فِي الدَّهرِ .
قالَ لَهُ المُختارُ : للَّهِِ أبوكَ ، اُسكُت ، أتَستَحِلُّ أن تُجيرَ قَتَلَةَ ابنِ بِنتِ نَبِيِّكَ؟ ! . ۱
۶ / ۲۸
مالِكُ بنُ النُّسَيرِ
كان مالك بن النسير البدي الكندي ممّن هجموا على الإمام الحسين عليه السلام بسيوفهم ، وقد ضرب بسيفه رأس الإمام، فدعا عليه الإمام عليه السلام ، فابتلي بالفقر الشديد على أثر دعاء الإمام عليه . ۲ واستناداً إلى بعض الروايات التاريخيّة فقد اُصيبت يداه بالفالج وضعف عقله . ۳ وفي ثورة المختار قُبض عليه واُمر به فقُطعت يداه ورجلاه وتُرك حتّى هلك . ۴
۱۸۹۱.تاريخ الطبري عن حميد بن مسلم : إنَّ رَجُلاً مِن كِندَةَ يُقالُ لَهُ مالِكُ بنُ النُّسَيرِ مِن بَني بَدّاءَ ، أتاهُ [أيِ الحُسَينَ عليه السلام ]فَضَرَبَهُ عَلى رَأسِهِ بِالسَّيفِ ، وعَلَيهِ بُرنُسٌ لَهُ ، فَقَطَعَ البُرنُسَ ، وأصابَ السَّيفُ رَأسَهُ ، فَأَدمى رَأسَهُ ، فَامتَلَأَ البُرنُسُ دَماً .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ : لا أكَلتَ بِها ولا شَرِبتَ ، وحَشَرَكَ اللَّهُ مَعَ الظّالِمينَ .
قالَ : فَأَلقى ذلِكَ البُرنُسَ ، ثُمَّ دَعَا بِقَلَنسُوَةٍ ۵ ، فَلَبِسَها ، وَاعتَمَّ ، وقَد أعيا وبَلَّدَ ۶ ، وجاءَ الكِندِيُّ حَتّى أخَذَ البُرنُسَ ، وكانَ مِن خَزٍّ ، فَلَمّا قَدِمَ بِهِ بَعدَ ذلِكَ عَلَى امرَأَتِهِ - اُمِّ عَبدِ اللَّهِ ابنَةِ الحُرِّ اُختِ حُسَينِ بنِ الحُرِّ البَدِّيِّ - أقبَلَ يَغسِلُ البُرنُسَ مِنَالدَّمِ ، فَقالَت لَهُ
1.الأخبار الطوال : ص ۳۰۲ وراجع : تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۵۳ وشرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۶۵ الرقم ۱۰۹۴ .
2.راجع : ص ۲۵۴ (القسم الخامس / الفصل التاسع / ماجرى على الإمام عليه السلام في آخر لحظة من حياته) .
3.راجع : ص ۷۰۶ ح ۱۸۹۲ و ۱۸۹۳ .
4.راجع : ص ۷۰۶ ح ۱۸۹۴ .
5.القَلَنسُوَة : نوع من ملابس الرأس ، وهو على هيئات .
6.بَلَّدَ الرجل : إذا لم يتّجه لشيء ، وبَلَّدَ : إذا نكّس في العمل وضعف حتّى في الجري (لسان العرب : ج ۳ ص ۹۶ «بلد») .