681
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

فَقُلتُ : سُبحانَ اللَّهِ ! فَقالَ لي : يا مِنهالُ ! إنَّ التَّسبيحَ لَحَسَنٌ ، فَفيمَ سَبَّحتَ ؟
فَقُلتُ : أيُّهَا الأَميرُ ! دَخَلتُ في سَفرَتي هذِهِ مُنصَرَفي مِن مَكَّةَ عَلى‏ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ لي : يا مِنهالُ ، ما فَعَلَ حَرمَلَةُ بنُ كاهِلَةَ الأَسَدِيُّ ؟ فَقُلتُ : تَرَكتُهُ حَيّاً بِالكوفَةِ . فَرَفَعَ يَدَيهِ جَميعاً ، فَقالَ : اللَّهُمَّ أذِقهُ حَرَّ الحَديدِ ، اللَّهُمَّ أذِقهُ حَرَّ الحَديدِ ، اللَّهُمَّ أذِقهُ حَرَّ النّارِ .
فَقالَ لِيَ المُختارُ : أسَمِعتَ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام يَقولُ هذا ؟ فَقُلتُ : وَاللَّهِ ، لَقَد سَمِعتُهُ قالَ .
فَنَزَلَ عَن دابَّتِهِ وصَلّى‏ رَكعَتَينِ ، فَأَطالَ السُّجودَ ، ثُمَّ قامَ فَرَكِبَ ، وقَدِ احتَرَقَ حَرمَلَةُ ، ورَكِبتُ مَعَهُ وسِرنا ، فَحاذَيتُ داري ، فَقُلتُ : أيُّهَا الأَميرُ ! إن رَأَيتَ أن تُشَرِّفَني وتُكَرِّمَني وتَنزِلَ عِندي وتَحَرَّمَ بِطَعامي .
فَقالَ : يا مِنهالُ ! تُعلِمُني أنَّ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام دَعا بِأَربَعِ دَعَواتٍ ، فَأَجابَهُ اللَّهُ عَلى‏ يَدَيَّ ، ثُمَّ تَأمُرُني أن آكُلَ ! هذا يَومُ صَومٍ شُكراً للَّهِ‏ِ عزّ وجلّ عَلى‏ ما فَعَلتُهُ بِتَوفيقِهِ .
حَرمَلَةُ هُوَ الَّذي حَمَلَ رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام . ۱

۱۸۵۳.الأمالي للشجري عن بشر بن غالب الأسدي : حَجَجتُ سَنَةً ، فَأَتَيتُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام زائِراً ومُسَلِّماً ، فَقالَ لي : يا بِشرُ ، أيُّكُم حَرمَلَةُ بنُ كاهِلٍ ؟ قُلتُ : ذاكَ أحَدُ بَني موقِدٍ . قالَ : أوقَدَ اللَّهُ عَلَيهِ النّارَ ، وقَطَّعَ يَدَيهِ ورِجلَيهِ عاجِلاً غَيرَ آجِلٍ ، فَإِنَّهُ رَمى‏ صَبِيّاً مِن صِبيانِنا بِسَهمٍ فَذَبَحَهُ .
قالَ بِشرٌ : فَخَرَجَ المُختارُ بنُ أبي عُبَيدٍ وأنَا بِالكُوفَةِ ، وإنّي لَجالِسٌ عَلى‏ بابِ داري ، إذ أقبَلَ المُختارُ في جَماعَةٍ كَثيرَةٍ ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ ، فَقُلتُ : أينَ يُريدُ الأَميرُ ؟ فَقالَ : هاهُنا قَريباً وأعودُ . فَقُلتُ لِغُلامي : أسرِج ، فَرَكِبتُ وأتبعَتُهُ ، فَإِذا هُوَ واقِفٌ فِي الكِناسِ - وهِيَ

1.الأمالي للطوسي : ص ۲۳۸ ح ۴۲۳ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۳۲۴ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۳۲ ح ۱ وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۳۳ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
680

المختار ، وأمر المختارُ أن تُقطع يداه ورجلاه، ثمّ أحرقوه . ۱

۱۸۵۱.المزار الكبير - في زِيارَةِ النّاحِيَةِ - : السَّلامُ عَلى‏ عَبدِ اللَّهِ بنِ الحُسَينِ عليه السلام ، الطِّفلِ الرَّضيعِ، وَالمَرمِيِّ الصَّريعِ ، المُتَشَحِّطِ دَماً ، المُصَعَّدِ دَمُهُ فِي السَّماءِ ، المَذبوحِ بِالسَّهمِ في حِجرِ أبيهِ ، لَعَنَ اللَّهُ رامِيَهُ حَرمَلَةَ بنَ كاهِلٍ الأَسَدِيِّ وذَويهِ ۲ .

