النيران وصلت وراء خيام الإمام الحسين عليه السلام ، وأدرك أنّه لا يمكن الهجوم على الخيام من ورائها، جاء ووقف أمامَ الإمام عليه السلام ، وناداه بوقاحةٍ قائلاً : «أبشِر بالنار» ، فسأله الإمام عليه السلام عن اسمه ، فلمّا تبيّن أنّ اسمه «ابن حوزة» قال عليه السلام : «اللَّهُمَّ حُزهُ إلى النار» .
وفي هذه الأثناء عثر به فرسُه فسقط عنه اللعين ، ولكن بقيت رجلُه معلّقةً بالركاب ، فاضطرب الفرس هائجاً ورأس اللعين يُضرب بالأرض إلى أن هلك لعنه اللَّه . ۱
۱۸۷۴.تاريخ الطبري عن أبي مخنف عن حسين أبي جعفر : ثُمَّ إنَّ رَجُلاً مِن بَني تَميمٍ - يُقالُ لَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ حَوْزَةَ - جاءَ حَتّى وَقَفَ أمامَ الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ : يا حُسَينُ يا حُسَينُ ! فَقالَ حُسَينٌ عليه السلام : ما تَشاءُ ؟ قالَ : أبِشر بِالنّارِ !! قالَ : كَلّا ، إنّي أقدَمُ عَلى رَبٍّ رَحيمٍ ، وشَفيعٍ مُطاعٍ ، مَن هذا ؟ قالَ لَهُ أصحابُهُ : هذَا ابنُ حَوزَةَ .
قالَ : رَبِّ حُزْهُ إلَى النّارِ ، قالَ : فَاضطَرَبَ بِهِ فَرَسُهُ في جَدوَلٍ ، فَوَقَعَ فيهِ ، وتَعَلَّقَت رِجلُهُ بِالرِّكابِ ، ووَقَعَ رَأسُهُ فِي الأَرضِ ، ونَفَرَ الفَرَسُ ، فَأَخَذَ يمُرُّ بِهِ ، فَيَضرِبُ بِرَأسِهِ كُلَّ حَجَرٍ وكُلَّ شَجَرَةٍ حَتّى ماتَ .
قالَ أبو مِخنَفٍ : وأمّا سُوَيدُ بنُ حَيَّةَ ، فَزَعَمَ لي أنَّ عَبدَ اللَّهِ بنَ حَوزَةَ حينَ وَقَعَ فَرَسُهُ ، بِقَيَت رِجلُهُ اليُسرى فِي الرِّكابِ ، وَارتَفَعَتِ اليُمنى فَطارَت ، وعَدا بِهِ فَرَسُهُ يَضرِبُ رَأسَهُ كُلَّ حَجَرٍ وأصلَ شَجَرَةٍ حَتّى ماتَ . ۲
۱۸۷۵.تاريخ الطبري عن مسروق بن وائل : كُنتُ في أوائِلِ الخَيلِ مِمَّن سارَ إلَى الحُسَينِ ، فَقُلتُ : أكونُ في أوائِلِها لِعَلّي اُصيبُ رَأسَ الحُسَينِ ، فَاُصيبُ بِهِ مَنزِلَةً عِندَ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، قالَ : فَلَمَّا انتَهَينا إلى حُسَينٍ ، تَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ يُقالُ لَهُ ابنُ حَوزَةَ ، فَقالَ : أفيكُم حُسَينٌ ؟ قالَ : فَسَكَتَ حُسَينٌ ، فَقالَها ثانِيَةً فَأَسكَتَ ، حَتّى إذا كانَتِ الثّالِثَةُ ، قالَ : قولوا لَهُ : نَعَم ،