وهؤُلاءِ أخَذَهُمُ المُختارُ ، فَشَدَّ أيدِيَهُم وأرجُلَهُم بِسِكَكِ الحَديدِ ، وأوطَأَ الخَيلَ ظُهورَهُم حَتّى هَلَكوا . ۱
۶ / ۳۲
رَجُلٌ سَمْجُ العَمى
۱۹۱۱.تاريخ دمشق عن أبي النضر الجرمي : رَأَيتُ رَجُلاً سَمجَ ۲ العَمى ، فَسَأَلَتُهُ عَن سَبَبِ ذَهابِ بَصَرِهِ ، فَقالَ : كُنتُ مِمَّن حَضَرَ عَسكَرَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَلَمّا جاءَ اللَّيلُ رَقَدتُ ، فَرَأَيتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فِي المَنامِ وبَينَ يَدَيهِ طَستٌ فيها دَمٌ ، وريشَةٌ فِي الدَّمِ ، وهُوَ يُؤتى بِأَصحابِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَيَأخُذُ الرّيشَةَ ، فَيَخُطُّ بِها بَينَ أعيُنِهِم ، فَاُتِيَ بي ، فَقُلتُ : يا رَسولَ اللَّهِ ، وَاللَّهِ ما ضَرَبتُ بِسَيفٍ ، ولا طَعَنتُ بِرُمحٍ ، ولا رَمَيتُ بِسَهمٍ .
قالَ : أفَلَم تُكَثِّر عَدُوَّنا ؟! فَأَدخَلَ إصبَعَهُ فِي الدَّمِ - السَّبّابَةَ وَالوُسطى - وأهوى بِهِما إلى عَيني ، فَأَصبَحتُ وقَد ذَهَبَ بَصَري . ۳
۱۹۱۲.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي عن ابن رماح : لَقيتُ رَجُلاً مَكفوفاً قَد شَهِدَ قَتلَ الحُسَينِ عليه السلام ، فَكانَ النّاسُ يَأتونَهُ ويَسأَلونَهُ عَن سَبَبِ ذَهابِ بَصَرِهِ ، فَقالَ : إنّي كُنتُ شَهِدتُ قَتلَهُ عاشِرَ عَشَرَةٍ ، غَيرَ أنّي لَم أضرِب ولَم أطعَن ولَم أرمِ ، فَلَمّا قُتِلَ رَجَعتُ إلى مَنزِلي ، فَصَلَّيتُ العِشاءَ الآخِرَةَ ونُمتُ ، فَأَتاني آتٍ في مَنامي وقالَ لي : أجِب رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ! فَإِذاَ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله جالِسٌ فِي الصَّحراءِ ، حاسِرٌ عَن ذِراعَيهِ ، آخِذٌ بِحَربَةٍ ، ونَطعٌ ۴ بَينَ يَدَيهِ ، ومَلَكٌ
1.الملهوف : ص۱۸۲ ، مثير الأحزان : ص۷۸ نحوه ، بحارالأنوار : ج۴۵ ص۵۹ وفيهما «إسحاق بن حويّة الحضرمي».
2.سمُج سماجة : قبح فهو سمج (الصحاح : ج ۱ ص ۳۲۲ «سمج») .
3.تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۵۹ ، المناقب لابن المغازلي : ص ۴۰۵ ح ۴۵۹ عن أبي النضر الحرمي وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۵۹ وشرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۷۱ ح ۱۱۲۰ وكشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۶۹ .
4.النَّطعُ - بالفتح وبالكسر - : بساط من الأديم [أي الجلد المدبوغ] (القاموس المحيط: ج ۳ ص ۸۹ «نطع»).