لَيُطاعِنُهُم بِالرُّمحِ ، قَد أعجَلوهُ أن يَلبِسَ سِلاحَهُ وثِيابَهُ ، فَمَضَينا وتَرَكناهُ .
قالَ : فَما هُوَ إلّا أن أمَعنتُ ساعَةً ، إذ سَمِعتُ : اللَّهُ أكبَرُ ، قَتَلَ اللَّهُ الخَبيثَ .
قالَ أبو مِخنَفٍ : حَدَّثَني المِشرَقِيُّ عَن عَبدِ الرَّحمنِ بنِ عُبَيدٍ أبِي الكَنودِ : أنَا واَللَّهِ ، صاحِبُ الكِتابِ الَّذي رَأَيتُهُ مَعَ العِلجِ ، وأتَيتُ بِهِ أبا عَمرَةَ ، وأنَا قَتَلتُ شِمراً ، قالَ : قُلتُ : هَل سَمِعتَهُ يَقولُ شَيئاً لَيلَتَئِذٍ ؟ قالَ : نَعَم ، خَرَجَ عَلَينا ، فَطاعَنَنا بِرُمحِهِ ساعَةً ، ثُمَّ ألقى رُمحَهُ ، ثُمَّ دَخَلَ بَيتَهُ ، فَأَخَذَ سَيفَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ عَلَينا وهُوَ يَقولُ :
نَبَّهتُمُ لَيثَ عَرينٍ باسِلاجَهماً ۱ مُحَيّاهُ يَدُقُّ الكاهِلا
لَم يُرَ يَوماً عَن عَدُوٍّ ناكِلاإلّا كَذا مُقاتِلاً أو قاتِلا
يُبرِحُهُم ضَرباً ويُروِي العامِلا . ۲
۱۸۲۶.الأخبار الطِّوال : سارَ أحمَرُ بنُ سَليطٍ فِي الجُيوشِ حَتّى وافَى المَذارَ ، وقَد انصَرَفَ إلَيها شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ أنَفَةً مِن أن يَأتِيَ البَصرَةَ هارِباً ، فَيَشمَتوا بِهِ ، فَوَجَّهَ أحمَرُ بنُ سَليطٍ إلَى المَكانِ الَّذي كانَ مُتَحَصِّناً فيهِ خَمسينَ فارِساً ، وأمامَهُم نَبَطِيٌّ ۳ يَدُلُّهُم عَلَى الطّريقِ ، وذلِكَ في لَيلَةٍ مُقمِرَةٍ .
فَلَمّا أحَسَّ بِهِم ، دَعا بِفَرَسِهِ فَرَكِبَهُ ، ورَكِبَ مَن كانَ مَعَهُ لِيَهرَبوا ، فَأَدرَكَهُمُ القَومُ ، فَقاتَلوهُم ، فَقُتِلَ شِمرٌ وجَميعُ مَن كانَ مَعَهُ ، وَاحتَزّوا رُؤوسَهُم ، فَأَتَوا بِها أحمَرَ بنَ سَليطٍ ، فَوَجَّهَها إلَى المُختارِ ، فَوَجَّهَ المُختارُ بِرَأسِ شِمرٍ إلى مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ بِالمَدينَةِ . ۴
۱۸۲۷.الأمالي للطوسي عن المدائني عن رجاله : طَلَبَ المُختارُ شِمرَ بنَ ذِي الجَوشَنِ ، فَهَرَبَ إلَى
1.الجَهْمُ : الوجهُ الغليظ المجتمع السمج (تاج العروس : ج ۱۶ ص ۱۲۳ «جهم») .
2.تاريخ الطبري : ج ۶ ص ۵۲ ، تاريخ دمشق : ج ۲۳ ص ۱۹۰ وراجع : البداية والنهاية : ج ۸ ص ۲۹۶ .
3.النّبَطُ : قوم ينزلون البطائح بين العراقين (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۷۴۵ «نبط») .
4.الأخبار الطوال : ص ۳۰۵ .