723
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

۱ . زوال حكم آل أبي سفيان

لقد تسبّبت الموجة الاُولى لحادثة عاشوراء إلى زوال حكم آل أبي سفيان ، وذلك بعد مرور ثلاثة أعوام عليها فقط ، وكان دور هذه الفاجعة في اُفول قدرة هذه الاُسرة واضحاً إلى درجة بحيث إنّ عبد الملك بن مروان رغم أنّه ورث الحكم منهم، اعترف بهذه الحقيقة رسميّاً بعد تسلّطه على زمام الاُمور ، وكتب إلى الحجّاج بن يوسف :
جنّبني دماء بني عبد المطّلب ، فليس فيها شِفاء من الحَرَب . وإنّي رأيتُ بني حرب سُلبوا ملكهم لمّا قتلوا الحسين بن عليّ . ۱

۲ . قصر العمر والإصابة بالأمراض الخطيرة

روى عبد اللَّه بن بدر الخطمي عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله :
مَن أحَبَّ أن يُبارَكَ في أجَلِهِ ، وأن يُمَتَّعَ بِما خَوَّلَهُ اللَّهُ تَعالى‏ ، فَليَخلُفني في أهلي خِلافَةً حَسَنَةً ، ومَن لَم يَخلُفني فيهِم بُتِكَ ۲ عُمُرُهُ ، ووَرَدَ عَلَيَّ يَومَ القِيامَةِ مُسوَدّاً وَجهُهُ .
قال : فكان كما قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله ، فإنّ يزيد بن معاوية لم يخلفه في أهله خلافة حسنة ، فبتك عمرهُ ، وما بقي بعد الحسين عليه السلام إلّا قليلاً، وكذلك عبيد اللَّه بن زياد لعنهما اللَّه . ۳

هلك يزيد وهو في الثامنة والثلاثين من عمره ، وقُتل ابن زياد وهو في الثامنة والعشرين أو الرابعة والثلاثين، واستناداً لروايات معتبرة فقد اُصيب الكثير من المجرمين والجناة في كربلاء بالأمراض الخطيرة، مثل: الجنون والجذام والبرص، حيث

1.العقد الفريد: ج ۳ ص ۳۸۲، المحاسن والمساوئ: ص ۵۵، جواهر المطالب: ج ۲ ص ۲۷۸.

2.البتك: القطع، بتكه: قطعه (الصحاح: ج ۴ ص ۱۵۷۴ «بتك» ).

3.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج‏۲ ص‏۸۵، كنز العمال: ج‏۱۲ ص‏۹۹ ح‏۳۴۱۷۱ نقلاً عن أبي‏الشيخ في تفسيره وأبي نعيم ؛ بحار الأنوار: ج ۲۳ ص ۱۱۶ ح ۳۱ نقلاً عن خطّ الشهيد وفيهما صدره إلى «وجهه» .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
722

كلام في عاقبة من قاتل الإمام أو خذله‏

من المسائل المهمّة جدّاً والقابلة للتأمّل في واقعة عاشوراء ، والتي تعتبر عامل اعتبار للجميع وخاصّة للظالمين والمجرمين على طول التاريخ، هي مصير وعاقبة من قاتل الإمام الحسين عليه السلام أو خذله أمام العدوّ ولم ينصره ، فإنّهم لا يعاقبون على قدر جرمهم في الآخرة وحسب ، بل سيلقون بعض جزائهم في هذا العالم أيضاً .

دعاء النبيّ صلى اللَّه عليه وآله عليهم

كان النبيّ صلى اللَّه عليه وآله يتنبّأ بهذه الحادثة الأليمة قبل وقوعها بسنين ، واستناداً إلى رواية ، فإنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله دعا على من حارب الإمام الحسين عليه السلام أو لم ينصره، بقوله :
اللَّهُمَّ اخذُل مَن خَذَلَهُ ، وَاقتُل مَن قَتَلَهُ ، وَاذبَح مَن ذَبَحَهُ ، ولا تُمَتِّعهُ بِما طَلَبَ . ۱
وروي عنه في حديث آخر :
يُقتَلُ ابنِيَ الحُسَينُ بِظَهرِ الكوفَةِ ، الوَيلُ لِقاتِلِهِ ، وخاذِلِهِ ، وتارِكِ نُصرَتِهِ . ۲

مصير مسبّبي فاجعة كربلاء

لقد استجيب دعاء رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله على من كان له دور في فاجعة كربلاء الدمويّة ، سواء من حارب الإمام الحسين عليه السلام وجهاً لوجه، أو شارك في هذه الحادثة الأليمة بشكل غير مباشر عبر الامتناع عن نصرته عليه السلام ، ونالوا جزاءهم .

1.كامل الزيارات : ص ۱۳۱ ح ۱۴۹ وراجع : هذا الكتاب : ج ۱ ص ۲۴۱ ح ۳۷ .

2.راجع : ج ۱ ص ۲۶۵ ح ۹۳ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9799
صفحه از 952
پرینت  ارسال به