721
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

قَتَلَهُ غَيري... فَلَمّا رَجَعوا إلَى الكوفَةِ أخَذَ الآخَرُ رَأسَ حَبيبٍ ، فَعَلَّقَهُ في لَبانِ فَرَسِهِ ، ثُمَّ أقبَلَ بِهِ إلَى ابنِ زِيادٍ فِي القَصرِ ، فَبَصُرَ بِهِ ابنُهُ القاسِمُ بنُ حَبيبٍ ، وهُوَ يَومَئِذٍ قَد راهَقَ ، فَأَقبَلَ مَعَ الفارِسِ لا يُفارِقُهُ ، كُلَّما دَخَلَ القَصرَ دَخَلَ مَعَهُ ، وإذا خَرَجَ خَرَجَ مَعَهُ ، فَارتابَ بِهِ ، فَقالَ : ما لَكَ يا بُنَيَّ تَتبَعُني ؟ قالَ : لا شَي‏ءَ ، قالَ : بَلى‏ ، يا بُنَيَّ! أخبِرني .
قالَ لَهُ : إنَّ هذَا الرَّأسَ الَّذي مَعَكَ رَأسُ أبي ، أفَتُعطينيهِ حَتّى‏ أدفِنَهُ ؟
قالَ : يا بُنَيَّ ! لا يَرضَى الأَميرُ أن يُدفَنَ ، وأنَا اُريدُ أن يُثيبَنِي الأَميرُ عَلى‏ قَتلِهِ ثَواباً حَسَناً .
قالَ لَهُ الغُلامُ : لكِنَّ اللَّهَ لا يُثيبُكَ عَلى‏ ذلِكَ إلّا أسوَأَ الثَّوابِ ، أما وَاللَّهِ ، لقَدَ قَتَلتَ خَيراً مِنكَ ، وبَكى‏ .
فَمَكَثَ الغُلامُ حَتّى‏ إذا أدرَكَ، لَم يَكُن لَهُ هِمَّةٌ إلَّا اتِّباعُ أثَرِ قاتِلِ أبيهِ ، لِيَجِدَ مِنهُ غِرَّةً ۱ ، فَيَقتُلَهُ بِأَبيهِ .
فَلَمّا كانَ زَمانُ مُصعَبِ بنِ الزُّبَيرِ ، وغَزا مُصعَبٌ باجُمَيرى‏ ۲ ، دَخَلَ عَسكَرَ مُصعَبٍ ، فَإِذا قاتِلُ أبيهِ في فُسطاطِهِ ، فَأَقبَلَ يَختَلِفُ في طَلَبِهِ وَالتِماسِ غِرَّتِهِ ، فَدَخَلَ عَلَيهِ وهُوَ قائِلٌ نِصفَ النَّهارِ ، فَضَرَبَهُ بِسَيفِهِ حَتّى‏ بَرَدَ . ۳

1.الغرَّةُ : الغفلةُ (المصباح المنير : ص ۴۴۴ «غرر») .

2.باجُمَيرى : موضع دون تكريت (معجم البلدان : ج ۱ ص ۳۱۴) .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۳۹ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۷ نحوه وراجع : هذا الكتاب : ص ۳۷ (الفصل الثالث / حبيب بن مظاهر) .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
720

۶ / ۳۸

رَجُلٌ رائِحَتُهُ رائِحَةُ القَطِرانِ‏

۱۹۲۰.تاريخ دمشق عن الفضل بن الزبير : كُنتُ جالِساً عِندَ شَخصٍ ، فَأَقبَلَ رَجُلٌ فَجَلَسَ إلَيهِ ، رائِحَتُهُ رائِحَةُ القَطِرانِ ۱ ، فَقالَ لَهُ : يا هذا، أتَبيعُ القَطِرانَ ؟ قالَ : ما بِعتُهُ قَطُّ ، قالَ : فَما هذِهِ الرّائِحَةُ ؟
قالَ : كُنتُ مِمَّن شَهِدَ عَسكَرَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، وكُنتُ أبيعُهُم أوتادَ الحَديدِ ، فَلَمّا جَنَّ عَلَيَّ اللَّيلُ رَقَدتُ ، فَرَأَيتُ في نَومي رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ومَعَهُ عَلِيٌّ ، وعَلِيٌّ يَسقِي القَتلى‏ مِن أصحابِ الحُسَينِ ، فَقُلتُ لَهُ : اِسقِني، فَأَبى‏ ، فَقُلتُ : يا رَسولَ اللَّهِ، مُرهُ يَسقيني .
فَقالَ : ألَستَ مِمَّن عاوَنَ عَلَينا ؟ فَقُلتُ : يا رَسولَ اللَّهِ ، وَاللَّهِ، ما ضَرَبتُ بِسَيفٍ ، ولا طَعَنتُ بِرُمحٍ ، ولا رَمَيتُ بِسَهمٍ ، ولكِنّي كُنتُ أبيعُهُم أوتادَ الحَديدِ ، فَقالَ : يا عَلِيُّ، اسقِهِ ، فَناوَلَني قَعباً مَملوءاً قَطِراناً ، فَشَرِبتُ مِنهُ قَطِراناً ، ولَم أزَل أبولُ القَطِرانَ أيّاماً ، ثُمَّ انقَطَعَ ذلِكَ البَولُ عَنّي ، وبَقِيَتِ الرّائِحَةُ في جِسمي . ۲

۶ / ۳۹

قاتِلُ حَبيبِ بنِ مُظاهِرٍ

۱۹۲۱.تاريخ الطبري عن حميد بن مسلم: قاتَلَ [حَبيبٌ‏] قِتالاً شَديداً، فَحَمَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن بَني تَميمٍ ، فَضَرَبَهُ [حَبيبٌ ]بِالسَّيفِ عَلى‏ رَأسِهِ ، فَقَتَلَهُ... وحَمَلَ عَلَيهِ آخَرُ مِن بَني تَميمٍ ، فَطَعَنَهُ فَوَقَعَ، فَذَهَبَ لِيَقومَ ، فَضَرَبَهُ الحُصَينُ بنُ تَميمٍ عَلى‏ رَأسِهِ بِالسَّيفِ فَوَقَعَ، ونَزَلَ إلَيهِ التَّميمِيُّ ، فَاحتَزَّ رَأسَهُ، فَقالَ لَهُ الحُصَينُ: إنّي لَشَريكُكَ في قَتلِهِ، فَقالَ الآخَرُ: وَاللَّهِ ، ما

1.قَطران : الذي يُطلى به الإبل التي فيها الجرب ، فيحرق بحدّته وحرارته الجرب ، يُتّخذ من حمل شجر العرعر (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۴۹۳ «قطر») .

2.تاريخ دمشق : ج‏۱۴ ص‏۲۵۸ وراجع : المناقب‏لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۵۹ والثاقب في المناقب : ص ۳۳۵ ح‏۲۷۸.

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10051
صفحه از 952
پرینت  ارسال به