۱۸۵۲.الأمالي للطوسي عن المنهال بن عمرو : دَخَلتُ عَلى‏ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام مُنصَرَفي مِن مَكَّةَ ، فَقالَ لي : يا مِنهاُل ، ما صَنَعَ حَرمَلَةُ بنُ كاهِلَةَ الأَسَدِيُّ ؟ فَقُلتُ : تَرَكتُهُ حَيّاً بِالكوفَةِ .
قالَ : فَرَفَعَ يَدَيهِ جَميعاً ، فَقالَ : اللَّهُمَّ أذِقهُ حَرَّ الحَديدِ ، اللَّهُمَّ أذِقهُ حَرَّ الحَديدِ ، اللَّهُمَّ أذِقهُ حَرَّ النّارِ .
قالَ المِنهالُ : فَقَدِمتُ الكوفَةَ ، وقَد ظَهَرَ المُختارُ بنُ أبي عُبَيدٍ ، وكانَ لي صَديقاً ، قالَ : فَكُنتُ في مَنزِلي أيّاماً ، حَتَّى انقَطَعَ النّاسُ عَنّي ، ورَكِبتُ إلَيهِ ، فَلَقيتُهُ خارِجاً مِن دارِهِ .
فَقالَ : يا مِنهالُ ، لَم تَأتِنا في وِلايَتِنا هذِهِ ، ولَم تُهَنِّنا بِها ، ولَم تَشرَكنا فيها؟!
فَأَعلَمتُهُ أنّي كُنتُ بِمَكَّةَ ، وأنّي قَد جِئتُكَ الآنَ ، وسايَرتُهُ ونَحنُ نَتَحَدَّثُ ، حَتّى‏ أتَى الكِناسَ ، فَوَقَفَ وُقوفاً كَأَنَّهُ يَنتَظِرُ شَيئاً ، وقَد كانَ اُخبِرَ بِمَكانِ حَرمَلَةَ بنِ كاهِلَةَ ، فَوَجَّهَ في طَلَبِهِ ، فَلَم نَلبَث أن جاءَ قَومٌ يَركُضونَ وقَومٌ يَشتَدّونَ ، حَتّى‏ قالوا : أيُّهَا الأَميرُ ، البِشارَةَ ، قَد اُخِذَ حَرمَلَةُ بنُ كاهِلَةَ ، فَما لَبِثنا أن جي‏ءَ بِهِ ، فَلَمّا نَظَرَ إلَيهِ المُختارُ ، قالَ لِحَرمَلَةَ : الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي مَكَّنَني مِنكَ .
ثُمَّ قالَ : الجَزّارَ الجَزّارَ ! فَاُتِيَ بِجَزّارٍ ، فَقالَ لَهُ : اِقطَع يَدَيهِ ، فَقُطِعَتا . ثُمَّ قالَ لَهُ : اِقطَع رِجلَيهِ ، فَقُطِعَتا . ثُمَّ قالَ : النّارَ النّارَ ! فَاُتِيَ بِنارٍ وقَصَبٍ ، فَاُلقِيَ عَلَيهِ ، وَاشتَعَلَت فيهِ النّارُ .

1.ذوب النّضار : ص ۱۲۱ وراجع : هذا الكتاب : ح ۱۸۵۲ .

2.المزار الكبير : ص ۴۸۸ ، الإقبال : ج ۳ ص ۷۴ ، مصباح الزائر : ص ۲۷۹ ، المزار للشهيد الأوّل : ص ۲۷۹ وليس فيه من «المرميّ» إلى «حجر أبيه» ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۶۶ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10333
صفحه از 952
پرینت  ارسال به