67
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني

الجدير بالذكر أنّ هذه الحادثة جاءت بتفصيلٍ أكثر في كتاب المنتخب للطريحي، ولكن لم يذكر اسم الطفل، ۱ ويدور على الألسنة اسم حبيب بن مظاهر عادة؛ إلّا أنّ أصل الحادثة واسم الطفل يفتقدان على أيّ حالٍ إلى سندٍ معتبر.

۹۳۸.الأمالي للصدوق عن عبد اللَّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه [زين العابدين‏] عليهم السلام : بَرَزَ ... زُهَيرُ بنُ القَينِ البَجَلِيُّ ، وهُوَ يَقولُ مُخاطِباً لِلحُسَينِ عليه السلام :

اليَومَ نَلقى‏ جَدَّكَ النَّبِيّاوحَسَناً وَالمُرتَضى‏ عَلِيّا
فَقَتَلَ مِنهُم تِسعَةَ عَشَرَ رَجُلاً ، ثُمَّ صُرِعَ وهُوَ يَقولُ :

أنَا زُهَيرٌ وأنَا ابنُ القَينِ‏أذُبُّكُم بِالسَّيفِ عَن حُسَينِ ۲

۹۳۹.تاريخ الطبري عن محمّد بن قيس : قاتَلَ زُهَيرُ بنُ القَينِ قِتالاً شَديداً ، وأخَذَ يَقولُ :

أنَا زُهَيرٌ وأنَا ابنُ القَينِ‏أذودُهُم بِالسَّيفِ عَن حُسَينِ‏
قالَ : وأخَذَ يَضرِبُ عَلى‏ مَنكِبِ حُسَينٍ عليه السلام ويَقولُ :

أقدِم هُديتَ هادِياً مَهدِيّافَاليَومَ تَلقى‏ جَدَّكَ النَّبِيّا
وحَسَناً وَالمُرتَضى‏ عَلِيّاوذَا الجَناحَينِ الفَتَى الكَمِيّا
وأسَدَ اللَّهِ الشَّهيدَ الحَيّا
قالَ : فَشَدَّ عَلَيهِ كَثيرُ بنُ عَبدِ اللَّهِ الشَّعبِيُّ ومُهاجِرُ بنُ أوسٍ فَقَتَلاهُ . ۳

1.المنتخب للطريحي: ص ۱۹۶.

2.الأمالي للصدوق : ص ۲۲۴ ح ۲۳۹ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۶ من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۹ .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۴۱ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۳ ، تذكرة الخواصّ : ص ۲۵۳ نحوه وليس فيها من «وذا الجناحين» إلى «الحيّا» ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۸۴ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
66

وصلّى الإمام خلفهم ، ۱ وعندما هجم العدوّ على خيام أهل البيت عليهم السلام ، قاومهم زهير مع عشرة أفراد من أصحاب الإمام عليه السلام وأجبروهم على التراجع ، ۲ وأنشأ زهير هذه الأشعار مخاطباً بها الإمام الحسين عليه السلام :

اليَومَ نَلقى‏ جَدَّكَ النَّبِيّاوحَسَناً وَالمُرتَضى‏ عَلِيّا
وذَا الجَناحَينِ الفَتَى الكَمِيّا ۳
وبعد حربٍ ضروس وبطوليّة، استُشهد زهيرٌ على أيدي كثير بن عبد اللَّه والمهاجر بن أوس، وعندما خرّ صريعاً على الأرض، قال الإمام عليه السلام مخاطباً هذا المجاهد العظيم:
لا يُبعِدَنَّكَ اللَّهُ يا زُهَيرُ ، ولَعَنَ اللَّهُ قاتِلَكَ ، لَعنَ الَّذينَ مَسَخَهُم قِرَدَةً وخَنازيرَ ! ۴
ونقرأ في زيارة الناحية المقدّسة :
السَّلامُ عَلى‏ زُهَيرِ بنِ القَينِ البَجَلِيِّ ، القائِلِ لِلحُسَينِ وقَد أذِنَ لَهُ فِي الاِنصِرافِ : «لا وَاللَّهِ لا يَكونُ ذلِكَ أبَداً ، أترُكُ ابنَ رَسولِ اللَّهِ أسيراً في يَدِ الأَعداءِ وأنجو! لا أرانِيَ اللَّهُ ذلِكَ اليَومَ» . ۵
كما ذكر اسمه في الزيارة الرجبيّة . ۶
لم تذكر المصادر المعتبرة ما جاء في كتاب مجالس المواعظ، من أنّ زهيراً كان يلعب ذات يوم في طفولته مع الإمام الحسين عليه السلام، وأنّه كان يقبّل التراب تحت قدميه، ولذلك فقد حظي بملاطفة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله. كما أنّ تاريخ حياة زهير يدلّ على عدم صحّة هذه الرواية. ۷

1.راجع : ج ۱ ص ۸۱۸ (الفصل الثاني / صلاة الجماعة بإمامة الحسين عليه السلام في ظهر عاشوراء) .

2.راجع : ج ۱ ص ۸۱۲ (الفصل الثاني / اشتداد القتال في نصف النهار) .

3.راجع: ج ۱ ص ۶۴۶ ح ۶۸۵ .

4.راجع : ص ۶۸ ح ۹۴۲.

5.راجع : ص ۸۷۱ ح ۲۱۴۹ .

6.راجع : موسوعة الإمام الحسين عليه السلام : ج ۸ ص ۱۵۹ ح ۳۵۲۴ .

7.هذا هو نصّ الرواية المذكورة: «قيل : إنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله رأى زهيراً وهو طفل في طريقه، فاحتضنه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وقبّله ولاطفه. فقال له أصحابه: من يكون؟ فقال صلى اللَّه عليه وآله: إنّ هذا الطفل يحبّ الحسين كثيراً. وقد رأيته ذات يوم وهو يلعب مع الحسين ويأخذ التراب من تحت قدميه ويقبّله. ولقد أخبرني جبرئيل أنّه ينصر الحسين في كربلاء» (مجالس المواعظ: ص ۵۹).

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14161
صفحه از 952
پرینت  ارسال به