695
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

ويحتمل أن يكون هذا الشخص هو تميم بن حصين ذاته المتقدّم ذكره . ۱

۱۸۷۳.تاريخ الطبري عن حميد بن مسلم الأزديّ : جاءَ مِن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ كِتابٌ إلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ : أمّا بَعدُ ، فَحُل بَينَ الحُسَينِ وأصحابِهِ وبَينَ الماءِ ، ولا يَذقوا مِنهُ قَطرَةً ، كَما صُنِعَ بِالتَّقِيِّ الزَّكِيِّ المَظلومِ أميرِ المُؤمِنينَ عُثمانَ بنِ عَفّانَ .
قالَ : فَبَعَثَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ عَمرَو بنَ الحَجّاجِ عَلى‏ خَمسِمِئَةِ فارِسٍ ، فَنَزَلوا عَلَى الشَّريعَةِ ، وحالوا بَينَ حُسَينٍ عليه السلام وأصحابِهِ وبَينَ الماءِ أن يُسقَوا مِنهُ قَطرَةً ، وذلِكَ قَبلَ قَتلِ الحُسَينِ عليه السلام بِثَلاثٍ .
قالَ : ونازَلَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ أبي حُصَينٍ الأَزدِيُّ - وعِدادُهُ في بَجيلَةَ - فَقالَ : يا حُسَينُ ، ألا تَنظُرُ إلَى الماءِ كَأَنَّهُ كَبِدُ السَّماءِ ! وَاللَّهِ ، لا تَذوقُ مِنهُ قَطرَةً حَتّى‏ تَموتَ عَطَشاً . فَقالَ حُسَينٌ عليه السلام : اللَّهُمَّ اقتُلهُ عَطَشاً ، ولا تَغفِر لَهُ أبَداً !
قالَ حُمَيدُ بنُ مُسلِمٍ : وَاللَّهِ ، لَعُدتُهُ بَعدَ ذلِكَ في مَرَضِهِ ، فَوَاللَّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، لَقَد رَأَيتُهُ يَشرَبُ حَتّى‏ بَغِرَ ۲ ، ثُمَّ يَقي‏ءُ ، ثُمَّ يَعودُ ، فَيَشرَبُ حَتّى‏ يَبغَرَ فَما يَروى‏ ، فَما زالَ ذلِكَ دَأبَهُ حَتّى‏ لَفَظَ عَصَبَهُ ؛ يَعني نَفسَهُ . ۳

۶ / ۲۲

عَبدُ اللَّهِ بنُ حَوزَةَ

لا تتوفّر معلومات عن هويّته وحتّى عن اسمه الدقيق واسم أبيه ، وقد ذكرته المصادر الحديثيّة والتاريخيّة بأسماء مختلفة. لكن لمّا كانت كافّة هذه الأسماء ترتبط بقضيّة تاريخيّة واحدة يتّضح أنّ المقصود من جميعها واحد. والقضيّة هي أنّه حينما رأى

1.راجع : ص ۶۷۸ (تميم بن حصين) .

2.البَغَر والبَغْر : الشِّرب بلا رِيّ . بَغِرَ بَغراً : إذا أكثر من الماء فلم يروَ (لسان العرب : ج ۴ ص ۷۲ «بغر») .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۲ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۹ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۸۶ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۱ كلاهما نحوه وراجع : تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۷ وتاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۴۳ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
694

فَأَخَذَ مِنهُم رَجُلاً يُقالُ لَهُ : زِيادُ بنُ مالِكٍ ؛ قالَ : ثُمَّ مَضى‏ إلى‏ عَنَزَةَ ، فَأَخَذَ مِنهُم رَجُلاً يُقالُ لَهُ : عِمرانُ بنُ خالِدٍ .
قالَ : ثُمَّ بَعَثَني في رِجالٍ مَعَهُ يُقالُ لَهُم : الدَّبابَةُ إلى‏ دارٍ في‏ الحَمراءِ ، فيها عَبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي خُشكارَةَ البَجَلِيُّ وعَبدُ اللَّهِ بنُ قَيسٍ الخَولانِيُّ ، فَجِئنا بِهِم حَتّى‏ أدخَلناهُم عَلَيهِ ، فَقالَ لَهُم : يا قَتَلَةَ الصّالِحينَ وقَتَلَةَ سَيِّدِ شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ ، ألا تَرَونَ اللَّهِ قَد أقادَ مِنكُمُ اليَومَ ؛ لَقَد جاءَكُمُ الوَرسُ بِيَومٍ نَحسٍ - وكانوا قَد أصابوا مِنَ الوَرسِ الَّذي كانَ مَعَ الحُسَينِ عليه السلام - أخرِجوهُم إلَى السُّوقِ ، فَضَرَبوا رِقابَهُم . فَفُعِلَ ذلِكَ بِهِم ، فَهؤُلاءِ أربَعَةُ نَفَرٍ . ۱

۶ / ۲۱

عَبدُ اللَّهِ بنُ أبي الحُصَينِ‏

كان عبد اللَّه بن أبي الحصين الأزدي البجلي أحد الفرسان الذين كانوا تحت إمرة عمرو بن الحجّاج ، والذين حالوا بين الماء وبين الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه ، وقد خاطب الإمامَ بكلّ وقاحة قائلاً : «يا حسين... واللَّه ، لا تذوق منه قطرة حتّى تموت عطشاً» . فدعا الإمام عليه قائلاً : «اللّهمّ اقتله عطشاً» ، وهكذا صار، حيث اُصيب بالعطاش ، وكلّما كان يشرب الماء لا ينطفئ ضمؤه حتّى هلك . ۲
جدير بالذكر أنّ اسمه ورد في بعض المصادر بشكل عبد اللَّه بن حصين، أو حصن ، أو عبد الرحمن بن حصين الأزدي أيضاً . ۳

1.تاريخ الطبري : ج ۶ ص ۵۸ وراجع : ذوب النضّار : ص ۱۲۳ وبحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۷۶ .

2.راجع : ح ۱۸۷۳ .

3.راجع : ج ۱ ص ۷۳۱ (القسم الخامس / الفصل الأوّل / منع الماء عن الإمام عليه السلام وأصحابه في السابع من محرّم) .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10210
صفحه از 952
پرینت  ارسال به