ويحتمل أن يكون هذا الشخص هو تميم بن حصين ذاته المتقدّم ذكره . ۱
۱۸۷۳.تاريخ الطبري عن حميد بن مسلم الأزديّ : جاءَ مِن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ كِتابٌ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ : أمّا بَعدُ ، فَحُل بَينَ الحُسَينِ وأصحابِهِ وبَينَ الماءِ ، ولا يَذقوا مِنهُ قَطرَةً ، كَما صُنِعَ بِالتَّقِيِّ الزَّكِيِّ المَظلومِ أميرِ المُؤمِنينَ عُثمانَ بنِ عَفّانَ .
قالَ : فَبَعَثَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ عَمرَو بنَ الحَجّاجِ عَلى خَمسِمِئَةِ فارِسٍ ، فَنَزَلوا عَلَى الشَّريعَةِ ، وحالوا بَينَ حُسَينٍ عليه السلام وأصحابِهِ وبَينَ الماءِ أن يُسقَوا مِنهُ قَطرَةً ، وذلِكَ قَبلَ قَتلِ الحُسَينِ عليه السلام بِثَلاثٍ .
قالَ : ونازَلَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ أبي حُصَينٍ الأَزدِيُّ - وعِدادُهُ في بَجيلَةَ - فَقالَ : يا حُسَينُ ، ألا تَنظُرُ إلَى الماءِ كَأَنَّهُ كَبِدُ السَّماءِ ! وَاللَّهِ ، لا تَذوقُ مِنهُ قَطرَةً حَتّى تَموتَ عَطَشاً . فَقالَ حُسَينٌ عليه السلام : اللَّهُمَّ اقتُلهُ عَطَشاً ، ولا تَغفِر لَهُ أبَداً !
قالَ حُمَيدُ بنُ مُسلِمٍ : وَاللَّهِ ، لَعُدتُهُ بَعدَ ذلِكَ في مَرَضِهِ ، فَوَاللَّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، لَقَد رَأَيتُهُ يَشرَبُ حَتّى بَغِرَ ۲ ، ثُمَّ يَقيءُ ، ثُمَّ يَعودُ ، فَيَشرَبُ حَتّى يَبغَرَ فَما يَروى ، فَما زالَ ذلِكَ دَأبَهُ حَتّى لَفَظَ عَصَبَهُ ؛ يَعني نَفسَهُ . ۳
۶ / ۲۲
عَبدُ اللَّهِ بنُ حَوزَةَ
لا تتوفّر معلومات عن هويّته وحتّى عن اسمه الدقيق واسم أبيه ، وقد ذكرته المصادر الحديثيّة والتاريخيّة بأسماء مختلفة. لكن لمّا كانت كافّة هذه الأسماء ترتبط بقضيّة تاريخيّة واحدة يتّضح أنّ المقصود من جميعها واحد. والقضيّة هي أنّه حينما رأى
1.راجع : ص ۶۷۸ (تميم بن حصين) .
2.البَغَر والبَغْر : الشِّرب بلا رِيّ . بَغِرَ بَغراً : إذا أكثر من الماء فلم يروَ (لسان العرب : ج ۴ ص ۷۲ «بغر») .
3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۲ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۹ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۸۶ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۱ كلاهما نحوه وراجع : تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۷ وتاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۴۳ .