71
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

اللَّهُمَّ العَنهُم لَعنَ عادٍ وثَمودَ ، اللَّهُمَّ أبلِغ نَبِيَّكَ عَنِّي السَّلامَ ، وأبلِغهُ ما لَقيتُ مِن ألَمِ الجِراحِ ؛ فَإِنّي أرَدتُ بِذلِك نُصرَةَ ذُرِّيَّةِ نَبِيِّكَ . ۱
وقد جاء في الزيارة الرجبيّة . ۲ وكذلك في زيارة الناحية المقدّسة :
السَّلامُ عَلى‏ سَعدِ بنِ عَبدِ اللَّهِ الحَنَفِيِّ ، القائِلِ لِلحُسَينِ وقَد أذِنَ لَهُ فِي الاِنصِرافِ : «لا وَاللَّهِ لا نُخَلّيكَ حَتّى‏ يَعلَمَ اللَّهُ أنّا قَد حَفِظنا غَيبَةَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ فيكَ ، وَاللَّهِ لَو أعلَمُ أنّي اُقتَلُ ثُمَّ اُحيى‏ ثُمَّ اُحَرُقُ ثُمَّ اُذرى‏ ، ويُفعَلُ بي ذلِكَ سَبعينَ مَرَّةً ما فارَقتُكَ ، حَتّى‏ ألقى‏ حِمامي دونَكَ ، وكَيفَ لا أفعَلُ ذلِكَ وإنَّما هِيَ مَوتَةٌ أو قَتلَةٌ واحِدَةٌ ، ثُمَّ هِيَ بَعدَهَا الكَرامَةُ الَّتي لَا انقِضاءَ لَها أبَداً» .
فَقَد لَقيتَ حِمامَكَ ، وواسَيتَ إمامَكَ ، ولَقيتَ مِنَ اللَّهِ الكَرامَةَ في دارِ المُقامَةِ ، حَشَرَنَا اللَّهُ مَعَكُم فِي المُستَشهَدينَ ، ورَزَقَنا مُرافَقَتَكُم في أعلى‏ عِلِّيّينَ . ۳

۹۴۳.تاريخ الطبري عن محمّد بن قيس : صَلُّوا الظُّهرَ [أي في يَومِ عاشوراءَ] ، صَلّى‏ بِهِمُ الحُسَينُ عليه السلام صَلاةَ الخَوفِ ، ثُمَّ اقتَتَلوا بَعدَ الظُّهرِ ، فَاشتَدَّ قِتالُهُم ووَصَلَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَاستَقدَمَ الحَنَفِيُّ أمامَهُ ، فَاستَهدَفَ لَهُم يَرمونَهُ بِالنَّبلِ يَميناً وشِمالاً قائِماً بَينَ يَدَيهِ ، فَما زالَ يُرمى‏ حَتّى‏ سَقَطَ . ۴

۹۴۴.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : قالَ الحُسَينُ عليه السلام لِزُهيرِ بنِ القَينِ وسَعيدِ بنِ عَبدِ اللَّهِ : تَقَدَّما أمامي ، فَتَقَدَّما أمامَهُ في نَحوٍ مِن نِصفِ أصحابِهِ ، حَتّى‏ صَلّى‏ بِهِم صَلاةَ الخَوفِ .
ورُوِيَ أنَّ سَعيدَ بنَ عَبدِ اللَّهِ الحَنَفِيَّ تَقَدَّمَ أمامَ الحُسَينِ عليه السلام ، فَاستَهدَفَ لَهُ يَرمونَهُ بِالنَّبلِ ، فَما أخَذَ الحُسَينُ عليه السلام يَميناً وشِمالاً إلّا قامَ بَينَ يَدَيهِ ، فَما زالَ يُرمى‏ حَتّى‏ سَقَطَ

1.راجع: ص ۷۱ ح ۹۴۴ .

2.راجع : موسوعة الإمام الحسين عليه السلام : ج ۸ ص ۱۵۹ ح ۳۵۲۴ .

3.راجع : ص ۸۷۰ ح ۲۱۴۹ .

4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۴۱ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۸ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۳ نحوه وبزيادة «يقال : إنّه استهدف دونه رجل من بني حنيفة غير سعيد بن عبد اللَّه» في آخره .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
70

واستناداً إلى رواية البلاذريّ ، فإنّ سعيد بن عبد اللَّه كان في عهد إمامة الإمام الحسن عليه السلام من مخالفي الصلح مع معاوية، لكن وافق عليه بعد التشاور مع الإمام الحسين عليه السلام . ۱
كان سعيد بن عبد اللَّه أحد الذين دعوا الإمام الحسين عليه السلام إلى الكوفة ۲ والتقى الإمام برفقة المجموعة الثانية التي حملت كتب الكوفييّن إليه ، كما كان عاملَ إيصال جواب الإمام عليه السلام لأهل الكوفة . ۳
جاء سعيدٌ إلى دار المختار بعد مجي‏ء مسلم عليه السلام إلى الكوفة وأعلن عن نصرته ووفائه للنهضة الحسينيّة ، من خلال كلمة ألقاها وحرّض فيها الناس على البيعة لمسلم والطاعة له . ۴ وعندما أذن الإمام الحسين عليه السلام ليلة عاشوراء لأصحابه أن يتركوه ويخرجوا من أرض المعركة ، أظهر محبّته ووفاءه في خطبة ملحميّة ، حيث قال :
وَاللَّهِ ، لَو عَلِمتُ أنّي اُقتَلُ ، ثُمَّ اُحيا ، ثُمَّ اُحرَقُ حَيّاً ، ثُمَّ اُذَرُّ ، يُفعَلُ ذلِكَ بي سَبعينَ مَرَّةً ؛ ما فارَقتُكَ حَتّى‏ ألقى‏ حِمامي دونَكَ . ۵
واستناداً إلى بعض الروايات ، كان سعيد بن عبد اللَّه أحد الذين وقفوا ظهر عاشوراء ليشكّلوا حصناً إزاء الإمام الحسين عليه السلام ، كي يستطيع الإمام أداء صلاته . ۶
واستناداً إلى رواية الخوارزمي فإنّه عندما سقط سعيد بن عبد اللَّه الحنفي على الأرض كان يتمتم بهذه الكلمات :

1.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۶۳.

2.راجع: ج‏۱ ص‏۳۵۲ (القسم الرابع/الفصل الثالث/كُتُب أهل الكوفة إلى الإمام عليه السلام يدعونه فيها للقيام).

3.راجع : ج ۱ ص ۳۵۹ (القسم الرابع / الفصل الثالث / إشخاص الإمام عليه السلام مندوبه الخاصّ إلى الكوفة وكتابه إلى أهلها) .

4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۵ وفيه الحنفي ، وراجع : هذا الكتاب : ج ۱ ص ۳۸۳ (القسم الرابع / الفصل الرابع / قدوم مسلم الكوفة وبيعة أهلها له) .

5.راجع : ج ۱ ص ۷۴۸ ح ۸۱۰ .

6.راجع : ج ۱ ص ۸۱۸ (الفصل الثاني / صلاة الجماعة بإمامة الحسين عليه السلام في ظهر عاشوراء) .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14063
صفحه از 952
پرینت  ارسال به