. نعم، تاب بعضهم فتمخّضت عن ذلك نهضة التوّابين ، وقُتلوا في هذا الطريق . وابتُلي بعضهم بتسلّط الحكم الاستبدادي للحجّاج بن يوسف ، الحكم الذي كان قد تنبّأ به الإمام عليّ عليه السلام بخصوص من امتنع عن نصرته، كما جاء في نهج البلاغة، حيث خاطبهم الإمام عليه السلام قائلاً :
أما وَاللَّهِ، لَيُسَلَّطَنَّ عَلَيكُم غُلامُ ثَقيفٍ الذَّيّالُ المَيّالُ ، يَأكُلُ خَضِرَتَكُم ، ويُذيبُ شَحمَتَكُم ، إيهٍ أبا وَذحَةَ ۳ . ۴

1.تاريخ اليعقوبي: ج ۲ ص ۲۵۹.

2.بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۳۸۶.

3.الوَذَحة بالتحريك : الخنفساء من الوَدْح وهو ما يتعلّق بألية الشاة من البعر فيجفّ ، وبعضهم يقوله بالخاء . وأبو وذحة : كنية اشتهر بها الحجّاج لاحقاً ، وهي إشارة لقصّة له مع خنفساء حيث كان جالساً فرأى خنفساء تدحرج بعرة وتأتي بها نحوه ، فقال : هذه الخنفساء من خنافس الشيطان .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۱۶ وراجع : موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب: ج‏۴ ص‏۶۷ (القسم السابع / الفصل الثاني / التحذير من سلطة غلام ثقيف).


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
724

يقول عبد الرحمن الغنوي :
ما بقي أحد ممّن تابعه [يزيد] على قتله، أو كان في محاربته [الحسين عليه السلام‏] إلّا أصابه جنون، أو جذام، أو برص، وصار ذلك وراثة في نسلهم . ۱
كما نقل القاضي النعمان استناداً للروايات العديدة :
ما نجا أحد ممّن قتل الحسين عليه السلام من القتل فمات ، حتّى رُمي بداءٍ في جسده . ۲
كما يطالعنا في رواية ابن حجر:
إنّ جمعاً تذاكروا أنّه ما من أحد أعان على قتل الحسين، إلّا أصابه بلاء قبل أن يموت . ۳
لم يبق ممّن قتله [الحسينَ عليه السلام‏] إلّا من عوقب في الدنيا ؛ إمّا بقتلٍ ، أو عمىً ، أو سوادِ الوجه، أو زوالِ الملك في مدّة يسيرة . ۴

ويصرّح ابن كثير بأنّ أغلب الروايات التي تشير إلى المصير المشؤوم لمسبّبي فاجعة كربلاء صحيحة ، وهذا نصّ كلامه :
أمّا ما روي من الأحاديث والفتن التي أصابت من قتَله [الحسينَ عليه السلام ]فأكثرُها صحيح، فإنّه قلّ من نجا من اُولئك الذين قتلوه من آفة وعاهة في الدنيا، فلم يخرج منها حتّى اُصيب بمرض، وأكثرهم أصابهم الجنون . ۵

۳ . مقتل الكثير منهم في ثورة المختار

لمّا ثار المختار اُلقي القبض على الكثير ممّن كان لهم دورٌ في فاجعة كربلاء وتمّ إعدامهم بعد ذلك، حيث يقول اليعقوبي في هذا الصدد:

1.كامل الزيارات: ص ۱۳۲ ح ۱۴۹، بحار الأنوار: ج ۴۴ ص ۲۳۶ ح ۲۷ .

2.شرح الأخبار: ج ۳ ص ۱۶۹ ح ۱۱۱۴.

3.الصواعق المحرقة: ص ۱۹۵، تاريخ دمشق: ج ۱۴ ص ۲۳۲ نحوه.

4.الصواعق المحرقة: ص ۱۹۵، تذكرة الخواصّ: ص ۲۸۰ .

5.البداية والنهاية: ج ۸ ص ۲۰۱.

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9955
صفحه از 952
پرینت  ارسال به