715
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

قائِمٌ لَدَيهِ في يَدِهِ سَيفٌ مِن نارٍ يَقتُلُ أصحابي ، فَكُلَّما ضَرَبَ رَجُلاً مِنهُم ضَربَةً التَهَبَت نَفسُهُ ناراً .
فَدَنَوتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله وجَثَوتُ ۱ بَينَ يَدَيهِ ، وقُلتُ : السَّلامُ عَلَيكَ يا رَسولَ اللَّهِ ، فَلَم يَرُدَّ عَلَيَّ ، ومَكَثَ طَويلاً مُطرِقاً ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ ، وقالَ لي : يا عَبدَ اللَّهِ انتَهَكتَ حُرمَتي ، وقَتَلتَ عِترَتي ، ولَم تَرعَ حَقّي ، وفَعَلتَ وفَعَلتَ .
فَقُلتُ لَهُ : يا رَسولَ اللَّهِ ، وَاللَّهِ ، ما ضَرَبتُ سَيفاً ، ولا طَعَنتُ رُمحاً ، ولا رَمَيتُ سَهماً .
فَقالَ : صَدَقتَ ، ولكِنَّكَ كَثَّرتَ السَّوادَ ، اُدنُ مِنّي ! فَدَنَوتُ مِنهُ ، فَإِذا طَستٌ مَملوءٌ دَماً . فَقالَ : هذا دَمُ وَلَدِي الحُسَينِ . فَكَحَّلَني مِنهُ ، فَانتَبَهتُ ولا اُبصِرُ شَيئاً حَتَّى السّاعَةِ . ۲

۶ / ۳۳

رَجُلٌ مُحتَرِقٌ‏

۱۹۱۳.الأمالي للطوسي عن محمّد بن سليمان : حَدَّثَني عَمّي : لَمّا خِفنا أيّامَ الحَجّاجِ ، خَرَجَ نَفَرٌ مِنّا مِنَ الكوفَةِ مُستَتِرينَ وخَرَجتُ مَعَهُم ، فَصِرنا إلى‏ كَربَلاءَ ، ولَيسَ بِها مَوضِعٌ نَسكُنُهُ ، فَبَنَينا كوخاً عَلى‏ شاطِئِ الفُراتِ ، وقُلنا : نَأوي إلَيهِ ، فَبَينا نَحنُ فيهِ إذ جاءَنا رَجُلٌ غَريبٌ ، فَقالَ : أصيرُ مَعَكُم في هذَا الكوخ اللَّيلَةَ ، فَإِنّي عابِرُ سَبيلٍ ، فَأَجَبناهُ ، وقُلنا : غَريبٌ مُنقَطَعٌ بِهِ ، فَلَمّا غَرَبَتِ الشَّمسُ وَأظلَمَ اللَّيلُ أشعَلنا ، فَكُنّا نُشعِلُ بِالنِّفطِ ، ثُمَّ جَلَسنا نَتَذاكَرُ أمرَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ومُصيبَتَهُ وقَتلَهُ ومَن تَوَلّاهُ ، فَقُلنا : ما بَقِيَ أحَدٌ مِن قَتَلَةِ الحُسَيِن عليه السلام إلّا رَماهُ اللَّهُ بِبَلِيَّةٍ في بَدَنِهِ .

1.جَثا - يَجثو: جلس على ركبتيه للخصومة ونحوها (لسان العرب: ج ۱۴ ص ۱۳۱ «جثا»).

2.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۱۰۴ ، بستان الواعظين : ص ۲۶۲ عن الحذّاء بن رباح ؛ مثير الأحزان : ص ۸۰ عن ابن رياح وكلاهما نحوه وراجع : تذكرة الخواصّ : ص ۲۸۱ والملهوف : ص ۱۸۳ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
714

وهؤُلاءِ أخَذَهُمُ المُختارُ ، فَشَدَّ أيدِيَهُم وأرجُلَهُم بِسِكَكِ الحَديدِ ، وأوطَأَ الخَيلَ ظُهورَهُم حَتّى‏ هَلَكوا . ۱

۶ / ۳۲

رَجُلٌ سَمْجُ العَمى‏

۱۹۱۱.تاريخ دمشق عن أبي النضر الجرمي : رَأَيتُ رَجُلاً سَمجَ ۲ العَمى‏ ، فَسَأَلَتُهُ عَن سَبَبِ ذَهابِ بَصَرِهِ ، فَقالَ : كُنتُ مِمَّن حَضَرَ عَسكَرَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَلَمّا جاءَ اللَّيلُ رَقَدتُ ، فَرَأَيتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فِي المَنامِ وبَينَ يَدَيهِ طَستٌ فيها دَمٌ ، وريشَةٌ فِي الدَّمِ ، وهُوَ يُؤتى‏ بِأَصحابِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَيَأخُذُ الرّيشَةَ ، فَيَخُطُّ بِها بَينَ أعيُنِهِم ، فَاُتِيَ بي ، فَقُلتُ : يا رَسولَ اللَّهِ ، وَاللَّهِ ما ضَرَبتُ بِسَيفٍ ، ولا طَعَنتُ بِرُمحٍ ، ولا رَمَيتُ بِسَهمٍ .
قالَ : أفَلَم تُكَثِّر عَدُوَّنا ؟! فَأَدخَلَ إصبَعَهُ فِي الدَّمِ - السَّبّابَةَ وَالوُسطى‏ - وأهوى‏ بِهِما إلى‏ عَيني ، فَأَصبَحتُ وقَد ذَهَبَ بَصَري . ۳

۱۹۱۲.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي عن ابن رماح : لَقيتُ رَجُلاً مَكفوفاً قَد شَهِدَ قَتلَ الحُسَينِ عليه السلام ، فَكانَ النّاسُ يَأتونَهُ ويَسأَلونَهُ عَن سَبَبِ ذَهابِ بَصَرِهِ ، فَقالَ : إنّي كُنتُ شَهِدتُ قَتلَهُ عاشِرَ عَشَرَةٍ ، غَيرَ أنّي لَم أضرِب ولَم أطعَن ولَم أرمِ ، فَلَمّا قُتِلَ رَجَعتُ إلى‏ مَنزِلي ، فَصَلَّيتُ العِشاءَ الآخِرَةَ ونُمتُ ، فَأَتاني آتٍ في مَنامي وقالَ لي : أجِب رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ! فَإِذاَ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله جالِسٌ فِي الصَّحراءِ ، حاسِرٌ عَن ذِراعَيهِ ، آخِذٌ بِحَربَةٍ ، ونَطعٌ ۴ بَينَ يَدَيهِ ، ومَلَكٌ

1.الملهوف : ص‏۱۸۲ ، مثير الأحزان : ص‏۷۸ نحوه ، بحارالأنوار : ج‏۴۵ ص‏۵۹ وفيهما «إسحاق بن حويّة الحضرمي».

2.سمُج سماجة : قبح فهو سمج (الصحاح : ج ۱ ص ۳۲۲ «سمج») .

3.تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۵۹ ، المناقب لابن المغازلي : ص ۴۰۵ ح ۴۵۹ عن أبي النضر الحرمي وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۵۹ وشرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۷۱ ح ۱۱۲۰ وكشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۶۹ .

4.النَّطعُ - بالفتح وبالكسر - : بساط من الأديم [أي الجلد المدبوغ‏] (القاموس المحيط: ج ۳ ص ۸۹ «نطع»).

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9916
صفحه از 952
پرینت  ارسال به