705
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

فِي الدَّهرِ .
قالَ لَهُ المُختارُ : للَّهِ‏ِ أبوكَ ، اُسكُت ، أتَستَحِلُّ أن تُجيرَ قَتَلَةَ ابنِ بِنتِ نَبِيِّكَ؟ ! . ۱

۶ / ۲۸

مالِكُ بنُ النُّسَيرِ

كان مالك بن النسير البدي الكندي ممّن هجموا على الإمام الحسين عليه السلام بسيوفهم ، وقد ضرب بسيفه رأس الإمام، فدعا عليه الإمام عليه السلام ، فابتلي بالفقر الشديد على أثر دعاء الإمام عليه . ۲ واستناداً إلى بعض الروايات التاريخيّة فقد اُصيبت يداه بالفالج وضعف عقله . ۳ وفي ثورة المختار قُبض عليه واُمر به فقُطعت يداه ورجلاه وتُرك حتّى هلك . ۴

۱۸۹۱.تاريخ الطبري عن حميد بن مسلم : إنَّ رَجُلاً مِن كِندَةَ يُقالُ لَهُ مالِكُ بنُ النُّسَيرِ مِن بَني بَدّاءَ ، أتاهُ [أيِ الحُسَينَ عليه السلام ]فَضَرَبَهُ عَلى‏ رَأسِهِ بِالسَّيفِ ، وعَلَيهِ بُرنُسٌ لَهُ ، فَقَطَعَ البُرنُسَ ، وأصابَ السَّيفُ رَأسَهُ ، فَأَدمى‏ رَأسَهُ ، فَامتَلَأَ البُرنُسُ دَماً .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ : لا أكَلتَ بِها ولا شَرِبتَ ، وحَشَرَكَ اللَّهُ مَعَ الظّالِمينَ .
قالَ : فَأَلقى‏ ذلِكَ البُرنُسَ ، ثُمَّ دَعَا بِقَلَنسُوَةٍ ۵ ، فَلَبِسَها ، وَاعتَمَّ ، وقَد أعيا وبَلَّدَ ۶ ، وجاءَ الكِندِيُّ حَتّى‏ أخَذَ البُرنُسَ ، وكانَ مِن خَزٍّ ، فَلَمّا قَدِمَ بِهِ بَعدَ ذلِكَ عَلَى امرَأَتِهِ - اُمِّ عَبدِ اللَّهِ ابنَةِ الحُرِّ اُختِ حُسَينِ بنِ الحُرِّ البَدِّيِّ - أقبَلَ يَغسِلُ البُرنُسَ مِنَالدَّمِ ، فَقالَت لَهُ

1.الأخبار الطوال : ص ۳۰۲ وراجع : تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۵۳ وشرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۶۵ الرقم ۱۰۹۴ .

2.راجع : ص ۲۵۴ (القسم الخامس / الفصل التاسع / ماجرى على الإمام عليه السلام في آخر لحظة من حياته) .

3.راجع : ص ۷۰۶ ح ۱۸۹۲ و ۱۸۹۳ .

4.راجع : ص ۷۰۶ ح ۱۸۹۴ .

5.القَلَنسُوَة : نوع من ملابس الرأس ، وهو على هيئات .

6.بَلَّدَ الرجل : إذا لم يتّجه لشي‏ء ، وبَلَّدَ : إذا نكّس في العمل وضعف حتّى في الجري (لسان العرب : ج ۳ ص ۹۶ «بلد») .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
704

وقسم من ربيعة . ۱ وبعد انتهاء المعركة اشترك في نهب الخيام وسلب قطيفة الإمام عليه السلام ، ولذلك اشتهر بقيس القطيفة . ۲ وكان من حاملي رؤوس الشهداء لابن زياد. ۳
وفي ثورة المختار، التجأ قيس إلى أحد أعظم قادة جيش المختار، أي عبد اللَّه بن كامل، إلّا أنّ المختار بعث أبا عمرة إلى ملجئه وقتله . ۴

۱۸۹۰.الأخبار الطوال : إنَّ قَيسَ بنَ الأَشعَثِ أنِفَ مِن أن يَأتِيَ البَصرَةَ ، فَيَشمَتَ بِهِ أهلُها ، فَانصَرَفَ إلَى الكوفَةِ مُستَجيراً بِعَبدِ اللَّهِ بنِ كامِلٍ ، وكانَ مِن أخَصِّ النّاسِ عِندَ المُختارِ .
فَأَقبَلَ عَبدُ اللَّهِ إلَى المُختارِ ، فَقالَ : أيُّهَا الأَميرُ ، إنَّ قَيسَ بنَ الأَشعَثِ قَدِ استَجارَ بي وأجَرتُهُ ، فَأَنفِذ جِواري إيّاهُ .
فَسَكَتَ عَنهُ المُختارُ مَلِيّاً ، وشَغَلَهُ بِالحَديثِ ، ثُمَّ قالَ : أرِني خاتَمَكَ ، فَناوَلَهُ إيّاهُ ، فَجَعَلَهُ في إصبَعِهِ طَويلاً .
ثُمَّ دَعا أبا عَمرَةَ ، فَدَفَعَ إلَيهِ الخاتَمَ ، وقالَ لَهُ سِرّاً : اِنطَلِق إلَى امرَأَةِ عَبدِ اللَّهِ بنِ كامِلٍ ، فَقُل لَها : هذا خاتَمُ بَعلِكِ عَلامَةً ، لِتُدخِليني إلى‏ قَيسِ بنِ الأَشعَثِ ، فَإِنّي اُريدُ مُناظَرَتَهُ في بَعضِ الاُمورِ الَّتي فيها خَلاصُهُ مِنَ المُختارِ ، فَأَدخَلَتهُ إلَيهِ .
فَانتَضى‏ ۵ سَيفَهُ ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ ، وأخَذَ رَأسَهُ ، فَأَتى‏ بِهِ المُختارَ ، فَأَلقاهُ بَينَ يَدَيهِ . فَقالَ المُختارُ : هذا بِقَطيفَةِ الحُسَينِ عليه السلام . وذلِكَ أنَّ قَيسَ بنَ الأَشعَثِ أخَذَ قَطيفَةً كانَت لِلحُسَينِ عليه السلام حينَ قُتِلَ ، فَكانَ يُسَمّى‏ قَيسَ قَطيفَةٍ . ۶
فَاستَرجَعَ عَبدُ اللَّهِ بنِ كامِلٍ ، وقالَ لِلمُختارِ : قَتَلتَ جاري وضَيفي وصَديقي

1.راجع : ج ۱ ص ۷۷۷ (القسم الخامس / الفصل الثاني / مواجهة بين جيش الهدى وجيش الضلالة) .

2.راجع : ص ۲۸۵ (القسم السادس / الفصل الأوّل / سلب الإمام عليه السلام) .

3.راجع : ص ۳۵۷ (القسم السادس / الفصل الرابع / مجي‏ء كلّ قبيلة برؤوس من قتلت) .

4.راجع : ح ۱۸۹۰ .

5.نَضَا السيفَ وانتضاهُ : إذا أخرجه (النهاية: ج ۵ ص ۷۳ «نضا») .

6.القَطيفة : كساء له خَمْل (النهاية : ج ۴ ص ۸۴ «قطف»).

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10414
صفحه از 952
پرینت  ارسال به